لقاء عربي ـ أوروبي يناقش مستقبل عملية السلام

على هامش اجتماعات وزراء خارجية الاتحاد في بروكسل اليوم

TT

لقاء عربي ـ أوروبي يناقش مستقبل عملية السلام

تنعقد اليوم في بروكسل، اجتماعات وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي. وسيبحث الوزراء ملفات عدة في مقدمتها عملية السلام في الشرق الأوسط، إلى جانب ملفات تتعلق بالأوضاع في فنزويلا ومولدوفيا وقضايا أخرى، وفق ما أعلنه المجلس الوزاري الأوروبي.
وقال بيان للمجلس إن رؤساء الدبلوماسية الأوروبية سيواصلون استكشاف سبل تحقيق حل الدولتين، ومتابعة نتائج اجتماع الدورة الاستثنائية للجنة التنسيق بين الأطراف الدولية المانحة للسلطة الفلسطينية، الذي استضافته بروكسل أخيرا.
وأشار البيان إلى أن الأمين العام للجامعة العربية وستة وزراء خارجية، هم أعضاء لجنة المتابعة بالجامعة العربية، سيشاركون في غذاء عمل على هامش الاجتماعات، وسيبحثون سبل إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأوضح البيان أن الدول المشاركة في الاجتماع هي: مصر، والسعودية، والإمارات، والمغرب، والأردن، وفلسطين.
وكانت فيدريكا موغيريني، منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد، قد شددت على ثبات الموقف الأوروبي من مسألة القدس، والتمسك بحل الدولتين، والسعي الأوروبي إلى إعادة الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى طاولة المفاوضات. ونفت موغيريني أن يكون الدور الأوروبي بديلا للدور الأميركي، وقالت: «لن يكون هناك سلام في المنطقة من دون دور أميركي، ولن تستطيع واشنطن بمفردها أن تحقق عملية سلام».
ويأتي ذلك بعد أن جرى الإعلان عن نقل السفارة الأميركية في تل أبيب إلى القدس، في مايو (أيار) المقبل، وبعد أن أعرب الاتحاد الأوروبي عن القلق البالغ إزاء ما وصفه بتصعيد الحوادث العسكرية في غزة والمناطق المحيطة بها، رداً على هجوم بالصواريخ الأسبوع الماضي، تسبب في إصابة أربعة جنود إسرائيليين.
وقال بيان صدر في بروكسل، عن مكتب فيدريكا موغيريني، إنه من المهم جدا ألا تتفاقم الحالة أكثر من ذلك، وعلى جميع الأطراف ضبط النفس. ولم يفت البيان أن يشير إلى تفهم الاتحاد الأوروبي للشواغل الأمنية المشروعة لإسرائيل. وقال البيان إن الهجمات الصاروخية التي يقوم بها مسلحون من غزة ضد إسرائيل غير مقبولة، وفي الوقت نفسه أشار إلى أن وفاة اثنين من الفلسطينيين أمر يبعث على الأسى، وتمنى الشفاء للجنود الإسرائيليين والمصابين الفلسطينيين في خان يونس.
ونوه البيان إلى أن الأحداث الأخيرة تسلط الضوء على ضرورة إيجاد حل سياسي لقطاع غزة، في إطار منظور حل الدولتين، ويجب على جميع الجماعات الإرهابية في غزة نزع سلاحها، حسب البيان، الذي أضاف أنه يتعين على جميع الفصائل الفلسطينية أن تزيد من جهودها لتمكين السلطة الفلسطينية من ممارسة سيطرتها الكاملة على قطاع غزة، والتصدي لجهود من سماهم بالمفسدين.
واختتم البيان بالإشادة بالجهود المبذولة من جانب مصر، لتيسير التنفيذ الكامل لاتفاق القاهرة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بين الأطراف الفلسطينية. وقال الاتحاد الأوروبي إنه مستعد لدعم هذه العملية.
يذكر أن المشاركين في اجتماع الأطراف المانحة للفلسطينيين، الذي انعقد في نهاية يناير (كانون الثاني) في بروكسل، برعاية الاتحاد الأوروبي، استمعوا إلى تقييم وفد الأونروا بشأن الوضع الإنساني في الأراضي الفلسطينية.
وقال الأمين العام لمنظمة الأونروا، بيير كرهينبول، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «لقد استمعنا إلى الكثير من الردود الإيجابية للتضامن مع الفلسطينيين خلال أعمال المؤتمر، ونحن سعداء لهذا. وكان أمرا جيدا أن تقوم دول عدة بدور قيادي لمساعدتنا. وأتمنى أن نجد حلا جماعيا للحفاظ على المدارس والمستشفيات مفتوحة، والحفاظ أيضا على إنسانية اللاجئين الفلسطينيين وكرامتهم». وأضاف أن الأونروا تحتاج إلى 500 مليون يورو لتفادي الأزمة الإنسانية الحالية، وتلبية متطلبات السلطة والمواطنين، وذلك في انتظار ما سيسفر عنه الاجتماع السنوي للجهات المانحة في مارس (آذار) المقبل.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.