الشرطة تؤجل إعلان توصيتها بمحاكمة نتنياهو بتهمة الفساد

تتجه نحو دعوة النيابة إلى تقديم لائحة اتهام ضده بشبهات تلقي رشوة

TT

الشرطة تؤجل إعلان توصيتها بمحاكمة نتنياهو بتهمة الفساد

قرر المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، روني الشيخ، تأجيل تقديم التوصيات بتوجيه لائحة اتهام ضد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في الملفين 1000 والملف 2000، وذلك بسبب التصعيد الذي تشهده الحدود الإسرائيلية السورية. لكن مقرباً منه أكد أن هذا التأجيل سيكون لأيام معدودة، ولن يؤثر على مضمون التوصيات التي باتت جاهزة.
وكان مقرراً أن يخرج كبار ضباط الشرطة من اجتماعهم، أمس الأحد، بتوصيات أن يجري تقديم نتنياهو إلى القضاء وفق بنود اتهام شديدة بتلقي الرشوة. لكن العديد من الضباط قالوا إنه من غير المناسب نشر التوصيات في ظل التصعيد الحالي مع سوريا. فالإسرائيليون موحدون اليوم وراء نتنياهو في مواجهة التهديدات الإيرانية، ووقوف الشرطة ضده سيستغل من أنصار نتنياهو لتأليب الرأي العام. وقال أحدهم: «غداً قد تظهر شعارات في الشوارع تقول: إن إيران وشرطة إسرائيل ضد نتنياهو».
وكان الشيخ، قد عقد الأسبوع الماضي، جلسة مع مسؤولين كبار في الشرطة، وقرروا بالإجماع رفع توصيات إلى النيابة العامة بتقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو بشبهات قوية بالفساد، في إطار التحقيق بما يعرف إعلامياً بـ«الملف 1000». وأكد الشيخ أمامهم أن «شخصيات نافذة» في الحكومة لا تتردد في مهاجمة الشرطة على أساس فردي وعلى أساس مؤسسات، وتواصل مضايقة محققيها وتستخدم محققين خاصين من أوروبا، للتحري عنهم والإيقاع بهم في ورطات شخصية وتلفيق الاتهامات لهم.
يذكر أنه وعلى الرغم من التوتر العسكري مع إيران وسوريا، فقد شارك مئات الأشخاص في تل أبيب، وللأسبوع العاشر على التوالي، مساء السبت، في مظاهرة ضد الفساد السلطوي، ورفعوا لافتات تطالب الفاسدين بالاستقالة. وسار المتظاهرون باتجاه منزل صاحب أكبر شركات الغاز، كوبي ميمون، في جادة روتشيلد، وهم يرددون «الشعب يريد العدالة القانونية» و«مندلبليت، أنت دمية من قش»، و«المال والسلطة - دان شمرون». وفي المقابل، تظاهر عشرات المؤيدين لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. كما نظمت «الحركة من أجل جودة الحكم» مظاهرة وحدها في ساحة رابين، وبمشاركة 300 شخص. وفي بيتح تكفا، تظاهر المئات مع ميني نفتالي، المدير السابق لمنزل نتنياهو، الذي عاد للتظاهر أمام منزل مندلبليت. وجرت مظاهرات أخرى في القدس وبئر السبع والعفولة وروش بينا ومناطق أخرى في البلاد.
وتحدثت في مظاهرة تل أبيب عضو الكنيست ستاف شفير (المعسكر الصهيوني) التي تجرى تعليق مشاركتها في مداولات الكنيست ولجانها، لمدة أسبوع، بعد نعتها للنائب مكي زوهار (الليكود) بالفاسد. وأشارت شفير إلى التوتر الأمني والأحداث التي وقعت في شمال إسرائيل، ملمحة إلى أن نتنياهو يمكن أن يتخذ قراراته في الحرب من خلال رؤية مصلحة كرسيه وليس بالضرورة مصلحة إسرائيل العامة. وقالت: «كلنا نود الإيمان بأنه في هذا اليوم أيضاً، ستتخذ القرارات فقط من أجل الصالح العام».
وعكست بذلك تخوفات يجرى الحديث عنها في قيادة الجيش الإسرائيلي، حيث يقولون: «يجب منع نشوب حرب بكل قوة اليوم، لأن في قيادة إسرائيل السياسية يوجد من يشغله، أولاً وقبل كل شيء، معركته للبقاء في الحكم. ولذلك فمن المشكوك فيه أن تكون قراراته موزونة للصالح العام».
واقتبست شفير مما قاله نتنياهو قبل 10 سنوات، عندما كان رئيساً للمعارضة، عن التحقيقات ضد رئيس الوزراء آنذاك إيهود أولمرت، فقالت: «إن رئيس الوزراء الذي يغرق حتى الرقبة في التحقيقات لا يتمتع بتفويض عام وأخلاقي لاتخاذ القرارات، وهناك خوف حقيقي من أنه يتخذ القرارات، حتى الأمنية منها، من منطلق المصالح الشخصية».
كما تحدث في المظاهرة، الصحافي رون كوفمان وقائد منطقة القدس السابق، آريه عميت، والممثلة أورنا باناي، التي قالت إنها ترددت في الحضور بسبب الثمن المصاحب للمشاركة في المظاهرة. وقالت: «نحن الشعب ونحن لسنا المشكلة هنا، نحن الحل، وعلينا أن نقاتل ونسمع أصواتنا، حتى عندما يناط الأمر بدفع الثمن».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.