زيوريخ.. قلب سويسرا النابض

بيئة طبيعية مثالية لمختلف العطلات

زيوريخ مدينة رائعة ومليئة بالنشاط
زيوريخ مدينة رائعة ومليئة بالنشاط
TT

زيوريخ.. قلب سويسرا النابض

زيوريخ مدينة رائعة ومليئة بالنشاط
زيوريخ مدينة رائعة ومليئة بالنشاط

زيوريخ، مدينة ساحرة، وهي بيئة مثالية لكل أنواع العطلات، حيث يسهل الاستمتاع فيها برحلة مائية في بحيراتها الجميلة أو زيارة حديقة الحيوان أو استكشاف التضاريس الجبلية المميزة لها، ويمتد هذا إلى خيارات أخرى تمكن الزائر من زيارة أكبر شلالات أوروبا التي تقع على مسافة أربع ساعات من زيوريخ أو حتى زيارة جبل تيتليس، حيث الثلوج والجليد الدائم طوال أيام العام.
وتقع الأماكن التي تكسوها الغابات على مسافة عشر دقائق فقط من أي نقطة في هذه المدينة، حيث أعدت أماكن مخصصة للشواء وممرات مخصصة للمشي، تعود بالمتعة والسرور على المتنزهين فيها، حيث تتميز البيئة المحيطة بوجود البحيرات والأنهار وتحيط بها المروج والتضاريس الجبلية.
وتبدأ الرحلة ببحيرة زيوريخ، عبر مناظرها الطبيعية الرائعة التي تمتد إلى داخل المدينة بدعوة السياح للاستمتاع برحلة مائية، تمتد من ساعة إلى سبع ساعات، حيث تمر تلك الرحلات بالقرى التي تتميز بمحيطها الرومانسي، وبكل ما تمثله معالم شاطئ مدينة رابرسويل الواقع على هذه البحيرة.
وتتميز زيوريخ حتى في الأيام التي يتصف فيها الطقس بالصفاء، بتساقط الثلوج ومناظر الجليد الرائعة التي يمكن التمتع بها، سواء كان ذلك في جبل تيتليس أو حتى أماكن أخرى.
وتتيح زيوريخ خيارات سياحية متنوعة تتمثل في طبيعتها الرائعة، وهي الخيارات التي تشتمل على زيارة حديقة الحيوان التي تضم أنواعا نادرة من الحيوانات والنباتات التي جرى جلبها من الخارج، مما جعلها ترتبط بشكل مباشر بمشروع حماية الحيوان الذي يجري العمل به في مدغشقر، لذا فليس من الغريب في شيء أنه يمكن لزائري حديقة الحيوان مشاهدة الكثير من أصناف الحيوانات التي توجد في كل أنحاء العالم.
أما في متنزه لانكن بيرك، فيمكن مشاهدة الدببة والذئاب وحيوانات الموظ وغيرها من الحيوانات وهي تصول وتجول في أماكن مغلقة خصصت لها بدلا من أن تكون خلف القضبان.
ويمكن للسياح الاستمتاع بالفعاليات الترفيهية التي تقام في سيل فالد، وهي أكبر رقعة طبيعية توجد على أرض الهضبة السويسرية التي تشتهر بتنظيم المعارض والمناسبات الخاصة وغيرها من الفعاليات والأنشطة الترفيهية.
كما يمكن زيارة هولكروتين إن بار، التي تمثل وجهة سياحية جميلة في كل فصول العام لما تتميز به من بيئة ساحرة تحت الأرض تضم أروع الكهوف في سويسرا.

شواطئ زيوريخ

تتميز شواطئ بحيرة زيوريخ والأنهار الموجودة هناك بالنشاط والحيوية، حيث يستمتع جميع أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم بالأجواء المشمسة، والأماكن المخصصة للسباحة التي لا يقل عددها عن 40 موقعا، تقع 18 منها في الأماكن المفتوحة على شواطئ البحيرة والنهر الممتد هناك، لذا فليس غريبا أن تتميز زيوريخ بوجود أكبر عدد من الأماكن المخصصة للسباحة في العالم، ويتصف الماء الجاري في بحيرة زيوريخ والأنهار الموجودة هناك بكونه الأنظف في العالم، وهو ذات الماء الذي تزود به نافورات المدينة الذي يتميز بأحسن خصائص الماء الصالح للشرب، وتنتشر هذه النافورات التي يصل عددها إلى 1200 في كل أنحاء المدينة، مما يجعلها المدينة التي تحوز على أكبر عدد من النافورات في العالم، وهو الأمر الذي يتيح بدوره فرصة الاستفادة منها في أي موقع في المدينة.

بادين التاريخية

وفي الطريق المؤدي إلى زيوريخ تقع مدينة بادين التاريخية، التي تتميز بمناظرها الطبيعية الخلابة، حيث توجد الينابيع الساخنة التي تتصف بمحتواها الأعلى من العناصر المعدنية في كل أنحاء سويسرا.

