بعث أكثر من 65 ألف متفرج عراقي، على رأسهم الشيخ سلمان آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي، وعبد الحسين عبطان وزير الشباب والرياضة العراقي، والدكتور عادل عزت رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، رسالة بليغة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم لرفع الحظر عن الملاعب العراقية، وذلك من خلال الكرنفال الكروي الذي جمع المنتخبين السعودي ونظيره العراقي على ملعب «جذع النخلة» في محافظة البصرة العراقية.
وتأتي هذه المواجهة بمبادرة من تركي آل الشيخ رئيس الهيئة الرياضية السعودية، لرفع الحظر ومساندة الأشقاء العراقيين في هذا الملف.
واستقبل الرياضيون العراقيون أشقاءهم السعوديين بعبارة «داركم يالأخضر». ورددت الجماهير هتافات ترحيبية قبل بداية المباراة وأثناء نزول اللاعبين السعوديين إلى أرضية الملعب «السعودية قول وفعل»، وهي تأكيد على الخطوة غير المستغربة من القيادة الرياضية السعودية بإقامة مثل هذه المباراة، وإعادة الحق المشروع للجماهير العراقية في مساندة منتخب بلادها على ملاعب العراق، على الرغم من ازدحام الرزنامة السعودية بالمشاركات سواء في الدوري المحلي أو المباريات التجريبية التي يخوضها الأخضر في تحضيره لمونديال كأس العالم 2018.
وذهبت نتيجة المباراة لصالح أصحاب الأرض بأربعة أهداف مقابل هدف، سجل للعراق سعيد الربيعي «هدف في مرماه» 21، وأضاف الهدف الثاني عماد محسن 48، وسجل الهدفين الثالث والرابع نجم اللقاء مهند علي 51 و72، وسجل للمنتخب السعودي هدفه الوحيد حسن معاذ 57.
وشهدت دقائق المباراة الأولى تكريم مهدي كريم أحد نجوم الكرة العراقية، واستغلال مثل هذه المناسبة بإعلان اعتزاله اللعب الدولي، وشارك في الدقائق الخمس الأولى قبل أن يودع زملاءه اللاعبين السعوديين والعراقيين وسط تحية الجماهير التي بادلته الحب والتقدير.
وجاء التهديد الأول في المباراة من جانب الضيوف من تسديدة خاطفة من عبد الله الزوري مرت بجوار القائم، وألغى الحكم المساعد الأول هدفا من قدم حسن الراهب بداعي التسلل، بعد جملة فنية رائعة وعمل جماعي من لاعبي الأخضر، وشكل الثنائي حسن معاذ ومحمد الكويكبي جبهة هجومية من الجهة اليمنى السعودية، وتسببا في قلق مستمر للدفاع العراقي.
وبعد مرور ثلث الساعة الأولى، قاد همام طارق الطلعة الهجومية الأولى لأصحاب الأرض، وأرسل كرة عرضية حملت الأفراح للمدرجات بعدما أخطأ المدافع السعودي في إبعاد الكرة، وسكنت شباك وليد عبد الله الحارس السعودي، وأهدر مهند علي فرصة تعزيز النتيجة، ومرت كرته بسلام على المرمى السعودي، ولم يوفق عبد الله الزوري في الدقيقة الأخيرة من هذا الشوط في تعديل النتيجة من كرة رأسية.
وجاء شوط المباراة الثاني مغايرا تماما عن سابقه، وبدت شهية أصحاب الأرض مفتوحة للتسجيل، بالهجوم المكثف على المرمى السعودي، واستطاع عماد محسن ترجمة المجهود الكبير لزميلة مهند علي الذي مرر كرة ذهبية داخل منطقة الجزاء للأول صوبها قوية في سقف المرمى، ولم تمر سوى ثلاث دقائق حتى عاد مهند علي المهاجم الخطر، واستغل كرة مرتدة تجاوزت الحارس السعودي وسجل الهدف الثالث.
وحرك الأرجنتيني بيتزي، المدير الفني للمنتخب السعودي، أوراقه الفنية، وأحدث عددا من التغييرات الهجومية للعودة من جديد للمباراة، وقلص حسن معاذ المدافع السعودي النتيجة من كرة ثابتة صوبها قوية مرت من بين أقدام الحارس العراقي، ولاقى هذا الهدف تحية من الجمهور العراقي.
