فنّد سياسيون وإعلاميون ليبيون فيلماً بثته فضائية الجزيرة الوثائقية عن مدينة درنة (شمال شرقي البلاد)، قالوا إنه «احتوى على أكاذيب»، واتهموها بـ«تزييف الحقائق، وتزوير الوثائق من أجل أجندة سياسية، وإضفاء شرعية على الجماعات الإرهابية»، مشيرين إلى أن الدوحة «تصطف مع الجماعة الإسلامية المقاتلة في خطاب إعلامي متحيز يستهدف وحدة ليبيا».
وعبر عضو مجلس النواب عصام الجهاني، عن غضبه من بث الفيلم، الذي حمل عنوان «الرمال المتحركة... درنة»، وقال إن «الجزيرة بكل قنواتها تتحيز في تغطيتها الإعلامية للشأن الليبي، لصالح أطراف معينة، من بينها جماعة الإخوان المسلمين، وتتعمد تشويه الحقائق، فضلاً عن أنها تضيف لقطات مفبركة لخدمة الهدف الذي تسعى إليه». وأضاف الجهاني في حديث إلى «الشرق الأوسط» أن الجزيرة تمارس «التلفيق الإعلامي، وتلعب على وتر الأوضاع في مدينة درنة المحاصرة من الجيش الليبي، خدمة لما يسمى (مجلس شورى مجاهدي درنة)، لافتاً النظر إلى أن الجيش يحاول حل هذه الأزمة بشكل سلمي وبعيداً عن القتال». وشهدت مدينة درنة معارك واسعة بين عناصر «كتيبة أبو سليم» التابعة لـ«مجلس شورى المجاهدين»، ومسلحي تنظيم «داعش» الذي تلقى سلسلة ضربات فيما بعد، أدَّت إلى طردهم من المدينة بمساعدة المواطنين.
في السياق ذاته، قال الكاتب الليبي سالم العوكلي إنه شاهد الفيلم الوثائقي «الرمال المتحركة...درنة»، «بدهشة لا توصف»، مشيراً إلى أنه «يحمل قدراً من الكذب تجيده القنوات الإخبارية وليست الوثائقية». وأضاف العوكلي في تصريح نقلته فضائية «218» أن الفيلم المكون من جزأين يشير في أحد مشاهده إلى أن «أبناء القبائل المحيطة بدرنة وقوات الجيش الليبي تآمروا مع تنظيم (داعش) على سكان درنة وأطفالها ونسائها وشيوخها»، موضحاً أن «الجيش والقبائل المتحالفة معه منع التنظيم من الاستيلاء على مدن برقة (الشرق)، مدينة مدينة، كما فعل في العراق». وتابع العوكلي موضحاً أن «الفيلم أظهر وجوهاً أعرفها جيداً، كانت تهاجم مراكز الاقتراع في درنة بالقنابل اليدوية، وهي تكبّر وتلعن طواغيت الديمقراطية، تحت مسمى ثوار درنة»، لافتاً إلى أن مخرج الفيلم عرض لنا من جعلهم يخلعون اللباس الأفغاني، ويلبسون الملابس العسكرية أمام الكاميرا ويصبغ عليهم الرتب العسكرية الكبيرة، وكأن تنظيم القاعدة تحول إلى «بنتاغون إسلامي حقيقي».
ومضى العوكلي يقول إن «تغييب عقول المشاهدين وصل بالقناة إلى الاستعانة بأطر قديمة لأرتال لتنظيم (داعش)، وهي صور التقطت عندما كان التنظيم يسيطر على المنطقة من الفتائح شرق درنة، إلى رأس الهلال غرب درنة».
بدوره، قال عضو مجلس نواب عن مدينة طرابلس لـ«الشرق الأوسط» إن «فضائية (الجزيرة) تتبع أسلوباً تحريضياً في ليبيا منذ سقوط الأطراف التي كانت تدعمهم»، مبدياً استغرابه من التعريض بالجيش الوطني الليبي.
وأضاف النائب، الذي رفض ذكر اسمه، أن «القوات المسلحة الليبية تحارب الجماعات الإرهابية، في حين أن قطر لا تكف عن دعم هذه الكيانات، وبالتالي ليس مستغرباً أن تدس فضائية (الجزيرة) في المعلومات، وتزيف الحقائق».
ليبيون يتهمون «الجزيرة الوثائقية» بـ«فبركة» فيلم عن درنة
ليبيون يتهمون «الجزيرة الوثائقية» بـ«فبركة» فيلم عن درنة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة