الأخضر يخسر ودية العراق... ويكسب إعجاب العراقيين

65 ألفاً حضروا المواجهة التاريخية في البصرة على رأسهم رئيس الاتحاد الآسيوي

الوفد الإعلامي السعودي في مدرجات الملعب («الشرق الأوسط»)
الوفد الإعلامي السعودي في مدرجات الملعب («الشرق الأوسط»)
TT

الأخضر يخسر ودية العراق... ويكسب إعجاب العراقيين

الوفد الإعلامي السعودي في مدرجات الملعب («الشرق الأوسط»)
الوفد الإعلامي السعودي في مدرجات الملعب («الشرق الأوسط»)

بعث أكثر من 65 ألف متفرج عراقي، على رأسهم الشيخ سلمان آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي، وعبد الحسين عبطان وزير الشباب والرياضة العراقي، والدكتور عادل عزت رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، رسالة بليغة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم لرفع الحظر عن الملاعب العراقية، وذلك من خلال الكرنفال الكروي الذي جمع المنتخبين السعودي ونظيره العراقي على ملعب «جذع النخلة» في محافظة البصرة العراقية.
وتأتي هذه المواجهة بمبادرة من تركي آل الشيخ رئيس الهيئة الرياضية السعودية، لرفع الحظر ومساندة الأشقاء العراقيين في هذا الملف.
واستقبل الرياضيون العراقيون أشقاءهم السعوديين بعبارة «داركم يالأخضر». ورددت الجماهير هتافات ترحيبية قبل بداية المباراة وأثناء نزول اللاعبين السعوديين إلى أرضية الملعب «السعودية قول وفعل»، وهي تأكيد على الخطوة غير المستغربة من القيادة الرياضية السعودية بإقامة مثل هذه المباراة، وإعادة الحق المشروع للجماهير العراقية في مساندة منتخب بلادها على ملاعب العراق، على الرغم من ازدحام الرزنامة السعودية بالمشاركات سواء في الدوري المحلي أو المباريات التجريبية التي يخوضها الأخضر في تحضيره لمونديال كأس العالم 2018.
وذهبت نتيجة المباراة لصالح أصحاب الأرض بأربعة أهداف مقابل هدف، سجل للعراق سعيد الربيعي «هدف في مرماه» 21، وأضاف الهدف الثاني عماد محسن 48، وسجل الهدفين الثالث والرابع نجم اللقاء مهند علي 51 و72، وسجل للمنتخب السعودي هدفه الوحيد حسن معاذ 57.
وشهدت دقائق المباراة الأولى تكريم مهدي كريم أحد نجوم الكرة العراقية، واستغلال مثل هذه المناسبة بإعلان اعتزاله اللعب الدولي، وشارك في الدقائق الخمس الأولى قبل أن يودع زملاءه اللاعبين السعوديين والعراقيين وسط تحية الجماهير التي بادلته الحب والتقدير.
وجاء التهديد الأول في المباراة من جانب الضيوف من تسديدة خاطفة من عبد الله الزوري مرت بجوار القائم، وألغى الحكم المساعد الأول هدفا من قدم حسن الراهب بداعي التسلل، بعد جملة فنية رائعة وعمل جماعي من لاعبي الأخضر، وشكل الثنائي حسن معاذ ومحمد الكويكبي جبهة هجومية من الجهة اليمنى السعودية، وتسببا في قلق مستمر للدفاع العراقي.
وبعد مرور ثلث الساعة الأولى، قاد همام طارق الطلعة الهجومية الأولى لأصحاب الأرض، وأرسل كرة عرضية حملت الأفراح للمدرجات بعدما أخطأ المدافع السعودي في إبعاد الكرة، وسكنت شباك وليد عبد الله الحارس السعودي، وأهدر مهند علي فرصة تعزيز النتيجة، ومرت كرته بسلام على المرمى السعودي، ولم يوفق عبد الله الزوري في الدقيقة الأخيرة من هذا الشوط في تعديل النتيجة من كرة رأسية.
وجاء شوط المباراة الثاني مغايرا تماما عن سابقه، وبدت شهية أصحاب الأرض مفتوحة للتسجيل، بالهجوم المكثف على المرمى السعودي، واستطاع عماد محسن ترجمة المجهود الكبير لزميلة مهند علي الذي مرر كرة ذهبية داخل منطقة الجزاء للأول صوبها قوية في سقف المرمى، ولم تمر سوى ثلاث دقائق حتى عاد مهند علي المهاجم الخطر، واستغل كرة مرتدة تجاوزت الحارس السعودي وسجل الهدف الثالث.
