الحكومة التونسية تنهي أزمة المحتجين بتوفير 7 آلاف وظيفة

TT

الحكومة التونسية تنهي أزمة المحتجين بتوفير 7 آلاف وظيفة

أسفرت الاجتماعات التي عقدتها الحكومة التونسية أمس مع الاتحاد التونسي للشغل (نقابة العمال)، والتي دامت أكثر من عشر ساعات، عن اتفاق بين الطرفين يقضي بمنح جهة قفصة نحو 7 آلاف فرصة عمل جديدة، وعودة استخراج مادة «الفوسفات» الاستراتيجية، وشحنها إلى المجمع الكيماوي في جهة قابس (جنوب شرقي)، علاوة على تمكين الجهة، التي بدأت انتفاضة شعبية منذ أكثر من شهر، ما تسبب في تعطيل كامل لإنتاج الفوسفات، من جزء مهم من المشروعات الحكومية، تشمل التشغيل والتنمية وتحسين البنية التحتية والفلاحة والصحة.
وأعلن اتحاد الشغل أمس عن «حل عدد من الإشكاليات العالقة بالجهة، وسيتوجه وفد مهم إلى قفصة لتجسيد هذا الاتفاق على أمل عودة الفوسفات إلى سالف نشاطه». وفي هذا الشأن قال بوعلي المباركي، الرئيس المساعد لاتحاد الشغل، لـ«الشرق الأوسط» إن نقابة العمل تدخلت لفض الإشكال بعد أن تعطلت لغة الحوار بين الطرفين، مما نتج عنه تهديد بفقدان مورد رزق آلاف العائلات، في ظل مخاوف من إمكانية إقفال شركة فوسفات قفصة بسبب توقف الإنتاج بالكامل منذ أسابيع.
ووفق مصادر حكومية ونقابية متطابقة فقد تم الاتفاق على تشغيل نحو سبعة آلاف شاب من أبناء الجهة داخل شركة الفوسفات، والمؤسسات العمومية في الجهة وشركات البيئة، إضافة إلى إنجاز مشروعات يتكفل بها القطاع الخاص. فيما ستتكفل الدولة بتمويل نحو ألفي مشروع خاص، ومصاحبة أصحابها خلال جميع المراحل إلى حين نجاح المشروع. كما تم الاتفاق على انتداب نحو ألفي عامل بصفة مباشرة من قبل شركة فوسفات قفصة، وسيتم توظيف 2100 آخرين خلال الفترة المقبلة. علاوة على توظيف 1400 شاب داخل المؤسسات العمومية الأخرى، إضافة إلى تكوين نحو ألف شاب في اختصاصات تحتاج إليها شركة فوسفات قفصة، على أن تنتدبهم الشركة إثر التخرج بعد سنتين.
ويطالب المحتجون أساسا بالتشغيل في شركة فوسفات قفصة الحكومية في منطقة تعرف نسبة بطالة لا تقل عن 30 في المائة، وتمثل هذه الشركة أهم مشغل للشباب العاطل عن العمل في المنطقة.
على صعيد آخر، أبرزت أحدث الإحصائيات التي قدمتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، أن حزبي حركة نداء تونس وحركة النهضة، الحليفين السياسيين القويين في المشهد السياسي، تمكنا بمفردهما من تقديم مرشحين في جميع الدوائر البلدية، البالغ عددها 350 بلدية.وأشارت الهيئة إلى استحواذ الحزبين على 1099 قائمة انتخابية مرشحة لخوض الانتخابات البلدية، المزمع إجراؤها في السادس من مايو (أيار) المقبل، وهو ما يمثل نسبة 64 في المائة من إجمالي 2173 قائمة انتخابية مرشحة. فيما يحتل تحالف الجبهة الشعبية اليساري المعارض المرتبة الثالثة بترشحه في 132 دائرة بلدية، وسجلت القائمات المستقلة مشاركة مهمة بـ897 قائمة، موزعة على 321 دائرة بلدية، وهو ما يمثل نسبة تقارب 42 في المائة من إجمالي القائمات المرشحة.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».