الفلسطينيون يهددون بالزحف بعشرات الآلاف نحو بلدات هُجروا منها

إسرائيل تتهم {حماس} ببيع مليوني لتر من الوقود في السوق وتجاهل مشكلة الكهرباء

متظاهرون ينقلون جريحاً أصيب خلال مواجهات مع قوات الاحتلال شمال غزة (إ.ب.أ)
متظاهرون ينقلون جريحاً أصيب خلال مواجهات مع قوات الاحتلال شمال غزة (إ.ب.أ)
TT

الفلسطينيون يهددون بالزحف بعشرات الآلاف نحو بلدات هُجروا منها

متظاهرون ينقلون جريحاً أصيب خلال مواجهات مع قوات الاحتلال شمال غزة (إ.ب.أ)
متظاهرون ينقلون جريحاً أصيب خلال مواجهات مع قوات الاحتلال شمال غزة (إ.ب.أ)

في الوقت الذي هددت فيه المنظمات الحقوقية الفلسطينية من تدفق عشرات ألوف الفلسطينيين من قطاع غزة إلى إسرائيل، بسبب الضائقة التي يعيشونها، خرج منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق المحتلة، الجنرال يوآب مردخاي، بحملة تحريض على قيادات حماس، وقال إن أكثر من مليوني لتر من الوقود التي دخلت إلى غزة، أول من أمس، تباع في السوق الخاصة، بدلا من استخدامها في توفير الكهرباء بضع ساعات إضافية لسكان القطاع.
وقال مردخاي، في رسالة نشرها على صفحته في «فيسبوك» وعممها على الصحافة، إنه «في يوم السبت جرى إدخال مليوني لتر من الوقود محملة على 37 شاحنة وقود إلى قطاع غزة، عبر معبر رفح، إلا أن منظمة حماس (...) اختارت عدم تشغيل محطة توليد الطاقة في القطاع، بل الاعتماد على الكهرباء الآتية من إسرائيل فقط». وأضاف: «لو كانت حماس اختارت تشغيل محطة التوليد أيضا، لكان سكان غزة قد تمتعوا بعدد أكبر من ساعات الكهرباء في منازلهم يوميا، ولكن هذا بالطبع لا يهم مسؤولي حماس، لأنهم يتمتعون بالكهرباء على مدار الساعة في منازلهم. والآن، من الجدير التساؤل عما فعله مسؤولو حماس بالوقود الذي دخل القطاع؟».
ولكن تجمع المنظمات الخيرية في قطاع غزة (غير حكومي)، حذر من انفجار وشيك في قطاع غزة بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. وقال منسق التجمّع أحمد الكرد، في مؤتمر صحافي عقده في مدينة غزة، أمس: «إن استمرار الحصار على القطاع منذ أكثر من 11 عاما خلف أكثر من ألف ضحية»، واصفا الوضع بـ«الكارثي». وأضاف: «كم ينتظرون (المجتمع الدولي) من الضحايا حتى يرفعوا الحصار عن غزة»، مشددا بالقول: «إذا انفجرت غزة فستنفجر في وجه الاحتلال ومن يحاصرها».
وتابع: «سننطلق بعشرات الآلاف إلى العودة إلى قرانا التي هجرنا منها (....) وإذا كان لا بد من الموت، فسنموت ونحن عائدين إلى أراضينا وقرانا في الأراضي المحتلة عام 1948».
وكان نشطاء فلسطينيون في قطاع غزة، قد أطلقوا دعوة لتنظيم مسيرة كبيرة - لم يتم تحديد موعد فعلي لانطلاقتها - تتجه نحو الحدود مع الأراضي المحتلة 1948، احتجاجاً على استمرار الحصار والتحركات الأميركية والإسرائيلية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».