وحرك الأرجنتيني بيتزي، المدير الفني للمنتخب السعودي، أوراقه الفنية، وأحدث عددا من التغييرات الهجومية للعودة من جديد للمباراة، وقلص حسن معاذ المدافع السعودي النتيجة من كرة ثابتة صوبها قوية مرت من بين أقدام الحارس العراقي، ولاقى هذا الهدف تحية من الجمهور العراقي.
وتواصل الضغط السعودي على المرمى العراقي لتقليص الفارق، في الوقت الذي تراجع فيه أصحاب الضيافة إلى مناطقهم الخلفية لتأمين النتيجة والاعتماد على الكرات الطويلة المرسلة خلف المدافعين لاستغلال المساحات الكبيرة في ملعب الضيوف، وتهيأت أكثر من فرصة أمام المرمى، لكن التوفيق لم يحالف البديل ناصر الشمراني في ترجمة هذه الكرات.
ومع الوصول لثلث الساعة الأخيرة أكد مهند علي أحقيته بنجومية المباراة، وأكد انتصار العراق بعدما تلقى كرة عرضية نموذجية من همام طارق ارتقى لها من بين المدافعين، وحولها في شباك عبد القدوس عطية الحارس السعودي البديل، وهبط رتم المباراة بشكل ملحوظ في الدقائق الأخيرة، وتكررت الكرات البينية الخاطئة من الجانبين، بسبب هبوط المخزون اللياقي، وحرم حارس العراق السعوديين من الهدف الثاني، وتصدى لتسديدة البديل محمد أبو سبعان لتعود الكرة لحسن الراهب الذي أطاح بها بعيدا عن المرمى الخالي.
من جهته، اعتبر رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان آل خليفة، أن «الوقت قد حان» لرفع الحظر عن استضافة العراق المباريات الدولية الرسمية، وذلك على هامش زيارته مدينة البصرة.
وقال الشيخ سلمان: «الوقت قد حان لرفع الحظر عن الملاعب العراقية، ونطلب من الاتحاد الدولي لكرة القدم أن يوصي بقرار رفع الخطر وعودة المباريات إلى الملاعب في العراق».
وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في ملعب البصرة الدولي: «منذ فترة طويلة نتابع الأمور في العراق ومنذ سنتين أو أكثر بدأنا بخطوات مهمة في هذا الصدد، شاهدت اليوم تجربة ناجحة وفريدة».
وتابع: «من واجبنا أن نفرح الجمهور العراقي، وأن يأخذ العراق دوره آسيويا وليس إقليميا فقط، يجب أن نقف مع العراق، وسنعمل على إقناع الاتحاد الدولي وأعضاء الاتحاد الدولي الآخرين على اتخاذ قرار رفع الحظر عن العراق»، مؤكدا أنه «لم يعد هناك سبب يؤخر رفع الحظر».
وخاض المنتخب السعودي الأربعاء أول مباراة له على الأرض العراقية منذ عام 1979، في خطوة يأمل الجانب العراقي في أن تساهم برفع الحظر المفروض منذ أعوام طويلة على استضافته للمباريات الدولية.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد خفف العام الماضي من هذا الحظر، وسمح للعراق باستضافة المباريات الدولية الودية فقط على ثلاثة ملاعب في مدن كربلاء والبصرة وأربيل، ويتوقع أن يبحث الموضوع مجددا في منتصف شهر مارس (آذار) المقبل.
وكانت السلطات العراقية قد دعت رئيس «فيفا» جياني إنفانتينو لحضور المباراة، إلا أن متحدثا باسم الاتحاد أفاد الثلاثاء بأنه لن يحضر.
من جهته أعرب وليد عبد الله، حارس مرمى المنتخب السعودي، عن سعادته بالمشاركة في المباراة الودية أمام العراق، في مدينة البصرة.
وقال عبد الله في تصريحات صحافية، إن «المباراة تعد مناسبة خليجية رائعة وديربي مرتقبا بين السعودية والعراق»، مؤكدا أن «أي لاعب يحلم بالمشاركة في مثل هذا الحدث».
وأضاف: «مواجهات السعودية والعراق دائما ما تكون حماسية ومثيرة، منذ فترة طويلة لم نخض أي مباراة بالعراق، ولذلك ستكون مناسبة خاصة». وأردف: «المبادرة رائعة من تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية».
وأتم: «صحيح أن المباراة تأتي في إطار ودي، لكننا سنشارك بهدف واحد فقط هو تحقيق الفوز، وستكون فرصة جيدة أخرى أمام الجهاز الفني بقيادة خوان أنطونيو بيتزي، للتعرف أكثر على قدرات اللاعبين».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».