صواريخ سورية عبرت فوق تل أبيب وسقطت في البحر المتوسط

تحقيق إسرائيلي أفاد بأن «غالبيتها أخطأت أهدافها»

TT

صواريخ سورية عبرت فوق تل أبيب وسقطت في البحر المتوسط

كشف تحقيق داخلي للجيش الإسرائيلي، سمح بنشره، أمس، عن أن الصواريخ الدفاعية السورية التي استهدفت سرب الطيران الإسرائيلي المكون من 8 طائرات التي أغارت على 12 موقعًا في سوريا، يوم السبت الماضي، عبرت فوق مدينة تل أبيب وهبطت في البحر الأبيض المتوسط، نتيجة لحسابات خاطئة للدفاعات الجوية السورية.
وقال الجيش في الجزء العلني من التقرير إن السوريين أطلقوا نحو 25 صاروخا مضادا للطائرات من طراز SA - 5 بعيد المدى وSA - 17 قصير المدى باتجاه الطائرات الإسرائيلية. فتمكنت من إسقاط طائرة «إف - 16 آي» الحربية الإسرائيلية المتطورة، فجر السبت الماضي، وكادت تسقط طائرة ثانية من طراز «إف 15»، لكنها نجحت في الهبوط الاضطراري في مطار عسكري في الجليل بلا إصابات.
وقد أخطأت معظم الصواريخ السورية أهدافها وانفجرت في الجو ووصلت شظاياها إلى الأراضي اللبنانية والأردنية أو عبرت سماء إسرائيل وسقطت في البحر الأبيض المتوسط.
وجاء هذا التقرير في إطار تحقيق أولي سيعقبه تقرير لاحق أكثر تفصيلا وعمقا، تعده لجنة داخلية في الجيش بهدف فحص ما جرى واستخلاص النتائج لمنع تكرار سقوط طائرة في المستقبل.
وقرر المحققون، ضمن المعلومات الأولية، أن الطائرة الحديثة المذكورة، التي تعتبر أهم طائرة مقاتلة يملكها الجيش الإسرائيلي بعد طائرة الشبح «إف 35»، لا ينبغي أن تتعرض لصاروخ سوري قديم الصنع والتقنية. ولذلك تسعى لمعرفة سبب العطب من أجل تجنبه.
وأضاف التحقيق أن «الأوامر التي وجهت للطيارين الإسرائيليين والتزموا بها هي أن يتركزوا على تحقيق مهمات القصف على 12 موقعا في الأراضي السورية، حتى لو دخلوا ضمن مدى رادار بطاريات الصواريخ الدفاعية السورية مضادة للطائرات، ولكن بمجرد إطلاق صاروخ، كان من المفترض أن يتفرغ طاقم الطائرة للدفاع عن نفسه». وأوضح التحقيق أن «توقعات سلاح الجو الإسرائيلي وقوع ضحايا في حالة حرب»، لكنها تدعي أن أي هجوم في سوريا لا ينبغي أن ينتهي بمثل هذه النتيجة (إسقاط الطائرة الإسرائيلية).
وأكدت اللجنة أن التحقيق الموسع في هذه الحادثة سينجز في يوم الثلاثاء المقبل، وسيعرض على قائد القوات الجوية، الجنرال عميرام نوركين، وسيتناول عددا من الجوانب المتعلقة بالهجوم الإسرائيلي، بما في ذلك تشغيل «مغلف» القتال الإلكتروني حول الطائرات بهدف تعطيل تحديد موقعها والإطاحة بها، والقيام بالتدريبات الضرورية اللازمة، وسيبحث التحقيق كذلك في مسألة ما إذا كانت طواقم أسراب الطائرات التي تقوم بالعمليات التنفيذية القتالية في سلاح الجو الإسرائيلي، قد أصيبت بـ«شعور زائد مبالغ فيه بالثقة، جعلها تتصرف بقلة انتباه فجاءت النتيجة المأساوية في سقوط الطائرة وتعريض طائرة أخرى للخطر».
ولكن لجنة التحقيق أشارت في الوقت نفسه إلى أن الطائرات الإسرائيلية «تمكنت من توجيه ضربات قاسية جدا للقوات التابعة لإيران في سوريا وكذلك لقوات النظام، يبلغ تعدادها 12 موقعا مهما، منها: تدمير نصف الدفاعات الجوية على الأرض، وتدمير قاعدة تضم مقر قيادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في قاعدة T - 4 العسكرية بالقرب من مدينة تدمر في العمق السوري».
يذكر أن حادثة السبت كانت قد بدأت بإطلاق طائرة تجسس إيرانية بلا طيار من قاعدة تدمر المذكورة، تمكنت من دخول الأجواء الإسرائيلية عبر الأردن ووصلت إلى سماء منطقة الأغوار.
فأسقطتها الطائرات الإسرائيلية. واعتبرت لجنة التحقيق إسقاطها إنجازا خاصا، لأنها «طائرة حديثة بناها الإيرانيون وفق نموذج أميركي وكان يفترض فيها أنها تمتلك أدوات التملص من الرادارات لكن الرادارات الإسرائيلية اكتشفتها وهي الآن تنكب على دراسة أسرارها وقدراتها».
وردت إسرائيل على دخول الطائرة بقصف لقاعدة إطلاق الطائرة.
وعندما ردت المضادات السورية وأسقطت طائرة إسرائيلية، أقدمت ثماني طائرات لسلاح الجو الإسرائيلي على قصف 12 موقعا إيرانيا وسوريا.
وقد أعلن السوريون أن هذه الحادثة ستقيد من الآن فصاعدا إسرائيل ولن تسمح لها بالمزيد من الغارات بلا رد، كما حصل طيلة 7 سنوات، ولكن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، رد على ذلك قائلا، في افتتاح جلسة الحكومة، الأحد الماضي، إن «إسرائيل وجهت ضربات قاسية لإيران وللنظام السوري، لنوضح لهما بأن قواعد عملنا لم تتغير على الإطلاق، سنواصل ضرب كل محاولة للاعتداء علينا، هذه كانت سياستنا وستبقى كذلك».
وأضاف: «وضعنا خطوطا حمراء واضحة، عملنا وسنعمل بموجبها دائمًا».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.