عباس في مواجهة مباشرة مع واشنطن اليوم في مجلس الأمن

يحدد دورها ضمن وسطاء آخرين ويتطلع إلى تشكيل آلية جديدة للتفاوض

TT

عباس في مواجهة مباشرة مع واشنطن اليوم في مجلس الأمن

يدخل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة اليوم في مجلس الأمن الدولي، عندما يعلن مرة أخرى، على مسمع ممثليها، أنه لن يقبل بهم وسطاء في أي مفاوضات سلام.
وعلى الرغم من الضغوطات الكثيرة التي مورست على عباس من أجل تخفيف لهجته حيال الولايات المتحدة، وبعضها من أصدقاء في واشنطن نفسها والإدارة الأميركية السابقة، ومحاولات إقناعه أنه ما زال ممكنا صنع سلام ترعاه واشنطن، وقد يكون ذلك مستحيلا من خلال غيرها، لا ينوي عباس تخفيف لهجته أو تعديلها.
وقال مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط»، إن خطاب عباس اليوم في مجلس الأمن يشكل صفعة مباشرة لإدارة ترمب.
وأضاف، أن الخطاب الذي جرت عليه تعديلات كثيرة وما زالت تجري، سيؤكد على أن القدس التي حاول ترمب إزاحتها من على طاولة المفاوضات، هي مفتاح السلام في المنطقة، وثابت لا يمكن التنازل عنه، وحق طبيعي وخالص للفلسطينيين، المسلمين والمسيحيين.
وقال المصدر إن عباس سيؤكد على أن القدس في عهد الدولة الفلسطينية، ستكون مفتوحة للجميع من أجل الصلاة بما في ذلك اليهود.
وسيذكر عباس مجددا أنه لا يحق لأميركا أو غيرها تحديد مصير المدينة وإخراجها عن طاولة المفاوضات، مثلها مثل باقي الملفات، بما في ذلك اللاجئين.
لكن عباس لا يستهدف الولايات المتحدة في خطابه وحسب، بل يريد إحراج مجلس الأمن نفسه بتذكيره بقراراته السابقة.
وقال مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة، السفير رياض منصور، إن عباس سيطلب في خطابه أمام مجلس الأمن الدولي التدخل من أجل تحقيق حل الدولتين. مضيفا: «سيؤكد على ضرورة تحمل مجلس الأمن مسؤولياته، وتنفيذ قراراته المتعلقة بتنفيذ حل الدولتين، ووضع حد للمأساة والظلم اللذين يعيشهما الفلسطينيون جراء الاحتلال».
وسيطلب عباس الاعتراف بدولته دولة كاملة العضوية.
وعمليا بدأ مجلس السفراء العرب لدى الأمم المتحدة تشكيل فريق للبدء في تنفيذ لقاءات منفصلة مع أعضاء مجلس الأمن، لاستطلاع آرائهم بشأن تقديم طلب الحصول على العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة.
وبديلاً للولايات المتحدة يتطلع عباس إلى آلية دولية جديدة.
وشرح عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، جمال محيسن، أن عباس سيطلب من مجلس الأمن تشكيل آلية دولية جديدة لعملية السلام تكون متعددة الأطراف.
ويأتي خطاب عباس وسط توتر شديد مع واشنطن بعد قرار الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وكان الرئيس الفلسطيني يريد إخراج واشنطن تماماً من أي دور في العملية السياسية، لكنه وافق، بسبب تعقيدات كثيرة على بقائها جزءا من الوسطاء ضمن الرباعية الدولية فقط. ويتطلع عباس بشكل محدد إلى دور روسي فعال. ويأمل في أن تطلق روسيا مؤتمرا دوليا للسلام، أو تدفع بهذا الاتجاه كبديل محتمل للولايات المتحدة. لكن روسيا ما زالت متحفظة من الدخول بقوة في هذا المضمار. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن بلاده مستعدة لاستضافة محادثات سلام بين فلسطين وإسرائيل دون شروط مسبقة. ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن لافروف القول أمام منتدى «فالداي» الدولي للحوار، الذي يحمل هذا العام عنوان «روسيا في الشرق الأوسط... لاعب في كل الساحات»: «إننا مقتنعون بأنه لا يوجد سبيل آخر إلا الاتفاق المباشر بين الطرفين».
ووصل عباس أمس إلى مدينة نيويورك، لإلقاء كلمته المرتقبة في الجلسة الاستثنائية لمجلس الأمن الدولي اليوم.
وعممت حركة فتح على الفلسطينيين انتظار الخطاب الهام في الساعة الخامسة بتوقيت القدس. وتقول فتح إن عباس أثبت أنه زعيم استثنائي قال للولايات المتحدة «لا».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.