بريطانيا: ظروف العمل في قطر تهدد حياة العمال

تجدد الحديث عن إعادة الاقتراع على مونديال 2022 خلال اجتماع الفيفا المقبل

المنظمات الحقوقية انتقدت الظروف التي يعمل بها عمال مونديال 2022 (أ.ف.ب)
المنظمات الحقوقية انتقدت الظروف التي يعمل بها عمال مونديال 2022 (أ.ف.ب)
TT

بريطانيا: ظروف العمل في قطر تهدد حياة العمال

المنظمات الحقوقية انتقدت الظروف التي يعمل بها عمال مونديال 2022 (أ.ف.ب)
المنظمات الحقوقية انتقدت الظروف التي يعمل بها عمال مونديال 2022 (أ.ف.ب)

انتقدت بريطانيا بشدة المخالفات التي تتبعها قطر، وعدم وضع قواعد لحماية العمال الذين يعملون في تشييد المنشآت التي ستستضيف كأس العالم 2022.
واعتبرت طبيبة جنائية بريطانية، أمس، أن ظروف العمل في استاد خليفة الدولي الذي شهد وفاة عامل بريطاني العام الماضي «كانت تشكل خطرا فعليا».
وسقط زاكاري كوكس، المولود في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا وانتقل لاحقا إلى بريطانيا، من علو 39 مترا في يناير (كانون الثاني) 2017، عندما انقطعت الرافعة الخشبية التي كان يستخدمها لتثبيت جسر.
وتوصلت فيرونيكا هاميلتون ديلي بعد التحقيق، إلى أن كوكس هوى على رأسه، ما أحدث إصابة بالغة في الدماغ وكسرا في العنق، بعدما انقطع حبل الأمان المعلق به أيضا.
واعتبرت ظروف العمل في الورشة «خطيرة بطبيعتها»، مضيفة أن «مسؤولي الورشة كانوا يعلمون - أو كان عليهم أن يعلموا - أنهم يطلبون من قسم من العاملين الاعتماد على تجهيزات يمكن أن تتسبب في الموت». وأشارت هاميلتون ديلي إلى أن أسلوب التنظيم في المكان «فوضوي وغير محترف، ولم يخضع للدراسة، ويشكل خطرا فعليا».
وقالت أسرة كوكس (40 عاما) عند وفاته، إنها كافحت للحصول على إجابات من المتعهد الرئيسي المشرف على الاستاد، وهو مشروع مشترك بين شركتي «مدماك» و«ستة للبناء». كما طالبت بفتح تحقيق مستقل وتدخل وزارة الخارجية البريطانية.
إلى ذلك لا تزال بعض الصحف البريطانية، وأيضا الألمانية، تروج لإمكانية سحب تنظيم مونديال 2022 من قطر، على خلفية عملية الفساد والرشاوى التي جرت خلال الاقتراع على استضافة مونديالي 2018 و2022.
وكشفت صحيفة «ميرور» البريطانية إلى أن الاجتماع العام (الكونغرس) للاتحاد الدولي لكرة القدم الصيف المقبل، على هامش انطلاق مونديال روسيا 2018، قد يشهد المفاجأة بسحب تنظيم بطولة 2022 من قطر، وإعادة الاقتراع عليها مجددا. وذكرت الصحيفة أن الأوضاع السياسية في المنطقة، ومقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر للدوحة، ستكون لها أثر كبير على تنظيم البطولة في قطر، وأن إنجلترا والولايات المتحدة الأميركية ستترشحان لاستضافة مونديال 2022.
كما أشارت مجلة «فوكس» الألمانية إلى أنه من المتوقع فتح الباب أمام جميع الدول الأعضاء في الفيفا، البالغ عددهم 221 عضوا، للتصويت مجددا على تنظيم مونديال 2022، خلال الاجتماع العام في يونيو (حزيران) المقبل، لوضع حد للجدل حول شراء قطر لأصوات أعضاء اللجنة التنفيذية، الذين يخضعون الآن للمحاكمة أمام السلطات الأميركية.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».