سيول: كوريا الشمالية مستعدة لحوار مع واشنطن

بيونغ يانغ نددت بالعقوبات الأميركية واعتبرتها «عمل حرب»

إيفانكا ترمب برفقة الرئيس الكوري الجنوبي وزوجته ويبدو وراءهم في أقصى اليمين الجنرال الكوري الشمالي كيم يونغ شول في بيونغ تشانغ أمس (رويترز)
إيفانكا ترمب برفقة الرئيس الكوري الجنوبي وزوجته ويبدو وراءهم في أقصى اليمين الجنرال الكوري الشمالي كيم يونغ شول في بيونغ تشانغ أمس (رويترز)
TT

سيول: كوريا الشمالية مستعدة لحوار مع واشنطن

إيفانكا ترمب برفقة الرئيس الكوري الجنوبي وزوجته ويبدو وراءهم في أقصى اليمين الجنرال الكوري الشمالي كيم يونغ شول في بيونغ تشانغ أمس (رويترز)
إيفانكا ترمب برفقة الرئيس الكوري الجنوبي وزوجته ويبدو وراءهم في أقصى اليمين الجنرال الكوري الشمالي كيم يونغ شول في بيونغ تشانغ أمس (رويترز)

أبدى رئيس الوفد الكوري الشمالي الجنرال كيم يونغ شول إلى الحفل الختامي لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في كوريا الجنوبية، أمس استعداد بلاده لمحادثات مع واشنطن التي أرسلت إيفانكا ترمب لتمثيلها بهذه المناسبة.
ووفقا لصور التقطت في الاستاد الأولمبي، صافح رئيس كوريا الجنوبية مون جاي - إن إيفانكا ترمب، وبعدها الجنرال كيم الذي كان جالسا خلف ابنة الرئيس الأميركي. لكن يبدو أنه لم يجر اتصال مباشر بين ممثلي كوريا الشمالية والولايات المتحدة.
وكان الوفد الكوري الشمالي قد أعلن أمس أن بلاده «على استعداد» لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة، حسبما أعلنت الرئاسة الكورية الجنوبية. وأفاد بيان الرئاسة أن الوفد الكوري الشمالي خلال لقاء مع الرئيس الكوري الجنوبي «وافق على أن المحادثات بين الكوريتين والعلاقات بين الشمال والولايات المتحدة يجب أن تتحسن في الوقت ذاته»، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقبل ذلك بساعات، اعتبرت كوريا الشمالية العقوبات الأميركية الأخيرة المفروضة عليها «عملا حربيا»، وفق بيان لوزارة الخارجية نشرته وكالة الأنباء الكورية الشمالية أمس. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة عقوبات جديدة ضد كوريا الشمالية هي «الأقسى على الإطلاق» التي تفرض على دولة، وتهدف إلى عزل بيونغ يانغ أكثر، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وتستهدف هذه العقوبات أكثر من 50 سفينة وشركة نقل بحري، اعتبرت الإدارة الأميركية أنها تساعد بيونغ يانغ في الالتفاف على القيود الكثيرة المفروضة عليها. وأفاد بيان وزارة الخارجية الكورية الشمالية «كما قلنا بشكل متكرر، نعتبر أي قيود علينا عملا حربيا». وتعهدت الوزارة الردّ في حال «تجرأت» الولايات المتحدة على تحدي بيونغ يانغ بطريقة «قاسية».
ودعا ترمب خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم ترنبول الجمعة إلى الوحدة من أجل «منع هذه الديكتاتورية الوحشية من تهديد العالم بدمار نووي»، في إشارة إلى كوريا الشمالية. وكان قد أشار إلى أنه في حال لم تنفع العقوبات، سيكون على الولايات المتحدة «الانتقال إلى المرحلة 2» مضيفا أن «ذلك قد يكون قاسيا».
وتعهدت وزارة خارجية كوريا الشمالية أمس «كبح الولايات المتحدة على طريقتنا» في حال الاستفزاز. وتابعت الوزارة أن «ترمب يحاول تغييرنا من خلال عقوباته وتصريحاته العدائية، الأمر الذي يظهر جهله بشؤوننا». وأضافت «لدينا أسلحتنا النووية الخاصة (....) لحماية أنفسنا من هذا النوع من تهديدات الولايات المتحدة».
ولم يؤثر تكثيف العقوبات ضد النظام الكوري الشمالي على عزيمته في السنتين الأخيرتين، مواصلة برامجه الباليستية والنووية المحظورة.
بدورها، قدمت الصين اعتراضاً رسمياً لدى الولايات المتحدة، بعد أن فرضت واشنطن عقوبات ضد شركات صينية متهمة بالقيام بأنشطة محظورة مع كوريا الشمالية. وتشمل هذه العقوبات شخصاً واحداً و27 كياناً و28 سفينة مسجلة أو تم تحديد موقعها في كوريا الشمالية والصين وسنغافورة وتايوان وهونغ كونغ وجزر مارشال وتنزانيا وبنما وجزر القمر.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، غينغ شوانغ، في بيان مساء السبت: «الصين تعارض بحزم (...) استناد الولايات المتحدة إلى قانونها الوطني لفرض عقوبات أحادية ضد كيانات وأشخاص صينيين». وأضاف: «قدمنا احتجاجات رسمية لدى السلطات الأميركية، وفرضنا على الولايات المتحدة إنهاء ممارساتها الخاطئة، بهدف تجنب الإضرار بتنسيقنا الثنائي» في ملف كوريا الشمالية.
