بيونغ يانغ تتهم واشنطن بمحاولة «هدم» تحسن علاقات الكوريتين

الصين تحتج على العقوبات الأميركية الجديدة

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون - أرشيف (أ.ف.ب)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون - أرشيف (أ.ف.ب)
TT

بيونغ يانغ تتهم واشنطن بمحاولة «هدم» تحسن علاقات الكوريتين

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون - أرشيف (أ.ف.ب)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون - أرشيف (أ.ف.ب)

اتهمت كوريا الشمالية واشنطن اليوم (الأحد)، بمحاولة هدم ما تحقق من تحسن في العلاقات بين الكوريتين، في الوقت الذي حاول فيه محتجون من كوريا الجنوبية سد الطريق أمام وفد من كبار المسؤولين القادمين من الشمال، لحضور حفل ختام دورة الألعاب الأولمبية الشتوية.
ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية عن وزارة الخارجية في بيونغ يانغ قولها: «تعاونت الكوريتان معا ونجح الأولمبياد».
وأضافت الوكالة الرسمية: «لكن الولايات المتحدة أثارت شبح الحرب في شبه الجزيرة الكورية بعقوبات جديدة واسعة النطاق على جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، قبل الحفل الختامي للأولمبياد» مستخدمة الاسم الرسمي لكوريا الشمالية.
وذكرت الوكالة أن أي حصار تفرضه الولايات المتحدة سيعتبر «عملاً من أعمال الحرب».
وفي وقت سابق فشل نحو 100 محتج من كوريا الجنوبية في محاولة لسد الطريق أمام موكب يقل كبار الشخصيات الزائرة من كوريا الشمالية، لحضور حفل ختام دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، واتهموا رئيس الوفد بأنه وراء هجوم على سفينة حربية راح ضحيته عشرات البحارة عام 2010.
وكان قرار كوريا الشمالية إيفاد رئيس استخباراتها العسكرية السابق على رأس الوفد، قد أثار غضب أسر 46 بحاراً قتلوا في الهجوم، وهدد مناخ التقارب الذي تسعى سول لتهيئته في الأولمبياد الذي تصفه بأنه «دورة ألعاب السلام».
وذكرت قناة «واي تي إن» التلفزيونية، أن نحو 2500 رجل شرطة قد انتشروا عند الجسر، غير أن الموكب سار في طريق مختلف.
وتنفي كوريا الشمالية أنها كانت وراء غرق السفينة الجنوبية.
وكانت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية قد دعمت التواصل بين الكوريتين، بعد ازدياد التوترات بشدة على مدار ما يزيد على العام، بسبب الاختبارات الصاروخية التي تجريها كوريا الشمالية وتجربتها النووية السادسة والأكبر على الإطلاق، متحدية عقوبات الأمم المتحدة.
وطغى على الأيام الأخيرة في الدورة إعلان الولايات المتحدة، أول من أمس، فرض أكبر مجموعة من العقوبات حتى الآن، بهدف حمل كوريا الشمالية على التخلي عن برامجها النووية والصاروخية.
وحذر الرئيس دونالد ترمب خلال إعلان العقوبات من «مرحلة ثانية» قد تكون «مؤسفة جداً جداً للعالم» إذا لم تفلح العقوبات في تحقيق المراد منها.
واتسم رد فعل بكين على العقوبات بالغضب، وقالت أمس إن استهداف الشركات الصينية والأفراد الصينيين من جانب واحد يمثل مجازفة بالإضرار بالتعاون في شأن كوريا الشمالية.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ، عبر بيان: «الصين تعارض بحزم (...) استناد الولايات المتحدة إلى قانونها الوطني لفرض عقوبات أحادية ضد كيانات وأشخاص صينيين».
وأضاف: «قدمنا احتجاجات رسمية لدى السلطات الأميركية، وفرضنا على الولايات المتحدة إنهاء ممارساتها الخاطئة، بهدف تجنب الإضرار بتنسيقنا الثنائي في ملف كوريا الشمالية».
وأقرت الأمم المتحدة خلال 2017 ثلاث مجموعات من العقوبات الاقتصادية ضد بيونغ يانغ، تستهدف خصوصا قطاعات البترول والحديد والفحم والصيد والنسيج. وتهدف هذه العقوبات إلى إرغام بيونغ يانغ على استئناف المحادثات حول أنشطتها النووية والباليستية.
وأكد غينغ أن الصين التي تستوعب أكثر من 90 في المائة من تجارة كوريا الشمالية: «تطبق بشكل كامل» هذه التدابير، و«لن تسمح أبدا لشركات أو مواطنين صينيين بإجراء أنشطة تنتهك هذه القرارات».
لكن بالنسبة لبكين، الداعم الاقتصادي الرئيسي لكوريا الشمالية، لا يمكن اتخاذ قرار بفرض عقوبات إلا في إطار الأمم المتحدة، وليس بطريقة أحادية من قبل دول بموجب قوانينها الوطنية.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».