باكستان تتفادى إدراجها على لائحة دول متهمة بتمويل الإرهاب

ناشطون هنود يتهمون باكستان بدعم الإرهاب في أمريستار بإقليم البنجاب في 14 فبراير الحالي (أ.ف.ب)
ناشطون هنود يتهمون باكستان بدعم الإرهاب في أمريستار بإقليم البنجاب في 14 فبراير الحالي (أ.ف.ب)
TT

باكستان تتفادى إدراجها على لائحة دول متهمة بتمويل الإرهاب

ناشطون هنود يتهمون باكستان بدعم الإرهاب في أمريستار بإقليم البنجاب في 14 فبراير الحالي (أ.ف.ب)
ناشطون هنود يتهمون باكستان بدعم الإرهاب في أمريستار بإقليم البنجاب في 14 فبراير الحالي (أ.ف.ب)

أعلن وزير الخارجية الباكستاني خواجة آصف أن بلاده تفادت إدراجها على لائحة لدول متهمة بالإرهاب، وذلك خلال اجتماع مالي يعقد في باريس الأسبوع الجاري، بحسب ما جاء في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية من إسلام آباد أمس.
وكتب آصف في تغريدة على «تويتر» في وقت متقدم مساء الثلاثاء أن باكستان تمكنت من الحصول على تعليق للقرار لثلاثة أشهر، من قبل «مجموعة العمل المالي» وهي هيئة مقرها باريس تجمع حكومات ومهمتها مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب.
وأضاف الوزير أن «لا إجماع حول إدراج باكستان»، مشيراً إلى أن بلاده حصلت على مهلة ثلاثة أشهر بانتظار انتهاء تقرير جديد. وقال: «ممتنون للأصدقاء الذين قدموا المساعدة».
ويأتي التأجيل، بحسب الوكالة الفرنسية، بعد أسبوع على قيام باكستان بهدوء بتعديل قانوني ينص على أن تعتبر الأفراد الذين تصنفهم الأمم المتحدة إرهابيين، خارجين عن القانون. وفي أعقاب ذلك، بدأت السلطات مصادرة أصول «جماعة الدعوة» التي يعد زعيمها حافظ سعيد مشتبهاً به رئيسياً في هجمات بومباي عام 2008.
وذكرت تقارير في وقت سابق هذا الشهر أن الولايات المتحدة طلبت إدراج باكستان على لائحة «مجموعة العمل المالي» (آي إيه تي إف) بعد توتر العلاقات وسط اتهامات أميركية لإسلام آباد بأنها تقدم ملاذا آمناً للمسلحين.
وأثارت تلك الخطوة قلقاً لدى المسؤولين ورجال الأعمال في باكستان حيث يمكن أن يلحق أي نوع من القيود المالية ضرراً بالآفاق الاقتصادية في البلاد.
وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة تشهد توتراً منذ هجوم الرئيس دونالد ترمب على باكستان في أغسطس (آب) الماضي، متهماً إسلام آباد بإيواء «عناصر تنشر الفوضى». وأضافت أن ترمب أمر، في يناير (كانون الثاني) الماضي، بتعليق المساعدة العسكرية الأميركية لباكستان التي قال إنها لا تبذل جهوداً كافية لاستهداف حركة «طالبان» الأفغانية و«شبكة حقاني».
وأدرجت باكستان لسنوات على لائحة «مجموعة العمل المالي» حتى 2015 عندما رُفع اسمها عن اللائحة بعد «تقدم ملموس» في تلبية مطالب المجموعة. وفي 2015 وافق برلمان باكستان على تعديلات لقانون مكافحة غسل الأموال لجعله أكثر فعالية في استهداف تمويل المتطرفين وليتماشى النص مع المعايير الدولية، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. و«مجموعة العمل المالي» هيئة تضم حكومات تأسست في 1989 للمساعدة في مكافحة غسل الأموال وتمويل المتطرفين.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».