الجيش المصري يعلن مقتل 16 «إرهابياً» وضبط 34 في ثالث أيام عملية سيناء

الرئاسة: الحرب ضد الإرهاب تتم بشكل متقدم ومكثف

TT

الجيش المصري يعلن مقتل 16 «إرهابياً» وضبط 34 في ثالث أيام عملية سيناء

أعلن الجيش المصري، أمس، القضاء على 16 «إرهابياً» وضبط 34 آخرين، وتدمير 66 هدفاً، في ثالث أيام «العملية الشاملة - سيناء 2018»، التي تشارك فيها القوات الجوية والبحرية وقوات حرس الحدود والشرطة، لتطهير شبه جزيرة سيناء من الجماعات الإرهابية المنتشرة هناك.
ويعد هذا أول إعلان يتضمن نتائج للعملية العسكرية، التي انطلقت يوم الجمعة الماضي، قبل نحو 3 أسابيع من انتهاء مهلة الثلاثة أشهر التي حددها الرئيس عبد الفتاح السيسي لاستعادة الأمن في سيناء.
وجاء في البيان (رقم 4)، للقوات المسلحة، أن القوات الجوية قامت باستهداف وتدمير 66 هدفاً وثلاثة مخازن للمواد المتفجرة والعبوات الناسفة و11 سيارة دفع رباعي و31 دراجة نارية في مداهمات تركزت بالأساس في سيناء، لكنها تضمنت أيضاً مناطق في دلتا النيل والصحراء الغربية.
وكان السيسي، الذي يخوض الانتخابات الرئاسية نهاية الشهر المقبل، قد أصدر يوم 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أوامره للجيش ووزارة الداخلية باستخدام «كل القوة الغاشمة» لتأمين شبه جزيرة سيناء خلال ثلاثة أشهر. وجاء ذلك بعد هجوم على مسجد في شمال سيناء أسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص. وتستهدف جماعات متشددة، بايعت تنظيم داعش الإرهابي، قوات الأمن المصرية بشكل مكثف منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، في يوليو (تموز) 2013.
وجاء في البيان، أمس، أن القوات الجوية قامت بـ«استهداف وتدمير عدد 66 هدفاً تستخدمه العناصر الإرهابية في الاختفاء من أعمال القصف الجوي والمدفعي والهروب من قواعد تمركزها أثناء حملات المداهمة».
وأعلن بيان الجيش أيضاً القضاء على 16 عنصراً تكفيرياً والقبض على أربعة أفراد من العناصر الإرهابية أثناء محاولتهم مراقبة واستهداف القوات بمناطق العمليات، وضبط 30 مشتبهاً بهم. كما تم «اكتشاف وتدمير مركز إعلامي عثر بداخله على العديد من أجهزة الحواسب الآلية ووسائل الاتصال اللاسلكية والكتب والوثائق والمنشورات الخاصة بالفكر الجهادي».
وأضاف البيان العسكري أنه تم «اكتشاف وتدمير عدد 6 مزارع لنباتي البانجو والخشخاش المخدرين بمساحة إجمالية تقدر بنحو 20 فداناً».
وأوضح العقيد تامر الرفاعي، المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة، أن حاملة المروحيات ميسترال، التي اشترت القاهرة اثنتين منها من فرنسا عام 2015، تشارك في إنزال المجموعات القتالية لعناصر الوحدات الخاصة البحرية على ساحل العريش، عاصمة محافظة شمال سيناء، لتنفيذ أعمال تمشيط، بالتزامن مع قيام عناصر حرس الحدود والشرطة بأعمالها في تكثيف إجراءات تأمين الأهداف الحيوية والمرافق العامة وتنظيم الكمائن الثابتة والمتحركة بمناطق مكافحة النشاط الإرهابي بالظهير الصحراوي في صعيد مصر، وعلى الطرق والمدقات والدروب الجبلية على الاتجاهات الحدودية الجنوبية والغربية لإحباط أي محاولة لاختراق الحدود الدولية.
وصرح الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، بأن حركة الملاحة في القناة تعمل بانتظام تام، حيث شهدت القناة عبور 143 سفينة بإجمالي حمولات 10 ملايين و400 ألف طن على مدار ثلاثة أيام منذ بدء العملية الشاملة (سيناء 2018) وحتى أمس. وأكد الفريق مميش «كفاءة إجراءات التأمين التي تقوم بها القوات المسلحة بكافة أفرعها براً وبحراً وجواً مدعومة بقوات الأمن الداخلي».
من جهته، قال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن الحرب ضد الإرهاب مستمرة في سيناء منذ فترة، ولكن بشكل متقدم ومكثف حالياً، والجولة الحالية هي استكمال وامتداد لسلسلة من الجولات السابقة حملت اسم «حق الشهيد»، مضيفاً: «أنها مبنية على نجاحات سابقة من المواجهة مع الجماعات الإرهابية في سيناء، لتصبح حالياً ذات إطار شامل ومكثف». وأوضح السفير راضي، أن «استخدام القوة الغاشمة القوية ضد الإرهاب يأتي بالتوازي مع دوران عمليات التنمية في كافة القطاعات، ومع اختلاف ترتيب الأولويات».
ودعا وزير الخارجية المصري سامح شكري، المجتمع الدولي، لتبني استراتيجية جادة للقضاء على تلك الظاهرة البغيضة، وقال عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أمس: «أعلنا عن عزمنا اقتلاع جذور الإرهاب في بلادنا، وسنمضي بكل جدية نحو تحقيق هذا الهدف، وطالبنا المجتمع الدولي بتبني استراتيجية جادة وحازمة للقضاء على تلك الظاهرة البغيضة، وننتظر من شركائنا موقفاً مماثلاً». وأكد الوزير أن «تضحيات القوات المسلحة والشرطة في المعركة ضد الإرهاب دليل قاطع على أن مصر دولة مبادئ، تتسق مواقفها المعلنة مع حقيقة نواياها».
في السياق ذاته، دعا الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، جموع الشعب إلى التكاتف بكل قوة خلف القوات المسلحة والشرطة، وتقديم كل سبل الدعم والمساندة في حربها الشاملة ضد «جماعات الضلال والإرهاب»، مؤكداً أن «الجماعات الإرهابية لن تثني الشعب المصري عن الاستمرار في حربه لاستئصال جذور الإرهاب السرطانية».
وقال في رسالة وجهها أمس لجنود القوات المسلحة والشرطة: «نقف معكم في خندق واحد في مواجهة جماعات الإرهاب والضلال والغدر في حربكم الشاملة لاستئصال جذورها الشيطانية». وأكد المفتي أن «الإسلام بريء من هؤلاء الإرهابيين الآثمين الذين يعيثون في الأرض فساداً»، مطالباً بالتصدي بكل قوة وحسم لكل من تسول له نفسه الاعتداء على أمن الوطن والمواطنين.



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».