شلالات الراين

على مسافة ساعة واحدة من زيوريخ تقع شلالات الراين التي تتميز بأنها الأكبر من نوعها في أوروبا، بمناظرها الرائعة وجاذبيتها، كما يتيح متنزه البامير، وهو المتنزه المائي المغلق الأكبر في كل أنحاء أوروبا، أروع الخيارات من الفعاليات والأنشطة.

التسوق في زيوريخ

تمثل منطقة بانهوف ستراس الموقع الرئيس في زيوريخ لعرض منتجات العلامات التجارية المشهورة على المستوى الدولي والمجوهرات والساعات، وكلما اقتربنا أكثر من بحيرة زيوريخ وجدنا العلامات التجارية الأكثر شهرة، حيث توجد في هذه المنطقة أربعة معارض لمجموعة «بركر» ومعرض خاص بـ«فيلدبوش» وآخر خاص بـ«بركر زيوريخ»، وغير ذلك من العلامات التجارية العالمية من قبيل «فين كالير» و«فوكال» و«كريديه ليه بوتيك» وغيرها، ولا تعد منطقة بانهوف ستراس متخصصة في بيع الساعات والمجوهرات فقط، بل يتعدى الأمر ذلك لتتخصص أيضا في تصنيع هذه المنتجات أيضا، لذا فليس من الغريب في شيء أن نجد هناك الكثير من العلامات التجارية الشهيرة من قبيل «ليزأمباسدور» و«باير»، وغيرهما.
وتعد مدينة زيوريخ إلى جانب كل من مدينتي نيويورك ولندن طليعة مدن العالم التي تتصف بنشاطها التجاري، كما أنها واحدة من عشر مدن تزدهر بهذا النشاط الذي يتصف بالقيمة المنخفضة للضريبة المضافة، وغير ذلك من المميزات التجارية الأخرى التي تستقطب القادمين إلى هذه المدينة.

فنون الطبخ والأمسيات الرائعة

يجد الزوار كل ما لذ وطاب من المأكولات البحرية اللذيذة في مطعم «همر أوند أوستيرن بار»، الواقع على مسافة بسيطة من محطة القطارات الرئيسة، وفي الجوار تقع بيسترو كوش، حيث مطعم «راسري ليب» الذي يشتهر بأعداد المأكولات البحرية على الطريقة الفرنسية.
أما مطعم «سونين بيرك» الواقع على مسافة قريبة من مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم، فيشتهر هو الآخر بإعداد أطيب وأشهى المأكولات، علاوة على الموقع الرائع الذي يميز هذا المطعم.
عقب الانتهاء من طعام العشاء يمكن للزوار الاستمتاع بأجمل الأمسيات في المرافق الترفيهية التي أعدت لذلك من قبيل قاعة «تون هل»، وهي قاعة تنظيم الحفلات الموسيقية التي تعد الأرقى على مستوى العالم.
أما «ذي تون هل أوركسترا»، وهي أقدم دار للأوركسترا في سويسرا، فقد أسست في عام 1868 في هذه المدينة، حيث تقدم أرقى عروض الأوبرا على مستوى أوروبا وكذلك عروض الباليه.
ويوجد في هذه المدينة كذلك منتجع سياحي يتوافق مع أرقى مستويات الترف والرفاهية، كما يوجد فندق «آلدين هوتيل سبلوجين سكلوس» الذي يتميز بجماله، والذي أسس في عام 1895 في أحد أركان مدينة زيوريخ التي تتصف بالهدوء.

أفضل فنادق زيوريخ

يقع فندق «بور أولاك» في مكان هو الأقرب إلى بحيرة المدينة وهو الفندق الذي يتميز بغرفه الأنيقة التي أثثت بشكل جيد، كما تشتمل قائمة أفضل الفنادق الموجودة في تلك المدينة على فندق «أيدن أولاك» المطل على بحيرة المدينة الذي يعكس الإرث الثقافي للمنطقة.
ويتميز فندق «بارك حياة زيوريخ بوتيك» بغرفه وأجنحته الواسعة ومستوى رفاهية ورقي الخدمات التي يوفرها.
أما مدينة زيوريخ التاريخية فتضم فندق «وايدر» الذي يتكون من ثمانية مبان تاريخية، وهو الفندق الذي يتميز برفاهية ورقي مستوى خدماته، حيث صممت غرفه على نحو يضمن جانب الاستقلالية، بينما تتميز أجنحة الفندق بالشرفات التي خصصت لها.
ويوصي زوار المدينة بعضهم بعضا بالإقامة في فندق «هيلتون زيوريخ إيربورت» الواقع في كلاتبروك بالقرب من مطار المدينة، و«رينيسانس زيوريخ هوتيل» الذي يقع بين المطار ومركز زيوريخ للمعارض.

