استمرار القصف على الغوطة الشرقية ومقتل 3 مدنيين

دخان يتصاعد من الغوطة الشرقية (رويترز)
دخان يتصاعد من الغوطة الشرقية (رويترز)
TT

استمرار القصف على الغوطة الشرقية ومقتل 3 مدنيين

دخان يتصاعد من الغوطة الشرقية (رويترز)
دخان يتصاعد من الغوطة الشرقية (رويترز)

استمر القصف الجوي وبالمدفعية في منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة في سوريا رغم الهدنة التي أعلنتها روسيا قبل أيام.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل ثلاثة مدنيين اليوم (الخميس) جراء قصف الطائرات الحربية مناطق في الغوطة الشرقية.
وقال المرصد، في بيان نشره اليوم على موقعه الإلكتروني، إن الطائرات الحربية نفذت غارات استهدفت كلا من حمورية ودوما وزملكا وكفربطنا وعربين وجسرين وأماكن أخرى في القسم الشرقي والجنوبي الشرقي من غوطة دمشق الشرقية، ما تسبب بوقوع ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى.
وحسب المرصد، تواصلت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، وجيش الإسلام من جانب آخر، على محاور في القطاع الجنوبي الشرقي من غوطة دمشق الشرقية، حيث تمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم في منطقة حوش الضواهرة.
وقتل المئات في حملة القصف المستمرة منذ 11 يوما على الغوطة الشرقية التي تضم بلدات ومزارع على أطراف دمشق، وهي آخر معقل كبير للمعارضة قرب العاصمة.
ودعت روسيا لهدنة محلية مدتها خمس ساعات يوميا لفتح ما تسميه ممرا إنسانيا حتى يتسنى دخول المساعدات للجيب وخروج المدنيين والمصابين منه.
وبدأت أول هدنة من هذا القبيل يوم الثلاثاء الماضي لكن سرعان ما انهارت عندما استؤنف القصف بعد فترة هدوء قصيرة.
ولم يجر تنفيذ ضربات جوية خلال هدنة الساعات الخمس يوم الأربعاء، لكن المرصد قال إن القصف العنيف استؤنف في الظهيرة. ولم تكن هناك مؤشرات على دخول شحنات المساعدات المنطقة المحاصرة.
ومن جهته، قال منصور العتيبي، مندوب الكويت لدى الأمم المتحدة، أمس (الأربعاء) بأنه لم يلمس تنفيذ بنود قرار إرساء الهدنة.
وأضاف العتيبي، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي ترأس الكويت دورته الحالية، «عند تبني القرار توجب علينا جميعا الحرص على تنفيذ بنوده بشكل فوري بهدف التخفيف من معاناة أشقائنا في سوريا وحماية المدنيين»، مؤكدا على أهمية أن يسهم أعضاء المجلس في دفع كافة أطراف النزاع في سوريا إلى التطبيق الفوري لهذا القرار. وأوضح قائلا: «في هذا الصدد نجدد التزامنا بالمتابعة الحثيثة لحالة تنفيذه بما في ذلك الاستماع إلى إحاطة من الأمانة العامة للأمم المتحدة بعد مرور 15 يوما منذ اعتماد القرار».
وأكد العتيبي جاهزية الأمم المتحدة للدخول إلى الغوطة الشرقية وبقية المناطق المحاصرة الأخرى وتقديم مختلف أنواع المساعدات لإغاثة المحتاجين.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.