وأقرت الأمم المتحدة خلال 2017 ثلاث مجموعات من العقوبات الاقتصادية ضد بيونغ يانغ، تستهدف خصوصاً قطاعات البترول والحديد والفحم والصيد والنسيج. وأكد غينغ أن الصين التي تستوعب أكثر من 90 في المائة من تجارة كوريا الشمالية، «تطبق بشكل كامل» هذه التدابير و«لن تسمح أبداً لشركات أو مواطنين صينيين بإجراء أنشطة تنتهك هذه القرارات». لكن بالنسبة لبكين، الداعم الاقتصادي الرئيسي لكوريا الشمالية، لا يمكن اتخاذ قرار بفرض عقوبات إلا في إطار الأمم المتحدة، وليس بطريقة أحادية من قبل دول بموجب قوانينها الوطنية.
وكانت زيارة الوفد الكوري الشمالي الذي يضم ثمانية أعضاء برئاسة الجنرال كيم يونغ شول الخطوة الأخيرة للدبلوماسية المحمومة بين الكوريتين منذ الإعلان المفاجئ للشمال في الأول من يناير (كانون الثاني) مشاركته في الألعاب الأولمبية في بيونغ تشانغ. وبعد توتر دام عامين على شبه الجزيرة المقسمة بسبب سعي بيونغ يانغ حيازة السلاح النووي، أطلقت كوريا الشمالية حملة لاستمالة الأسرة الدولية خلال هذه الألعاب التي أطلقت عليها سيول اسم «دورة السلام». ويرى بعض الخبراء أن نظام كوريا الشمالية يسعى إلى تحسين صورته لتخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليه بسبب برامجه العسكرية المحظورة، ويسعى إلى ضرب العلاقة الجيدة بين سيول وواشنطن.
وصباح أمس، اجتاز الوفد الرسمي المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين الكوريتين عند نقطة دوراسان الحدودية شمالي سيول، كما قال المتحدث باسم وزارة التوحيد في سيول. وبث التلفزيون الكوري الجنوبي مشاهد أظهرت كيم يونغ شول يرتدي معطفا طويلا داكنا يستقبله نائب وزير التوحيد في سيول شان ها - سونغ، قبل أن يصعد في سيارة سوداء كانت في انتظاره في حين صعد مسؤولون آخرون إلى حافلة وشاحنة.
وأظهرت قنوات التلفزيون الجنرال ووفده يصل إلى فندق «ووكرهيل» الفخم في سيول، من حيث انطلقوا بعد ساعات وسط إجراءات أمنية مشددة ضمت مئات الشرطيين المسلحين. وأثار قدوم كيم يونغ شول غضب المعارضة المحافظة الكورية الجنوبية، لأنه يشتبه في أن يكون قاد لفترة المكتب العام للاستطلاع الذي كان يشرف على أعمال التجسس الكورية الشمالية وأنّه أصدر أوامر بإغراق سفينة حربية كورية جنوبية في 2010 أسفرت عن مقتل 46 شخصا. ونفت بيونغ يانغ تورطها في الحادث.
وكان 70 برلمانيا من حزب حرية كوريا المعارض المحافظ تظاهروا الجمعة أمام مقر الرئاسة الكورية الجنوبية لمطالبة الرئيس مون جاي - إن بعدم السماح للوفد الكوري الشمالي بالمجيء. وقال زعيم الحزب كيم سونغ - تا في بيان «كيم يونغ شول مجرم حرب شيطاني هاجم الجنوب. يستحق أن يشنق في الشارع».
وتظاهر نواب محافظون قرب الحدود ليل السبت إلى الأحد مع مئات الأشخاص. وكتب على يافطات «أوقفوا كيم يونغ شول!» و«على كيم يونغ شول أن يطلب المغفرة من أسر الضحايا!». وإن لم يكن مستهدفا بتدابير الرد المتخذة من مجلس الأمن الدولي، فقد فُرضت على الجنرال كيم يونغ شول عقوبات أحادية من كوريا الجنوبية وتم تجميد أصوله.
وفي سيول، كما في واشنطن، تم التأكيد أنه لا لقاء بين كيم يونغ شول وإيفانكا. لكن الوفد الكوري الشمالي ضم شو كانغ - إيل مساعد المدير العام للشؤون الأميركية في وزارة الخارجية الكورية الشمالية. وكان الزعيم الكوري الشمالي أرسل شقيقته كيم يو جونغ إلى حفل الافتتاح، وقد جلست على مسافة قريبة من نائب الرئيس الأميركي مايك بنس. ولم تتحدث إليه، لكنها استغلت زيارتها التاريخية للجنوب لدعوة الرئيس الكوري الجنوبي إلى قمة في بيونغ يانغ.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.