الصحة في زيوريخ

يتمتع القطاع الصحي السويسري بسمعة ممتازة، من خلال اعتماده على التقنيات الحديثة، وتفرده بتقديم خدمات من الدرجة الأولى، تضمن المعالجة الناجحة بواسطة مجموعة من العيادات الخاصة المثالية التي تتيح التمتع بالعلاج المتطور، مع الاستمتاع في الوقت نفسه بمدينة زيوريخ ونسيمها العليل الذي يهب من بحيرتها، وهو ما يحقق للزائر إقامة نموذجية لا يمحوها الزمن.
ويوصى الزوار بالاستفادة من الخدمات العلاجية التي يقدمها مركز «أشيا سبا – فندق شيراتون»، الواقع في سيل سيتي، ومركز «سبا أويسيس» الذي يمتد على مساحة 4000 متر مربع، والذي يقع في فندق «دودلر كراند».
ولعل التمتع بحمام سبا في الصباح في زيوريخ يكسب الزائر مزيجا من راحة البال والاسترخاء، فهناك على سبيل المثال واحة مساحتها 4000 متر مربع، صممت من قبل المصمم اللامع سيلفيا في فندق «دولدير» الكبير، الذي افتتح في أبريل (نيسان) عام 2008، حيث شكلت ملامح التصميم الأوروبية واليابانية هذا المجمع الفريد الذي يشمل بركة واسعة بواجهة بانورامية، حيث يتاح للسيدات المحترمات حمامات سبا وصالات تمارس فيها تمارين حركية تنشط الجسم والعقل، بالإضافة إلى 19 غرفة معالجة وجناحي حمام سبا للاسترخاء الخاص.

المستشفيات الرائدة

يتضمن مشروع «هيرسلاندين» في زيوريخ، مستشفيين يقدمان مستوى طبيا بارزا ومميزا، كما أن الخدمات تشمل 30 مجالا اختصاصيا، منها على سبيل المثال لا الحصر، جراحة عظام، وطب قلب، وجراحة قلب، وعلم أورام، وجراحة مخ وأعصاب، وقد وضعت مستشفيات «هيرسلاندين» معايير جديدة في الكثير من الحقول الطبية، كما أن استعمال تقنيات جراحية إبداعية قلص الوجود الزمني داخل المستشفى للحد الأدنى في ظل الجو الخاص والرصين والآمن واللطيف مع بيئة متطورة شاعرية ونادرة.

زيوريخ الفاخرة

تتمتع مدينة زيوريخ بأجود نوعية للحياة المعاصرة، ولا سيما من خلال التسوق الأنيق إلى مشهيات الأطعمة إلى الإسكان الليلي الخاص.
وتعد منطقة بانهوفستراس في زيوريخ الموقع الأساسي للماركات الدولية والمجوهرات والساعات، وهي قريبة من بحيرة زيوريخ، إضافة إلى تصاميم السيدات الأنيقة من قبل «فيلدبوش»، وتجار ملابس الرجال «فاين كالر»، وجوارب نسائية رائعة وملابس داخلية من قبل «فوجال»، وهو ما يميز عالم الأزياء للنساء هناك، إضافة إلى الاهتمام بأحذية الرجال الشهيرة من تصميم «بالي» العالمية التي تغوص في العراقة إلى أكثر من 150 سنة.

تسوق في زيوريخ

من أقصى درجات الترف إلى الأصناف الدولية المشهورة والمعروفة فإن هناك سوقا واسعة في زيوريخ تسمح لمرتاديها بكسب رهان التأنق والخصوصية واقتناء الأذواق والتصاميم العالمية التي لا تجدها في أي مكان آخر في العالم.. حيث يوجد بالمدينة على سبيل المثال مخازن «جورجي أرماني»، و«شانيل»، و«لوي فيتون»، بين الكثير من الماركات الأخرى.
وفي بلدة زيوريخ القديمة، نقابل اتجاهات تقليدية من التجار الأثريين والمكتبات التراثية والحديثة وباعة الزهور والمحلات العصرية ومحلات المجوهرات ومصففي الشعر والكثير من المحلات التي لا شك ستتلاقى مع ذوقك.
ويجد زائر زيوريخ المحلات مفتوحة، عموما من يوم الاثنين إلى الجمعة، بين التاسعة صباحا حتى السادسة والنصف مساء، مثل مركز المدينة، وفي بعض مراكز التسوق الأخرى يمكن أن تتسوق حتى الثامنة مساء، كما توجد بعض المحلات التي تجدها مفتوحة أيام السبت من كل أسبوع، أما في أيام الأحد فتغلق المحلات، ومع ذلك يمكن أن تتسوق في «ري سيتي» في محطة زيوريخ الرئيسة وفي مطار زيوريخ.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».