الميليشيات تحتشد مجدداً في طرابلس

اشتباكات بين الجيش ومسلحين في درنة... وتوتر في سبها بعد هجوم

صورة وزعتها «قوة الردع الخاصة» لعمليتها الأخيرة في منطقة الماية («الشرق الأوسط»)
صورة وزعتها «قوة الردع الخاصة» لعمليتها الأخيرة في منطقة الماية («الشرق الأوسط»)
TT

الميليشيات تحتشد مجدداً في طرابلس

صورة وزعتها «قوة الردع الخاصة» لعمليتها الأخيرة في منطقة الماية («الشرق الأوسط»)
صورة وزعتها «قوة الردع الخاصة» لعمليتها الأخيرة في منطقة الماية («الشرق الأوسط»)

قالت مصادر في العاصمة الليبية لـ«الشرق الأوسط» إن ميليشيات تحتشد في منطقة تاجوراء، بالضاحية الشرقية لطرابلس، التي أغلقت ميليشيات أخرى طريقها الساحلي الغربي، فيما بدا أنه استعداد لخوض معارك جديدة.
وأعلنت كتيبة «فرسان جنزور» أنها أغلقت لليوم الثالث على التوالي الطريق الساحلي في جنزور، غرب العاصمة، كما وزعت صوراً تظهر إقامة متاريس وسواتر ترابية، سبق أن تحدث عنها سكان محليون. وانتقدت الكتيبة «صمت حكومة (رئيس الوزراء فائز) السراج على ما يجري في المنطقة»، نافية أن تكون قد طالبت بدفع أموال مقابل إعادة فتح الطريق.
كانت الكتيبة، التي قالت إنها فقدت عنصرين تابعين لها في هجوم مسلح لجماعات أخرى، قد أعلنت أنها ستبدأ إغلاق الطريق «نظراً إلى هجوم عصابات قطاع الطرق وسيطرتها على الطريق الساحلي في منطقة الماية، وتهديد سلامة مستعملي الطريق، وما تعرضت له بلدية جنزور من هجوم من قبل هذه العصابات، وهروب وانسحاب قوات الحرس الرئاسي التابع لحكومة السراج من تنفيذ مهامها المتفق عليها، بتأمين الطريق الساحلي للمواطنين كافة».
في المقابل، أكد مسؤول أمني في مدينة الزاوية أن «هناك مساعي واجتماعات متواصلة بين أهالي الزاوية وورشفانة لفتح الطريق الساحلي، والعمل على التهدئة في المنطقة»، ولفت إلى أن «الحرس الرئاسي، التابع لحكومة السراج والمكلف بتأمين الطريق الساحلي، انسحب أخيراً من الطريق الساحلي، بعد عملية قوة الردع الخاصة الأخيرة في منطقة الماية».
إلى ذلك، قال مصدر أمني في طرابلس إن «قوة الردع الخاصة»، الموالية لحكومة السراج، تتأهب لخوض جولة جديدة من الاشتباكات ضد «كتيبة البقرة»، وهى عبارة عن ميليشيا مسماة بكنية قائدها بشير خلف الله، في إطار الصراع بين الطرفين حول مناطق النفوذ المحلية.
وأوضح المصدر أن «هناك انتشاراً لآليات عسكرية لقوة الردع الخاصة، بينما بدأت عناصر كتيبة البقرة في رفع درجة استعدادها تحسباً لوقوع اشتباكات». كما تحدث سكان عن قيام ميليشيات مجهولة الهوية بإقامة سواتر ترابية وحواجز لغلق الطريق الساحلي، غرب طرابلس.
وغالباً ما يكون محيط مطار معيتيقة الدولي، المنفذ الجوي الوحيد لغرب ليبيا، مسرحاً للاشتباكات بين الطرفين، إذ إن «قوة الردع» التي تتبع وزارة الداخلية في حكومة السراج مكلفة بحماية المطار، كما تسيطر على مؤسسة الإصلاح والتأهيل (سجن معيتيقة) التي يقع مقرها داخل القاعدة الجوية، حيث يوجد المطار، والتي غالباً ما تكون هدفاً لهجمات لمحاولة إطلاق سجناء.
ويُعتقد على نطاق واسع أن «كتيبة البقرة» على صلة بالمجموعات المتطرفة في شرق البلاد، وتحديداً درنة، علماً بأن «مجلس شورى مجاهدي درنة» المتشدد أعلن دعمه لميليشيات «البقرة» في الهجوم الذي شنته العام الماضي على المطار.
وفى مدينة درنة، شرق ليبيا، أعلن الجيش الوطني، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، أن قواته خاضت معارك محدودة ضد المسلحين المتطرفين المتحصنين بالمدينة التي يحاصرها منذ العام الماضي استعداداً لدخولها. وقال قيادي في «غرفة عمليات عمر المختار» إن قوات الجيش المتمركزة في المحور الجنوبي لدرنة قصفت بالمدفعية الثقيلة مواقع للمتطرفين في محور الظهر الحمر. وكان العقيد ميلود الزوي، الناطق باسم القوات الخاصة التابعة للجيش، قد أعلن عن تجهيز سرية تحمل اسم «جحيم الصاعقة المقاتلة». وقال في تصريحات تلفزيونية، أمس، إنها تستعد للتوجه صوب درنة.
إلى ذلك، استمر توتر الوضع الأمني في مدينة سبها (جنوب ليبيا)، بعدما تعرض مقر اللواء السادس للقوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني التي يترأسها السراج لهجوم مسلح.
وقُتلت فتاة، وأصيبت امرأة، في إطلاق نار استهدف حافلة تنقل موظفات وطالبات قرب مركز سبها الطبي. ونقلت وكالة الأنباء الليبية، الموالية للسلطات في شرق البلاد، عن الناطق باسم مركز سبها، دعوته جميع أطراف النزاع في المدينة إلى تجنيب المركز والمدنيين آثار الاشتباكات التي يشهدها المدخل الجنوبي للمدينة منذ الأسبوع الماضي.
وعلى صعيد آخر، قال رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا غسان سلامة إنه التقى في طرابلس، أمس، رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله الذي أطلعه على التحديات التي تواجه إنتاج النفط في ليبيا، بما فيها المحافظة على أمن المؤسسة الوطنية للنفط والحقول النفطية.
وأعلن سلامة، في بيان مقتضب آخر، أنه اجتمع أيضاً في طرابلس مع وزير الدولة لشؤون المهجّرين والنازحين، يوسف جلالة، لمناقشة عملية عودة أهالي تاورغاء ولإحاطة الوزير بمبادرات المصالحة الوطنية التي تقوم بها البعثة في ليبيا.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.