برلسكوني يوزع إدارة الميلان بين ابنته باربارا والمثير للجدل غالياني

باربارا مع والدها الشهير برلسكوني
باربارا مع والدها الشهير برلسكوني
TT

برلسكوني يوزع إدارة الميلان بين ابنته باربارا والمثير للجدل غالياني

باربارا مع والدها الشهير برلسكوني
باربارا مع والدها الشهير برلسكوني

الاتفاقيات الواضحة تقود إلى الصداقة الطويلة؛ فخلال عشاء أركوري، صادق سيلفيو برلسكوني على نادي ميلان ثنائي الوجه كي يترك لأدريانو غالياني الجانب الفني، ويولي ابنته باربارا باقي فروع إدارة الميلان. وقد يكون لهذا الحل الوسط قيمة تاريخية، لأنه، في نوايا مالك النادي الإيطالي، يجب أن يستمر هذا الحل لسنوات، ومن ثم وضع الأساس لمسار جديد يصبح فيه التعايش بين الصديق الأخ وابنته الصاعدة دافعا ووقودا من أجل مستقبل النادي. بعكس ما حدث في هذه الشهور الماضية، حيث الأزمة الشديدة التي نتج عنها شقاق خطير «أشعل جحيما في الميلان» في الأسابيع الأخيرة، مثلما اعترف مالك النادي. لكن تغيير الاتجاه الأخير يبدو أنه سيعيد تركيب الموقف، حتى إن أدريانو غالياني، بمجرد وصوله مساء أمس، قد أجرى «مكالمة كلها حب» مع غريمته السابقة تقريبا. وكانت محادثة مهمة توصل فيها الطرفان إلى الحاجة لوضع السلاح، واستقبلوا «كلمات سيلفيو برلسكوني كعقيدة راسخة».
وبدأ اليوم في ميلانيللو بمفاجأة، حيث وعد برلسكوني، في ختام عشاء يوم الجمعة الماضي، بزيارة الفريق وبإعلان مهم حول مستقبل النادي. لكن الزيارة السريعة للفريق جرى إرجاؤها بسبب الأحوال الجوية السيئة. وأخيرا، جاءت تصريحات مالك الميلان في الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر، وقال فيها: «لقد عاد الاستقرار والهدوء إلى الميلان. أدريانو غالياني باق في منصبه». وليس صدفة أن يحيي المدير التنفيذي للنادي لدى وصوله إلى مطار مالبينسا هكذا «كلمات الرئيس مقدسة منذ 34 عاما ولا يمكن التعليق عليها». ومن أجل معرفة الأفكار الأوضح من الجيد العودة إلى اجتماع مساء الجمعة، وكانت الساعة التاسعة مساء حينما عاد غالياني إلى أركوري بعد 20 يوما بالضبط من آخر اجتماع مباشر مع سيلفيو برلسكوني. وهذه المرة لم يكن يوجد فيديلي كونفالونييري. فيما دعا صاحب البيت مساعده الكبير برونو إرمولي (وسط نهاية الخدمة لغالياني) والمدير العام لمجموعة فينينفست دانيلو بلليغرينو. إن تغيير المدعوين له مغزى، نظرا لأنه في هذه المناسبة كان ضروريا القيام ببعض الحسابات بعد التهديد بالاستقالة الفورية. ورغم عصبية الدكتور الواضحة في الساعات السابقة، جاء العشاء بنفس النبرات الدائمة، حيث تكون السياسة هي الموضوع الرئيسي، بينما لا يبدو ضروريا التعرض لمسألة الميلان، نظرا لأن برلسكوني يقدم حله الخاص فورا، ويقبله أدريانو غالياني عن رضا. وفي لحظة واحدة شعر بأنه جرت طمأنته. إن المهمة الجديدة لصديق العمر ووعده بمتابعة النادي عن قرب تمنحه القوة لإعادة فتح الحوار مع باربارا من أجل أسمى الأهداف. وإن كان من الضروري في بداية الأسبوع الإعلان الرسمي عن الاتفاقات التي تضمن الجميع من أجل العهد الجديد.
الإعلان. ولتوضيح فلسفة انطلاقة الميلان الجديدة هذه بشكل نهائي، أعلن رئيس النادي الشرفي في الساعة السادسة مساء قراراته بالتفصيل، وقال: «لقد عاد موقف الميلان مستقرا، وجرى التوصل لاتفاق كامل حول الهيكل الإداري الذي يتضمن عضوين منتدبين، هما أدريانو غالياني المختص بالقطاع الرياضي، وباربارا برلسكوني لتختص بالقطاعات الأخرى لنشاط النادي». في كلمات مقتضبة، توجد ثورة غير مسبوقة في المجال الرياضي، وإن كانت صيغة جرى استخدامها من قبل في عالم الاستثمار، وخاصة خارج إيطاليا. بالطبع هذا التقسيم في السلطات يحرم غالياني من مجال حرص عليه دائما، وهو التجاري، غير أنه يسمح له بمواصلة إدارة القطاع الكروي، الذي هو روح عشقه للميلان. من جانبها، بإمكان باربارا التخطيط عبر أفكارها التجديدية من أجل النادي مع مسؤوليات أكبر. وأمل الأب، بعد عودة الاستقرار، هو أن تحمل خبرة غالياني وحماس ابنته التحول المنتظر.
في هذه الساعات المضطربة، تلقى غالياني شهادات عامة لا تحصى تقديرا له، بينما لم تكن أقل منها تلك الخاصة. وقد ملأته بالفخر والكبرياء تحديدا شهادات أكبر مسؤولي الأندية الأوروبية. وقد تحدث هاتفيا أمس مع فلورنتينو بيريس، رئيس نادي ريال مدريد الإسباني، كما لم تغب في الأيام الأخيرة الاتصالات مع ساندرو روسيل، رئيس نادي برشلونة. بالطبع هذا الإعلان الأخير من جانب الرئيس برلسكوني سيسمح له بالحفاظ على العلاقات الدولية رفيعة المستوى. ليس هذا فحسب، فأمور كثيرة لا تزال مجهولة، حيث يحتاج الميلان للنتائج لتقوية الاستقرار الذي جرى تحقيقه للتو.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».