الباطن يعود من الباب الكبير ويشعل غضب النصر قبل موقعة «الكأس»

يلتقيان مجدداً يوم الخميس المقبل... وغنيمان: اللقب هدفنا ولن نقلل من أحد

رأسية جولهيرام شيتين لاعب الباطن تعانق الشباك النصراوية في مواجهة الفريقين أول من أمس (تصوير: عبدالعزيز النومان)
رأسية جولهيرام شيتين لاعب الباطن تعانق الشباك النصراوية في مواجهة الفريقين أول من أمس (تصوير: عبدالعزيز النومان)
TT

الباطن يعود من الباب الكبير ويشعل غضب النصر قبل موقعة «الكأس»

رأسية جولهيرام شيتين لاعب الباطن تعانق الشباك النصراوية في مواجهة الفريقين أول من أمس (تصوير: عبدالعزيز النومان)
رأسية جولهيرام شيتين لاعب الباطن تعانق الشباك النصراوية في مواجهة الفريقين أول من أمس (تصوير: عبدالعزيز النومان)

بعد 9 مواجهات في دوري المحترفين السعودي، استعاد الباطن توازنه أخيراً وعاد إلى طريق الانتصارات، على حساب مضيفه النصر بثلاثية في الجولة الـ22 من الدوري، ليحافظ فقط على مركزه في جدول الترتيب في المركز العاشر برصيد 24 نقطة.
وشهدت نتائج الباطن الذي كان أحد فرسان الدور الأول من الدوري السعودي للمحترفين من خلال الانتصارات المهمة والتاريخية التي حققها والتي مكّنته من اعتلاء الصدارة في الجولتين الأولى والثانية، تراجعاً تدريجياً حتى وصل إلى المركز الخامس مع نهاية هذا الدور، وهو المركز الذي يعد متقدماً جداً لفريق ينقصه الشيء الكثير من الخبرة والمال والإمكانيات وغيرها من مميزات الفرق التي يمكنها المنافسة على أحد المراكز الأربعة الأولى.
ولم يتوقف تراجع الباطن مع انطلاقة الدور الثاني، حيث تعرض لخسائر متوالية جعلته يتراجع إلى المركز العاشر، ودخل على أثر ذلك دائرة الخطر للهبوط لدوري الأمير محمد بن سلمان، وهذا ما جعل الإدارة تتخذ قراراً بإقالة المدرب البرتغالي خواكيم ماتشادو بعد الخسارة من الهلال بخماسية في الجولة العشرين من الدوري، حيث كان الفريق متقدماً في تلك المباراة قبل أن ينهار بشكل مفاجئ وتتلقى شباكه 5 أهداف.
ورغم أن إقالة المدرب كانت مفاجئة للكثيرين، خصوصاً أنه لقي إشادة كبيرة من العديد من المتابعين والنقاد عدا مسؤولي الباطن، إضافة إلى سعي أكثر من نادٍ للتعاقد معه، إلا أن النتائج التي تعرض لها الفريق في الدوري الثاني فرضت على الإدارة إحداث هذه الهزة الفنية من أجل عودة الفريق للمسار الصحيح، ليس للعودة لمسار المنافسة بل فقط الابتعاد عن خطر الهبوط.
ولم تجازف إدارة النادي بالتعاقد مع مدرب حديث عهد بأجواء الدوري السعودي، بل إنها اختارت الأنسب تزامناً مع إقالة نادي الرائد للمدرب الروماني سيبيريا الذي خاض تجارب جيدة، خصوصاً في نادي الهلال قبل أن يتعاقد مع الرائد ولا يقدم الشيء المأمول منه، لتتلقفه إدارة الباطن وتتعاقد معه لقيادة الفريق حتى نهاية الموسم.
وكان من سوء حظ المدرب سيبيريا أن أول خسارة تعرض لها مع فريقه الجديد في مواجهة الفريق السابق بثلاثية كانت بمثابة الخسارة المضاعفة للمدرب والفريق البطناوي بشكل عام على اعتبار أن الخسارة كانت أمام فريق قريب في جدول الترتيب.