وتواصل الضغط السعودي على المرمى العراقي لتقليص الفارق، في الوقت الذي تراجع فيه أصحاب الضيافة إلى مناطقهم الخلفية لتأمين النتيجة والاعتماد على الكرات الطويلة المرسلة خلف المدافعين لاستغلال المساحات الكبيرة في ملعب الضيوف، وتهيأت أكثر من فرصة أمام المرمى، لكن التوفيق لم يحالف البديل ناصر الشمراني في ترجمة هذه الكرات.
ومع الوصول لثلث الساعة الأخيرة أكد مهند علي أحقيته بنجومية المباراة، وأكد انتصار العراق بعدما تلقى كرة عرضية نموذجية من همام طارق ارتقى لها من بين المدافعين، وحولها في شباك عبد القدوس عطية الحارس السعودي البديل، وهبط رتم المباراة بشكل ملحوظ في الدقائق الأخيرة، وتكررت الكرات البينية الخاطئة من الجانبين، بسبب هبوط المخزون اللياقي، وحرم حارس العراق السعوديين من الهدف الثاني، وتصدى لتسديدة البديل محمد أبو سبعان لتعود الكرة لحسن الراهب الذي أطاح بها بعيدا عن المرمى الخالي.
من جهته، اعتبر رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان آل خليفة، أن «الوقت قد حان» لرفع الحظر عن استضافة العراق المباريات الدولية الرسمية، وذلك على هامش زيارته مدينة البصرة.
وقال الشيخ سلمان: «الوقت قد حان لرفع الحظر عن الملاعب العراقية، ونطلب من الاتحاد الدولي لكرة القدم أن يوصي بقرار رفع الخطر وعودة المباريات إلى الملاعب في العراق».
وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في ملعب البصرة الدولي: «منذ فترة طويلة نتابع الأمور في العراق ومنذ سنتين أو أكثر بدأنا بخطوات مهمة في هذا الصدد، شاهدت اليوم تجربة ناجحة وفريدة».
وتابع: «من واجبنا أن نفرح الجمهور العراقي، وأن يأخذ العراق دوره آسيويا وليس إقليميا فقط، يجب أن نقف مع العراق، وسنعمل على إقناع الاتحاد الدولي وأعضاء الاتحاد الدولي الآخرين على اتخاذ قرار رفع الحظر عن العراق»، مؤكدا أنه «لم يعد هناك سبب يؤخر رفع الحظر».
وخاض المنتخب السعودي الأربعاء أول مباراة له على الأرض العراقية منذ عام 1979، في خطوة يأمل الجانب العراقي في أن تساهم برفع الحظر المفروض منذ أعوام طويلة على استضافته للمباريات الدولية.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد خفف العام الماضي من هذا الحظر، وسمح للعراق باستضافة المباريات الدولية الودية فقط على ثلاثة ملاعب في مدن كربلاء والبصرة وأربيل، ويتوقع أن يبحث الموضوع مجددا في منتصف شهر مارس (آذار) المقبل.
وكانت السلطات العراقية قد دعت رئيس «فيفا» جياني إنفانتينو لحضور المباراة، إلا أن متحدثا باسم الاتحاد أفاد الثلاثاء بأنه لن يحضر.
من جهته أعرب وليد عبد الله، حارس مرمى المنتخب السعودي، عن سعادته بالمشاركة في المباراة الودية أمام العراق، في مدينة البصرة.
وقال عبد الله في تصريحات صحافية، إن «المباراة تعد مناسبة خليجية رائعة وديربي مرتقبا بين السعودية والعراق»، مؤكدا أن «أي لاعب يحلم بالمشاركة في مثل هذا الحدث».
وأضاف: «مواجهات السعودية والعراق دائما ما تكون حماسية ومثيرة، منذ فترة طويلة لم نخض أي مباراة بالعراق، ولذلك ستكون مناسبة خاصة». وأردف: «المبادرة رائعة من تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية».
وأتم: «صحيح أن المباراة تأتي في إطار ودي، لكننا سنشارك بهدف واحد فقط هو تحقيق الفوز، وستكون فرصة جيدة أخرى أمام الجهاز الفني بقيادة خوان أنطونيو بيتزي، للتعرف أكثر على قدرات اللاعبين».
الأخضر يخسر ودية العراق... ويكسب إعجاب العراقيين
65 ألفاً حضروا المواجهة التاريخية في البصرة على رأسهم رئيس الاتحاد الآسيوي
الأخضر يخسر ودية العراق... ويكسب إعجاب العراقيين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة