قالت تركيا إن روسيا وإيران تريدان منها إجراء مفاوضات مباشرة مع النظام السوري، مؤكدة في الوقت نفسه أنها ستستهدف أي قوات تدخل إلى عفرين في إطار دعم «وحدات حماية الشعب» الكردية بمواجهة عملية «غصن الزيتون» التي ينفذها الجيش التركي، لافتة إلى أن هناك «مفاوضات قذرة» بين النظام و«الوحدات» الكردية بشأن عفرين لم تتوصل إلى اتفاق، وأعلنت في الوقت ذاته إصرارها على خروج «الوحدات» الكردية من منبج إلى شرق الفرات.
وقال نائب رئيس الوزراء المتحدث باسم الحكومة التركية، بكير بوزداغ، إن روسيا وإيران أعربتا عن رغبة قوية في أن تجري بلاده مفاوضات مباشرة مع النظام السوري في دمشق، في الوقت الذي تتقدم فيه القوات التركية في عفرين.
وأضاف في مقابلة مع وكالة أنباء «الأناضول» التركية أمس: «روسيا ترغب بشدة في أن تجلس تركيا إلى طاولة المفاوضات مع النظام السوري، كما ترغب إيران بشدة في ذلك أيضاً»، مضيفاً أن تركيا ليست على اتصال رسمي بدمشق، مكررا ما نشر أول من أمس حول أنه «من الممكن أن تحتفظ تركيا بقنوات عبر جهاز استخباراتها عند الحاجة لذلك».
وترتبط تركيا، وهي مؤيد قوي للمعارضة السورية، مع روسيا وإيران بتفاهمات في محادثات آستانة، التي تهدف إلى المساعدة في حل الأزمة السورية.
وقال بوزداغ إن المخابرات السورية والتركية يمكنهما إجراء اتصالات مباشرة عند الضرورة.
وفى السياق ذاته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن تركيا ليست ضد من يقاتلون تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني و«وحدات حماية الشعب» الكردية. وأضاف في مؤتمر صحافي، أمس، مع نظيره الجزائري عبد القادر مساهل بالعاصمة أنقرة: «هناك بعض التقارير بأن قوات مدعومة من النظام السوري وصلت إلى عفرين. موقفنا واضح. نحن لسنا ضد من يقاتلون (داعش) وحزب العمال الكردستاني و(الوحدات) الكردية. الإرهاب هو عدونا المشترك».
في الوقت ذاته، حذر بوزداغ من أن أي قوات مؤيدة للنظام وتدعم «وحدات حماية الشعب» الكردية، ستعد «أهدافاً» للقوات المشاركة في عملية «غصن الزيتون» في عفرين.
وقال إن هناك معلومات استخباراتية مفادها بأن هناك «مفاوضات قذرة» بين النظام السوري و«وحدات حماية الشعب» الكردية في عفرين، لكن هناك أيضا معلومات تفيد بأنهم لم يتمكنوا من الاتفاق وأنه لم يتم التحقق من أن النظام سيضع قواته الرسمية في منطقة عفرين.
وشدد على أن تركيا «ستواصل كفاحها حتى تطهير المنطقة بالكامل من الإرهابيين، وإذا غير جيش النظام السوري زيه ودخل عفرين بهيئة (وحدات حماية الشعب) الكردية، فإنه سيكون هدفاً، وكذلك إذا دخلت الميليشيات الموالية له، لن يكون هناك تمييز على الإطلاق، وكل من يحاول مواجهة الجيش التركي هو في صف التنظيمات الإرهابية وسيكون هدفاً بالنسبة لنا».
ونفى بوزداغ تعرض أي من المدنيين لإصابات بسبب عملية «غصن الزيتون»، قائلا: «لم يقتل ولم يتضرر حتى مدني واحد لغاية اليوم بعمليات الجيش التركي في إطار (غصن الزيتون)». ويقول «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن هناك 112 مدنياً، بينهم 23 طفلاً، قتلوا في العملية التي تنفذها تركيا في عفرين منذ أكثر من شهر.
كما نفى بوزداغ ما تردد عن ربط الاتحاد الأوروبي مسألة إعفاء الأتراك من تأشيرة الدخول (شنغن) بإنهاء عملية «غصن الزيتون»، قائلا إن العملية ستستمر حتى تحقيق أهدافها.
في سياق مواز، قال بوزداغ إنه يجري الإعداد لاجتماع الآلية المشتركة التي اتفق عليها مع الولايات المتحدة لبحث المسائل الخلافية قبل منتصف مارس (آذار) المقبل. وفي هذا الشأن، أكدت تركيا أنها ما زالت مصممة على ضرورة انسحاب «وحدات حماية الشعب» الكردية من مدينة منبج السورية، وأنه «لا بديل عن هذا الخيار».
وقال المتحدث باسم الخارجية التركية، حامي أكصوي، في مؤتمر صحافي مساء أول من أمس: «نحن مصممون، فيما يتعلق بمسألة منبج، على انسحاب (الوحدات) الكردية؛ فإما أن تنسحب أو تنسحب، ولا يوجد خيار آخر لذلك». ولفت إلى أن بلاده تنتظر خطوات ملموسة من الولايات المتحدة بخصوص منبج، مضيفا أنّ «المباحثات جارية مع واشنطن بخصوص موعد بدء تشكيل آليات عمل مشتركة بين تركيا والولايات المتحدة».
وعدّ أنه من المفيد بدء أعمال فرق العمل المشتركة في أنقرة أو واشنطن، بمشاركة وزيري خارجية البلدين، لافتا إلى أنه لم يتم بعد اتخاذ قرار بهذا الشأن.
وبخصوص قمة رؤساء تركيا وروسيا وإيران في إسطنبول، مطلع أبريل (نيسان) المقبل، لفت أكصوي إلى أن وزراء خارجية الدول الثلاث، سيعقدون اجتماعاً في 16 مارس (آذار) المقبل في آستانة عاصمة كازاخستان.
وأشار إلى أن زيارة وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، إلى تركيا مؤخراً، تمخض عنها قرار الجانبين إنشاء 3 آليات عمل ثنائية، ستعنى إحداها بالملف السوري وقضايا التعاون لهزيمة تنظيم داعش والمجموعات الإرهابية الأخرى، حيث سيقوم الفريق ببحث كيفية التزام واشنطن بتعهداتها التي قطعتها لتركيا حول منبج، وتوفير الأمن للمناطق المحررة من «داعش»، ومسألة الحل السياسي بسوريا.
وستعنى آلية أخرى بمسألة الحرب المشتركة ضد حزب العمال الكردستاني، وقال أكصوي: «نحن لا ننظر إلى فريق العمل هذا على أنه للمماطلة فقط، بل نريد الوصول إلى نتيجة خلال موعد محدد».
ميدانيا، وعلى صعيد عملية «غصن الزيتون» التي دخلت يومها الرابع والثلاثين أمس، سيطرت القوات المسلحة التركية والجيش السوري الحر على 3 قرى جديدة في محيط عفرين هي «مقداد» و«علي راجو» بناحية بلبل (شمال) و«تل ديلور»، التابعة لناحية جنديرس، وبذلك ارتفع عدد النقاط التي سيطرت عليها قوات «غصن الزيتون»، إلى 94؛ مركز ناحية، و66 قرية، و6 مزارع، و20 جبلا وتلة استراتيجية، وقاعدة عسكرية واحدة.
تركيا: موسكو وطهران تريدان منا التفاوض مباشرة مع الأسد
أعلنت تمسكها بانسحاب «الوحدات» الكردية من منبج
تركيا: موسكو وطهران تريدان منا التفاوض مباشرة مع الأسد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة