نتنياهو يبلغ نوابه بحثه مع واشنطن ضم المستوطنات للسيادة الإسرائيلية

المستوطنون لا ينتظرون ويقيمون بؤرة جديدة قرب نابلس

منظر عام للبيوت المقامة بمستوطنة «شفوت راحيل» المجاورة لمستوطنة «شيلو» قرب رام الله بالضفة الغربية (رويترز)
منظر عام للبيوت المقامة بمستوطنة «شفوت راحيل» المجاورة لمستوطنة «شيلو» قرب رام الله بالضفة الغربية (رويترز)
TT

نتنياهو يبلغ نوابه بحثه مع واشنطن ضم المستوطنات للسيادة الإسرائيلية

منظر عام للبيوت المقامة بمستوطنة «شفوت راحيل» المجاورة لمستوطنة «شيلو» قرب رام الله بالضفة الغربية (رويترز)
منظر عام للبيوت المقامة بمستوطنة «شفوت راحيل» المجاورة لمستوطنة «شيلو» قرب رام الله بالضفة الغربية (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه يجري حوارا مع الإدارة الأميركية وطاقم مساعدي الرئيس دونالد ترمب، حول اقتراح قانون فرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة.
جاء هذا الإعلان خلال جلسة لنواب حزبه (الليكود)، أمس الاثنين، ردا على النائب يوآف كيش الذي طرح المشروع على جدول أعمال الحكومة. لكن نتنياهو سحبه ورفض بحثه في جلستها أول من أمس. وقد قدم كيش شكوى ضد هذا التصرف، قائلا إن اقتراح القانون الذي تقدم به هو (كيش) ومعه النائب بتسالئيل سموتريتش، من كتلة «البيت اليهودي»، يحظى بدعم واسع في وسط الائتلاف الحكومي، وضمن ذلك أعضاء كتلة «كولانو»، وإنه لا يوجد مبرر للتهرب منه.
وقال نتنياهو ردا على ذلك إن فرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات يقوم على مبدأين: الأول، هو أن القانون يجب أن يمر بوصفه مبادرة حكومية وليست شخصية، لأن الحديث عن عملية تاريخية. والثاني، هو التنسيق بقدر الإمكان مع الأميركيين... «لأن العلاقة معهم هي ذخر استراتيجي لدولة إسرائيل وللاستيطان» على حد تعبيره.
يذكر أن هيئة تتألف من قادة أحزاب الائتلاف الحكومي كانت قد اجتمعت، أول من أمس الأحد، من أجل اتخاذ قرار بشأن دعم اقتراح القانون أو وقف الدفع به في هذه المرحلة، قد أجمعت على تأجيل البحث فيه بسبب «الأحداث الأمنية الأخيرة». وبحسب نتنياهو، فإنه من أجل التوصل إلى تفاهمات مع المجتمع الدولي يجب تجنب اتخاذ قرارات من هذا النوع «تحرج» الأميركيين. ويعرض الاقتراح مخططا مماثلا لذلك الذي أقره المجلس المركزي لحزب «الليكود» قبل نحو شهر ونصف الشهر، ولكنه لا يتضمن ضم الضفة الغربية بأكملها، وإنما فقط الأراضي التي أقيمت عليها المستوطنات.
وبحسب الاقتراح، فإن «القضاء والأحكام والإدارة والسيادة الإسرائيلية تسري على كل مواقع المستوطنات في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)»، بيد أنه لا يحدد المساحة المشمولة في اقتراح القانون، ويبقي اتخاذ القرار بهذا الشأن لأعضاء لجنة في الكنيست.
وكان عدد من المستوطنين اليهود المتطرفين قد أقدموا، ليلة أول من أمس، على بناء بؤرة استيطان جديدة على الأرض المعروفة باسم «منطقة المطار» في الحي الجنوبي من قرية بيتا، الواقعة في محافظة نابلس، ووضعوا 4 بيوت متنقلة.
وأعلن هؤلاء أن هذه هي طريقتهم في الرد على أعمال القتل العربية. وأطلقوا اسم «أفيتار» على البؤرة، وهو اسم المستوطن الذي قتل قبل عدة أيام بالقرب من سلفيت.
وأكدوا أنهم «مصممون على ممارسة الحق اليهودي في أرض إسرائيل حتى النهاية». وردا على سؤال إن كانوا لا يخشون من مخالفة القانون (الإسرائيلي) أو من إخلاء الجيش لهم بالقوة، ردوا قائلين: «لن يكون إخلاء. وإن حصل وأخرجونا فسنعود. ويقف معنا كثير من اليهود، وهذا هو القانون في نظرنا».
وقال فؤاد المعالي، رئيس بلدية بيتا، إن «المستوطنين معروفون لسكان القرية، فهم من مستوطني المنطقة المعروفين جيدا باعتداءاتهم على الفلسطينيين، شعبا وأرضا». وروى أنهم وضعوا 4 منازل متنقلة على مساحة 4 دونمات ونصف الدونم على أرض تعود ملكيتها للمواطن موسى عبد المعطي، وقاموا بتمديد الكهرباء للمنازل ووضعوا الكشافات حولها، كما تقوم الجرافات بمد خطوط المياه للمنطقة استعدادا لإقامة بؤرة استيطانية تتحول إلى مستوطنة جديدة بالمنطقة في المستقبل.
وقد أصدرت حركة فتح في بيتا بيانا صحافيا دعت فيه المواطنين في القرية إلى وقفة جادة باتجاه ما يجري من مصادرة للأراضي في المنطقة الجنوبية من البلدة، داعية للنفير العام وإقامة صلاة يوم الجمعة المقبل على تلك الأراضي في خطوات تصعيدية ضد البؤرة الاستيطانية. كما دعا عدد من المواطنين بلدية بيتا ومؤسسات دولية والوزارات، إلى تحمّل مسؤولياتها، وتوفير الخدمات الأساسية لهذه المنطقة والمناطق المجاورة لها، حتى يتمكن المواطنون من البناء والوصول إلى أراضيهم لقطع الطريق أمام سياسية التوسع.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.