«ارتياح» مصري بعد إعلان عودة السفير السوداني إلى القاهرة

مصدر قال لـ {الشرق الأوسط} إن توجيهات رسمية ألزمت بعدم التصعيد

TT

«ارتياح» مصري بعد إعلان عودة السفير السوداني إلى القاهرة

أثار قرار عودة السفير السوداني إلى القاهرة، عبد المحمود عبد الحليم، بعد شهرين من توتر في العلاقات بين البلدين «ارتياحاً» في الأوساط الرسمية المصرية، بحسب ما أفاد مصدر مصري مطلع تحدث إلى «الشرق الأوسط».
ومن المنتظر أن يصل عبد الحليم، إلى مصر، غدا (الاثنين) لممارسة مهام عمله. وقال المصدر الذي صرح شريطة عدم ذكر اسمه، إن «التوجيه الرسمي المصري كان مُلزماً لجميع الجهات المعنية بملف العلاقات مع السودان، بضرورة التزام أقصى درجات الهدوء منذ اشتعال أزمة سحب السفير من القاهرة في يناير (كانون الثاني) الماضي، وعدم التورط في أي مساجلات، في هذا الصدد، وضرورة الحرص على تجاوز الخلافات العارضة بين البلدين الشقيقين، حرصاً على مصالح استراتيجية واقتصادية وسياسية أكبر من أي مشكلات عابرة».
ودلل المصدر، على «صحة التوجه المصري بعدم التصعيد تجاه الخرطوم، بالنجاح الذي أحرزته القمة الثلاثية رفيعة المستوى بين مصر، والسودان وإثيوبيا، أواخر يناير الماضي، وما أعقبها من لقاء وزيري الخارجية ورئيسي المخابرات في البلدين، بالقاهرة، في أعقابها، وما أثمرت عنه بتجاوز الأزمة».
وشرح المصدر، أن «تدخل دولة عربية كبرى - رفض ذكر اسمها - لعبت دوراً مهماً في تجاوز عثرة التجاذبات بين القاهرة والخرطوم».
من جهته، قال وزير خارجية السودان إبراهيم غندور، إن بلاده ستعيد سفيرها إلى القاهرة يوم الاثنين بعد شهرين من سحبه، وسط توتر متزايد في علاقات البلدين. ولم تعلن الخرطوم سبب سحب السفير عبد المحمود عبد الحليم أوائل يناير (كانون الثاني)، لكن نزاعات حول السيادة على مثلث حلايب وشلاتين الحدودي وشكوكاً مصرية حول اتفاق بحري بين السودان وتركيا، تسببت في تصدع العلاقات.
وقال غندور لـ«رويترز»، أمس: «علاقات الشعبين والبلدين تاريخية، والحفاظ عليها مسؤولية، ووضعها في الطريق الصحيحة واجب». وكان السودان قد اتهم مصر في العام الماضي بالتدخل في شؤونه الداخلية وأوقف واردات المنتجات الزراعية المصرية.
ومن المقرر أن تكون أول ملفات عمل سفير السودان ومندوبها الدائم بالجامعة العربية، المشاركة في اجتماعات مجلس الجامعة العربية (على مستوى وزراء الخارجية) والذي يشارك فيه وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، بالقاهرة، يومي 6 و7 مارس (آذار) الجاري.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.