الخوف من الخطف يمنع تلميذات من العودة إلى المدرسة في نيجيريا

TT

الخوف من الخطف يمنع تلميذات من العودة إلى المدرسة في نيجيريا

رفضت تلميذات يسيطر عليهن الذعر العودة أمس الاثنين إلى مدرستهن في شمال شرقي نيجيريا، بعد اختطاف 110 من زميلاتهن في هجوم لمسلحين يشتبه بانتمائهم إلى جماعة «بوكو حرام» الإرهابية، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية من لاغوس.
وقال أولياء أمور للوكالة الألمانية إن المدرسة الثانوية التي هاجمها المسلحون في 19 فبراير (شباط) الجاري، والواقعة في بلدة دابتشي بولاية يوبي، ظلت مغلقة طوال أسبوع، ولكن عندما فتحت أبوابها مجدداً، أمس، ظلت خالية. وقال محمد ميلي، وهو والد لتلميذتين في المدرسة، للوكالة إن ابنتيه «لم ترجعا إلى المدرسة لأنهما خائفتان للغاية. نحن، كآباء، خائفون بالمثل أيضاً». كما قال والد آخر يدعى محمد إبراهيم: «أبحث لابنتي عن مدرسة أخرى في بلدة أخرى يكون فيها التعليم مأموناً». وأكد مفوض التعليم في ولاية يوبي، محمد الأمين، أن المدرسة لا تزال مغلقة بسبب رفض تلميذاتها المصدومات الذهاب إليها.
وأوضحت الوكالة الألمانية أن الخوف يستمر بعد إعلان الحكومة الأحد رسمياً أن 110 فتيات من إجمالي 906 تلميذات في المدرسة ما زلن مفقودات منذ الهجوم الذي وقع يوم الاثنين من الأسبوع الماضي.
وأفاد سلاح الجو النيجيري، من جهته، بأنه نشر قوات وطائرات إضافية للمساعدة في البحث عن «فتيات دابتشي». وأشارت الوكالة الألمانية إلى أن الخطف في دابتشي هو ثاني حادث خطف لعدد كبير من الفتيات بعد أن خطفت جماعة «بوكو حرام» أكثر من 200 تلميذة من مهجع لمدرستهن في بلدة شيبوك شمال نيجيريا في عام 2014. وخطف مسلحو «بوكو حرام» آلاف النساء والفتيات في الأعوام الماضية، لتزويجهن من عناصر الجماعة أو استرقاقهن جنسياً. كما قتلت الجماعة الإرهابية عشرات الآلاف من الأشخاص منذ عام 2009. وتسببت في فرار ما يقدر بـ2.5 مليون شخص من ديارهم، بحسب وكالة.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.