وبالعودة إلى الانتصار التاريخي الكبير على النصر فإن آثار هذا الفوز لم تتوقف عند حصد النقاط الثلاث، بل إن نشوة هذا الفوز جعلت اللاعبين يبدون رغبة أكيدة في حصد إنجاز تاريخي في بطولة كأس الملك من خلال العبور للدور نصف النهائي، حينما يواجهون الفريق النصراوي نفسه في الدور ربع النهائي من هذه المسابقة.
وإذا كان حلم الوصول لدور الأربعة من بطولة الدوري بات أشبه بالمستحيل رغم إمكانية حصول ذلك في حال المواصلة في حصد النقاط وتعثر المنافسين، لكن الإنجاز في بطولة الكأس يبدو أكثر سهولة وإمكانية، قياساً بالوضع في بطولة الدوري رغم أن الباطن لن يواجه فِرقاً تنافس على حصد اللقب في بقية الجولات، بل سيواجه منافسين معه على مراكز في مناطق الدفء.
ويرى سلطان غنيمان اللاعب البارز في صفوف الباطن، أن فريقه يمكنه الإنجاز في بطولة الكأس والمنافسة بقوة على حصد اللقب، رافضاً التقليل من فريق النصر بعد الفوز عليه بثلاثية، مبيناً أن مباراة الفريقين المقبلة في بطولة الكأس ستكون أكثر صعوبة.
وأشار إلى أن الفريق كان يحتاج إلى الفوز بعد سلسلة من الخسائر والتعادلات، وهذا الفوز الأخير ستكون له آثار كبيرة معنوية لتحقيق إنجاز تاريخي للباطن بعد عامين في دوري المحترفين السعودي.
من جانبه أكد نائب رئيس النادي والمتحدث الرسمي مبارك الظفيري، أن الفوز الأخير على النصر يعني الشيء الكثير نقطياً ومعنوياً لعدة أسباب من أهمها أنها جاءت أمام فريق منافس وكبير على أرضه ووسط جماهيره، كما أن هذا الفوز أعاد للأذهان الفريق الذي أبدع في الدور الأول في بطولة الدوري، ولقي إشادة واسعة قبل أن يتعثر ويتراجع، وكان من المهم حصد مثل هذا الفوز وفي هذا التوقيت.
وحول حظوظ فريقه في حصد أحد المراكز الخمسة الأولى في جدول الترتيب في بطولة الدوري مع تبقي 5 جولات، قال الظفيري: «في الفترة التي كان فيها الفريق يقدم أفضل النتائج والمستويات لم نفكر أن ننافس، فاتورة المنافسة باهظة، ولا نستطيع تحملها، نحن ندير النادي بطريقة سدد وقارب، ليست لدينا الإمكانات المالية الكبيرة ولكن الأهم أن لدينا رجالاً مخلصين يقدمون كل ما لديهم من أجل إسعاد أهالي حفر الباطن. وكما قلت، هدفنا تحقيق مركز جيد ومناسب يكون الأفضل في تاريخ الوجود القصير في دوري المحترفين، وسنكون مقتنعين بما يكتبه الله لنا».
وفي ما يخص بطولة كأس الملك وإمكانية الذهاب إلى النهائي على أقل تقدير خصوصاً مع تاريخ مثل هذه البطولات الذي يشهد عادةً مفاجآت من العيار الثقيل ووصول فرق غير متوقعة للنهائي، قال الظفيري: «سنسعى لتقديم الأفضل ولن نستهين بالنصر في مباراة الدور ربع النهائي، والذي يمكن أن أعد به أننا سنسعى لتقديم الأفضل، ولدينا رجال في الملعب سيبذلون قصارى جهدهم في بقية المشوار، ولا نَعِد إلا بتقديم الجهود الممكنة وفق الإمكانات المتاحة لنا».
وسيواجه الباطن منافسه النصر مرة أخرى يوم الخميس المقبل ضمن منافسات ربع نهائي كأس الملك، وهو اللقاء الذي يُنتظر أن يحمل نكهة الثأر من جهة النصر في ظل تلقيه خسارة مؤلمة على يد الباطن، أول من أمس.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».