إرجاء «روما 2» للدعم العسكري إلى منتصف الشهر المقبل

المشنوق: نتطلع ليصبح السلاح غير الشرعي بإمرة الدولة

TT

إرجاء «روما 2» للدعم العسكري إلى منتصف الشهر المقبل

أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق عن تأجيل مؤتمر «روما 2» لدعم الجيش والقوى الأمنية والعسكرية اللبنانية، من 28 فبراير (شباط) الحالي إلى 15 مارس (آذار) المقبل، مع تأكيده على أن «المؤتمر هو فرصة تاريخية لوضع قواعد عملية للأمن في لبنان، نحصل فيها على حاجاتنا العسكرية من أجل مستقبل آمن ليس للبنان فقط بل للعالم كله».
وفي كلمة له خلال الاجتماع التحضيري لـ«روما 2» الذي عقد في السراي الحكومي أمس، وعرضت خلاله الخطوط العريضة للخطة الخمسية التي سترفعها قوى الأمن الداخلي إلى المؤتمر، قال المشنوق: «إن الخطة الخمسية هي خطة تطويرية لنقل المؤسسة إلى جيل جديد من العمل والحداثة، ولترسيخ مبدأ الدولة القوية والقادرة، المحتكرة لقدرة ومشروعية استخدام القوة على أرض لبنان». وأضاف: «نتطلع إلى اليوم الذي يصبح السلاح غير الشرعي، كل السلاح غير الشرعي، بإمرة الدولة وحدها من دون سواها. ونتطلع أيضا إلى اليوم الذي يعود فيه الجيش اللبناني إلى ثكناته، متفرغا للقيام بدوره المركزي في حماية حدود الوطن. وتبقى قوى الأمن الداخلي وحدها المسؤولة عن أمن كل لبناني ومقيم على الأراضي اللبنانية».
وبعد الاجتماع، نفى وزير الداخلية المعلومات التي أشارت إلى رفض دول عربية المشاركة في المؤتمر، وقال: «عقدنا الاجتماع مع سفراء الدول المعنية بمؤتمر روما، الذي حدّد موعد نهائي له في 15 مارس، وهو ما أعلنه السفير الإيطالي لكل الحاضرين»، مؤكدا: «ليس هناك أية دولة عربية رفضت، ربما قد تكون بعض الدول قد تمهلت في الإجابة».
وردا على سؤال عما إذا كان مؤتمر روما يؤكد سياسة النأي بالنفس لدى الحكومة، أجاب المشنوق: «بالتأكيد، سيكون هناك كلام سياسي، فنحن في الحكومة سياستنا واضحة، وإذا كان هناك من نقاش سيكون حول سياسة الحكومة؛ لأن النأي بالنفس يحتاج أيضا إلى حماية أمنية وقدرة للقوى الأمنية على أن تسيطر على كل الأراضي اللبنانية، وهذا المؤتمر هو واحد من مؤتمرين سياسيين، إذ سيأتي بعده مؤتمر (سيدر – 1) الذي سيتم خلاله البحث في الشأن السياسي بشكل أوسع بكثير من مؤتمر روما».
وكان الاجتماع التحضيري قد عقد في السراي بدعوة من رئاسة مجلس الوزراء، وبرعاية مجموعة الدعم الدولية للبنان، بمشاركة وزيري الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، والدفاع الوطني يعقوب الصراف، وسفراء وممثلين لـ«جامعة الدول العربية»، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، و«اليونيفيل»، والولايات المتحدة الأميركية، وعدد من الدول العربية والأوروبية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.