«رئاسية مصر» تعلن القائمة النهائية للمرشحين

حملة السيسي تدعو للاصطفاف والمشاركة... وموسى يعلن برنامجه

عمال مصريون يعملون أمس في أحد المواقع تحت الانشاء ويبدو ملصق ضخم تأييدا للسيسي (إ ف ب)
عمال مصريون يعملون أمس في أحد المواقع تحت الانشاء ويبدو ملصق ضخم تأييدا للسيسي (إ ف ب)
TT

«رئاسية مصر» تعلن القائمة النهائية للمرشحين

عمال مصريون يعملون أمس في أحد المواقع تحت الانشاء ويبدو ملصق ضخم تأييدا للسيسي (إ ف ب)
عمال مصريون يعملون أمس في أحد المواقع تحت الانشاء ويبدو ملصق ضخم تأييدا للسيسي (إ ف ب)

أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات الرئاسية في مصر برئاسة القاضي لاشين إبراهيم، أمس، القائمة النهائية للمرشحين المقبولين في الانتخابات الرئاسية 2018، ورمزيهما الانتخابيين، وفقاً للجدول الزمني للانتخابات الرئاسية. وقالت الهيئة إن القائمة النهائية تضم كلاً من المرشح عبد الفتاح السيسي، والمرشح موسى مصطفى موسى... وأن المرشح السيسي اختار «النجمة» رمزاً انتخابياً، بينما اختار المرشح موسى رمز «الطائرة». وتضمن القرار الصادر عن مجلس إدارة الهيئة نشره في الجريدة الرسمية، وفي صحيفتَي «الأهرام» و«الأخبار».
ومن المقرر أن تستمر الحملة الدعائية للمرشحين لمدة 28 يوماً، وفقاً للجدول الزمني الذي أعدته الهيئة العليا للانتخابات. وتبدو نتيجة الانتخابات شبه محسومة لمصلحة السيسي، الذي يسعى لفترة رئاسية ثانية مدتها 4 سنوات، في مواجهة موسى، الذي كان قد أعلن قبيل أيام من ترشحه تأييده للسيسي.
يذكر أن المادة 22 من قانون الانتخابات الرئاسية، تنص على أن يكون الحد الأقصى للدعاية 20 مليون جنيه لكل مرشح في الجولة الأولى من الانتخابات، و5 ملايين جنيه في حالة الإعادة... وأجازت المادة لكل مرشح أن يتلقى تبرعات نقدية أو عينية من الأشخاص الطبيعيين المصريين، على ألا يجاوز مقدار التبرع من أي شخص طبيعي 2% من الحد الأقصى المقرر للإنفاق في الحملة الانتخابية (20 مليون جنيه في الجولة الأولى، و5 ملايين في الجولة الثانية).
وعقدت الحملة الرسمية للرئيس السيسي (المرشح) مؤتمراً تنظيمياً ضم عدداً كبيراً من القوى السياسية والشعبية المختلفة. ووفقاً لبيان رسمي لحملة السيسي، أمس، فإن المؤتمر تناول الأدوات التنظيمية للتنسيق بين كل الجهود التي قامت بها الأحزاب والقوى السياسية والحملات الشعبية الداعمة والمؤيدة لترشح السيسي... وقد أعلنت جميع تلك القوى عن استعدادها الكامل للتنسيق والتعاون فيما بينها تحت مظلة الحملة الرسمية.
وأعلنت الحملة الرسمية للسيسي عن ترحيبها بكل الجهود السياسية والشعبية المبذولة على الأرض لدعم وتأييد المرشح، ولخلق حالة إيجابية تهيّئ لمشاركة شعبية واسعة. معربة أنها تتسع لجميع الأطياف السياسية والقوى الشعبية أياً كان شكلها، والتي تستهدف تحقيق المصلحة الوطنية وتوجِد حالة من الاصطفاف الوطني البنّاء الذي يواجه دعاوى الإحباط والسلبية.
بينما أكد عادل عصمت، المتحدث الرسمي للمرشح الرئاسي موسى، أمس، أن برنامج مرشحه يتمثل في تفعيل مبدأ الرأسمالية الوطنية، وضرورة استعادة الدولة لأدوارها الأساسية.
وتجري عملية التصويت في الانتخابات على مدار 3 أيام بالنسبة إلى المصريين في الداخل تبدأ في 26 مارس (آذار) المقبل، على أن يسبقها تصويت المصريين في الخارج لمدة 3 أيام أيضاً تبدأ في 16 من الشهر نفسه.
وتؤكد مصر نزاهة الانتخابات الرئاسية... وتعهدت بخروج نتيجتها على النحو الذي يعبّر عن إرادة الناخبين، وأن عملية التصويت المباشرة ستجري تحت إشراف القضاة.
في السياق نفسه، تواصل هيئة الانتخابات مناشدتها الناخبين الوافدين من محافظات مصر، سرعة التوجه إلى مقرات المحاكم الابتدائية أو مكاتب التوثيق والشهر العقاري المنتشرة في عموم البلاد، لتسجيل طلباتهم بتعديل الموطن الانتخابي من المحافظة محل الإقامة المثبتة ببطاقة الرقم القومي، إلى المحافظة التي سيوجدون بها خلال الأيام المحددة للانتخابات الرئاسية.
مشيرةً إلى أن لجان تلقي وتسجيل طلبات الناخبين الوافدين بتعديل موطنهم الانتخابي خلال الانتخابات الرئاسية، تعمل طوال أيام الأسبوع بما فيها يوم الجمعة ولا تتقيد في عملها بأي إجازات أو عطلات، وذلك حتى يوم 28 فبراير (شباط) الجاري، لافتةً إلى أن تلك اللجان موجودة داخل 38 محكمة ابتدائية، و390 مكتباً للشهر العقاري والتوثيق، وأنه توجد أيضاً إمكانية انتقال لجان المحاكم الابتدائية -داخل دائرة كل محكمة– إلى أماكن تجمعات العمالة الوافدة والمواطنين الذين تحول ظروف عملهم دون انتقالهم، حيث تقوم تلك اللجان والتي تكون برئاسة قاضٍ وعددٍ من الموظفين، بالانتقال إلى أماكن التجمعات التي تضم أعداداً من المواطنين لتسجيل طلباتهم في تعديل الموطن الانتخابي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.