وقع مساء أمس، تفجير انتحاري مزدوج عبر سيارتين مفخختين في العاصمة الصومالية مقديشو، بينما سمع دوي إطلاق نار بالقرب من مقر الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو.
وقال مسؤول أمني في مقديشو لـ«الشرق الأوسط» بأن الانفجار الذي يعتبر الأحدث من نوعه منذ 3 شهور في العاصمة، وقع بالقرب من المسرح القومي في المدينة، بينما ترددت معلومات عن حدوث انفجار وثاني إطلاق نار بالقرب من مقر الرئيس.
ولفت المسؤول الذي طلب عدم تعريفه، إلى أن تبادلا لإطلاق النار جرى أيضا بين قوات حكومية وعناصر يعتقد أنها تابعة لحركة الشباب الصومالية المتطرفة بالقرب من مبانٍ للبرلمان، موضحا أن سيارة مفخخة انفجرت بالقرب من فندق يقع على مقربة من قصر الرئاسة، بينما انفجرت سيارة أخرى بالقرب من فندق آخر في نفس المنطقة.
وحطمت الانفجارات فترة من الهدوء على مدى شهور في مقديشو التي غالبا ما تكون هدفا لهجمات حركة الشباب المتطرفة، علما بأن وزير الداخلية الصومالي حذر أول من أمس من وجود سيارة محملة بالمتفجرات في مكان ما في العاصمة.
وقال المتحدث باسم الشرطة محمد حسين، إن الانفجار الأول الذي نجم عن انتحاري يقود سيارة مفخخة وقع بالقرب من مقر المخابرات في الصومال، مشيرا إلى أن الانفجار الثاني وقع بالقرب من مقر البرلمان حيث كانت قوات الأمن تتورط مع مسلحين يعتقد أنهم يحاولون مهاجمة القصر الرئاسي، قبل أن يؤكد أن السيارة حاولت تسريع نقطة تفتيش بالقرب من مقر البرلمان.
ووقع الانفجار بعد مرور يوم واحد فقط على تحذيرات وزير الأمن الداخلي في الحكومة التي يترأسها حسن خيري من إمكانية حدوث هجمات إرهابية ضد الأهداف الحيوية والاستراتيجية في العاصمة مقديشو.
ونقلت وكالة «رويترز» عن شاهد عيان قال «إننا نفهم أنها سيارة مفخخة انتحارية بالقرب من منطقة القصر الرئاسي. ثم جاء انفجار آخر، مع إطلاق نار»، بينما قال محمد أحمد، أحد ضباط الشرطة «من المبكر جدا معرفة التفاصيل والهدف». وقال شاهد إنه يمكن رؤية سحابة ضخمة من الدخان في السماء.
ووقع الانفجار الأحدث من نوعه في العاصمة الصومالية, بعد مرور أربعة أيام فقط على تعيين الحكومة الصومالية قائدين جديدين للشرطة وجهاز الاستخبارات، بعد قرابة أربعة أشهر من إقالة سلفيهما إثر الاعتداء الأكثر دموية في تاريخ البلد المضطرب الواقع في منطقة القرن الأفريقي. وعُيّن نائب وزير الصحة حسين عثمان حسين رئيسا لجهاز الاستخبارات، فيما اختير نائب قائد الشرطة بشير عبدي محمد قائدا جديدا لها في البلد الذي يتعرض لاعتداءات تشنها حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وأُقيل المسؤولان في 29 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، غداة اعتداء أوقع 27 قتيلا، وبعد أسبوعين من اعتداء في مقديشو بشاحنة مفخخة أدى إلى مقتل 512 شخصا.
إلى ذلك، أعلن الجيش الصومالي عن تنفيذ عملية أمنية ضد ميليشيات الشباب في مناطق لإقليم غذو.
وقال فارح محمد تُربع قائد فيلق 49 التابع للجيش في تصريحات له أمس أن قوات الجيش دمرت موقعا للعناصر الإرهابية في منطقة جونغل على بعد 30 كيلومترا عن مدينة بارطيري، مشيرا إلى أن العملية الأمنية تتم بالتعاون مع قوات حكومة جوبالاند وقوات حفظ السلام الأفريقية «أميصوم»، حيث تسعى قوات الجيش لتصفية فلول الحركة المتطرفة في جنوب ووسط البلاد.
وتمّ طرد مقاتلي الحركة من العاصمة في أغسطس (آب) عام 2011. ثم توالت هزائمها بعد ذلك إلى أن فقدت الجزء الأكبر من معاقلها، لكنها ما زالت تسيطر على مناطق ريفية واسعة تشنّ منها حرب عصابات وعمليات انتحارية تستهدف العاصمة وقواعد عسكرية صومالية أو أجنبية. وتحاول الحركة المتطرفة منذ العام 2007 الإطاحة بالحكومة الصومالية المدعومة من المجموعة الدولية عبر استهداف أهداف عسكرية وحكومية ومدنية.
وكان الرئيس الصومالي فرماجو قد التقى في مكتبه بالعاصمة مقديشو مع نائب رئيس الوزراء التركي هاكان جاويش أوغلو الذي أنهى زيارة رسمية للصومال، دامت يوما واحدا. في المقابل ثمن أوغلو مساعي الحكومة الصومالية لتحقيق المصالحة الوطنية والتطورات السياسية التي حققتها في الفترة الماضية، مؤكدا التزام بلاده بتنفيذ الاتفاقيات المبرمة مع الصومال خلال الشهر الماضي.
تفجير انتحاري مزدوج في مقديشو... وإطلاق نار قرب مقر فرماجو
تفجير انتحاري مزدوج في مقديشو... وإطلاق نار قرب مقر فرماجو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة