ترمب يوافق على تعديل نظام الفحص الأمني لحاملي الأسلحة

جمهوريون يهددون بقطع التمويل عن النواب المعارضين لحظر السلاح

احتجاجات أمام البيت الأبيض تطالب بحظر بيع الأسلحة (أ.ب)
احتجاجات أمام البيت الأبيض تطالب بحظر بيع الأسلحة (أ.ب)
TT

ترمب يوافق على تعديل نظام الفحص الأمني لحاملي الأسلحة

احتجاجات أمام البيت الأبيض تطالب بحظر بيع الأسلحة (أ.ب)
احتجاجات أمام البيت الأبيض تطالب بحظر بيع الأسلحة (أ.ب)

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه مستعد لإدخال تعديلات على نظام الفحص الأمني الفيدرالي للأسلحة، الذي يحدد الأشخاص الذين يحق لهم امتلاك أسلحة نارية أو من يرغبون في شرائها. وقالت سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض أمس، إن هناك مناقشات جارية بين البيت الأبيض وأعضاء من الكونغرس لمراجعة نظام الفحص الأمني الفيدرالي وإدخال التعديلات اللازمة عليه، بما يتطابق مع نظام الفحص الأمني الخاص بالجرائم، مشيرة إلى أن الرئيس ترمب يدعم هذه الجهود وأنه مستعد لتحسين نظام الفحص الأمني للأسلحة بما يؤدي لتعزيز الأمن العام.
وكان مجلس النواب الأميركي قد وافق في ديسمبر (كانون الأول) الماضي على مشروع قانون يسمح للأفراد الذين يمتلكون أسلحة نارية، بحيازتها بصورة مخبأة عبر الولايات، وظل مصير هذا القانون غير معروف، خصوصا أنه ارتبط بتشريع آخر لتحسين نظام الفحص الأمني الفيدرالي للأفراد الراغبين في شراء أسلحة نارية، وهو الأمر الذي لم يلقَ إجماعا من الحزبين حتى الآن. واتهم الحزب الديمقراطي بالبرلمان الحزب الجمهوري بالخداع والتخريب لمحاولتهم تمرير القانونين معا. وقال المؤيدون لقانون حيازة الأسلحة المخبأة إنه سيسهل على ملاك الأسلحة ممارسة حقهم في حمل السلاح، خصوصا أن تصاريح حمل السلاح عبر الولايات غير مفعلّة حاليا. وقال المعارضون إن هذا القانون سيشكل خطرا على الأمن العام، كما أنه سيحد من قدرة الولايات على تحديد من المسموح لهم بحمل السلاح بصورة مخبأة.
وتعد حيازة السلاح أحد الحقوق الأساسية للشعب الأميركي، والتي تسمح للمواطنين الملتزمين بالقانون بالدفاع عن أنفسهم ومن يحبون. وقد تعد الموافقة على قانون حظر امتلاك أسلحة هجومية نقطة تحول كبيرة في هذا الإطار، خصوصا مع التعديلات المنتظر إقرارها من قبل البيت الأبيض بالتشاور مع الكونغرس حول نظام الفحص الأمني للحائزين أسلحة نارية.
من ناحية أخرى، هدد رجل الأعمال الأميركي، هوفمان جر، كبير المتبرعين بالحزب الجمهوري، بوقف تقديم تمويلات للنواب الجمهوريين والمجموعات السياسية الذين لا يؤيدون قانون حظر الأسلحة الهجومية بالكونغرس. وقال هوفمان إنه سيتوقف عن تقديم أي مبالغ مالية لأعضاء الكونغرس حتى يتخذوا خطوات فعلية وجادة في تمرير القانون الذي يحظر حيازة الأسلحة النارية الهجومية، مؤكدا أنه أرسل بريدا إلكترونيا إلى قادة الحزب الجمهوري يشرح فيه أسباب قراره بوقف التمويل لأعضاء الحزب.
ويأتي قرار هوفمان بوقف التمويل بعد 3 أيام من حادثة الهجوم بمدرسة ثانوية في ولاية فلوريدا، التي راح ضحيتها 17 طالبا ومدرسا، بعد أن قام شخص بإطلاق نار كثيف داخل المدرسة. وأضاف هوفمان أنه كان يساعد النواب الجمهوريين للتصويت على قانون أفضل للرقابة على الأسلحة، ولكنهم لم يفعلوا ذلك. وقال: «عندما حدثت المأساة في مدرسة فلوريدا، شعرت بأن قلبي توقف. كلما تذكرت هذا المشهد المأسوي، أدركت ما كنت أفعله لمساعدة مسؤولين منتخبين للتصويت على قانون أفضل يضع رقابة أكبر على حيازة الأسلحة لمنع مثل تلك الحوادث، وهو ما لم يحدث، لذلك قررت أن أقوم بذلك بطريقتي الخاصة».
وأضاف أنه يحتاج للوصول إلى كل المتبرعين الجمهوريين في جميع أنحاء الولايات المتحدة وإقناعهم بالضغط على المشرعين لتمرير القانون. وكان هوفمان قد تواصل مع عدد من الأعضاء الجمهوريين المعروف عنهم بالشجاعة، وذلك في ولايات مختلفة، لمساعدته على تحقيق هذا الهدف، مشيرا إلى أنه تلقى استجابات من البعض بأنهم يؤيدون بشدة تمرير القانون لحماية الأطفال الأميركيين من التعرض لتلك الحوادث مرة أخرى.
وأضاف هوفمان جر أنهم سيشكلون إجماعا للضغط على المشرعين الجمهوريين بالكونغرس لتمرير القانون، مشيرا إلى أن استعادة السلامة العقلية للأشخاص الذين يقومون بهذه الهجمات، وتبني قانون يحظر حيازة الأسلحة الهجومية، من المطالب التي يسعى إليها في حملة الضغط التي يقوم بها مع المتبرعين الجمهوريين الآخرين.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.