الهزيمة أمام بلباو تثير الجدل حول فاعلية برشلونة من دون ميسي

انتكاسة لاعبي برشلونة مشهد تكرر مرتين خلال أقل من أسبوع (أ.ب)
انتكاسة لاعبي برشلونة مشهد تكرر مرتين خلال أقل من أسبوع (أ.ب)
TT

الهزيمة أمام بلباو تثير الجدل حول فاعلية برشلونة من دون ميسي

انتكاسة لاعبي برشلونة مشهد تكرر مرتين خلال أقل من أسبوع (أ.ب)
انتكاسة لاعبي برشلونة مشهد تكرر مرتين خلال أقل من أسبوع (أ.ب)

رغم كونها الهزيمة الأولى له في الدوري الإسباني لكرة القدم، كان سقوط برشلونة أمام مضيفه أتلتيك بلباو صفر / 1 في المرحلة الـ15 من المسابقة إيذانا بموجة كبيرة من الجدل بشأن مصير الفريق في الموسم الحالي.
وأصبح السؤال الذي يدور في أذهان الجميع بإسبانيا ويتردد على الألسنة هو: «هل هي كبوة عابرة أم سقوط مستمر؟».
وتعرض برشلونة المتصدر وحامل اللقب لخسارته الأولى هذا الموسم بعد أن كان وحيدا دون أي هزيمة حتى المرحلة الـ15 التي شهدت سقوطه الأول محليا.
وهي الخسارة الثانية لبرشلونة على التوالي بعد سقوطه أمام أياكس أمستردام الثلاثاء الماضي في دوري أبطال أوروبا، والثانية أيضا في 22 مباراة منذ أن تسلم المدرب الأرجنتيني خيراردو مارتينو دفة القيادة.
وتجمد رصيد برشلونة عند 40 نقطة وظل في الصدارة ولكن بفارق الأهداف فقط أمام أتليتكو مدريد.
وأكدت الهزيمتان أن فريق برشلونة لا يملك البديل القوي في غياب مجموعة من لاعبيه المصابين وبخاصة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.
واتسم أداء الفريق في المباراتين بالبطء وغياب الابتكار والإبداع في الهجمات، خاصة في ظل غياب ميسي، كما افتقد دفاع الفريق للصلابة وغابت الروح القتالية عن لاعبي برشلونة بوجه عام في المباراتين.
وفي المقابل، كان بلباو أكثر تعطشا للفوز وأكثر حماسا وفعالية طوال مجريات المباراة.
ويبدو موقف برشلونة في الدوري الإسباني أكثر خطورة من موقفه في دوري الأبطال، حيث اقتصر الفارق مع أتليتكو مدريد على الأهداف كما يتصدر الفريقان جدول المسابقة بفارق ثلاث نقاط فقط أمام ريال مدريد.
وأشارت صحيفتا «سبورت» و«موندو ديبورتيفو» الرياضيتان، اللتان تصدران في إقليم كتالونيا معقل برشلونة أمس إلى أن الفريق يمر حاليا بأزمة صغيرة عابرة بسبب غياب نجمه الكبير ليونيل ميسي للإصابة التي ستبعده عن الملاعب حتى نهاية ديسمبر (كانون الأول) الحالي.
وقالت صحيفة «سبورت»: «من دون ميسي، هناك ثقب أسود في هجوم برشلونة».
وفي الوقت نفسه، ألقت «موندو ديبورتيفو» ببعض اللوم على المهاجمين البرازيلي نيمار دا سيلفا وأليكسيس سانشيز وأشارت إلى أن الفريق ينتظر منهما أكثر كثيرا مما يقدمانه.
وتعرض نيمار لبعض الانتقادات العنيفة بعدما أهدر فرصتين ثمينتين لبرشلونة في المباراة وقدم عرضا أقل مما توقعته جماهير الفريق.
كما نال المدرب مارتينو، الذي تولى قيادة الفريق في يوليو (تموز) الماضي خلفا للمدرب تيتو فيلانوفا بسبب مرض الأخير، نصيبه من عاصفة الانتقادات حيث تساءلت محطة «راك 1» الإذاعية في كتالونيا عما إذا كان «بالفعل الرجل الذي يعيد لبرشلونة تعطشه وحماسه».
وبعد الهزيمة أمام بلباو، قال مارتينو الذي بدا عليه القلق: «برشلونة لم يعتد على الهزيمة في مباراتين متتاليتين. أتينا إلى هنا (في ضيافة بلباو) بهدف محو الصورة الهزيلة التي قدمناها في أمستردام، ولكننا لم نستطع هذا».
وأضاف: «عانينا من قصور واضح في اللمسة الأخيرة وهو ما لم يحدث معنا من قبل. وبعد الهدف، تسرب إلينا اليأس وتغير سير المباراة بشكل هائل».
ونال مارتينو انتقادات هائلة بسبب عدم إجراء أي تبديل في صفوف فريقه حتى آخر ربع ساعة من المباراة بعدما تأخر فريقه بهدف.
من ناحية أخرى فضلت قناة «تي في 3» الكتالونية توجيه انتقاداتها إلى أندوني زوبيزاريتا مدير الكرة بالنادي والذي مدد تعاقده مع برشلونة للتو، حيث يستمر مع الفريق حتى 2018.
وتساءلت القناة: «كيف يكون الفريق بلا رأس حربة صريح».
ولم يكن غريبا أن تفضل وسائل الإعلام في مدريد اعتبار هذا الوضع سقوطا خطيرا لبرشلونة على اعتباره كبوة عابرة.
وقالت محطة «كادينا سير» الإذاعية: «فريق برشلونة الحالي وصل لنقطة الكمال في 2011 ثم بدأ التراجع منذ ذلك الحين. ظل صامدا على مدار عامين بفضل أهداف ميسي. ولكن دون هذه الأهداف، أصبح الفريق في مشكلة».
وأشارت صحيفة «آس» الإسبانية الرياضية إلى أن لقب الدوري هذا الموسم سيذهب لريال أو أتليتكو مدريد.
من جهته اعترف سيرخيو بوسكيتس لاعب خط وسط برشلونة بأن أتلتيك بلباو استحق الفوز، وقال: «بلباو فريق جيد ومن الصعب التغلب عليه بملعبه، ضغطوا علينا بشكل قوي للغاية.. علينا أن نواصل العمل ونفوز بالمباراتين المتبقيتين لنا هذا العام وعلينا أن نتعلم من الأخطاء».
وانتهى الشوط الأول من المباراة بالتعادل السلبي وجاء الهدف الوحيد للمباراة في الدقيقة 70 عندما فقد أندريس إنييستا نجم وسط برشلونة الكرة ليمررها ماركيل سوسايتا لاعب بلباو إلى زميله السابق إيكر مونيين الذي سجل منها الهدف الوحيد للقاء.
وكاد زميله جايزكا توكيرو يسجل الهدف الثاني في الدقيقة 76 وسط حالة الإجهاد واليأس التي سيطرت على لاعبي برشلونة، ليحافظ الفريق على سجله خاليا من الهزائم حتى الآن في المباريات التي خاضها على استاده الجديد.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».