لندن تدعو إلى «تحقيق مستقل» حول أزمة الروهينغا

TT

لندن تدعو إلى «تحقيق مستقل» حول أزمة الروهينغا

دعا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أمس إلى «تحقيق مستقل» بشأن أزمة الروهينغا المسلمين بعد لقاء مع الرئيسة الفعلية لحكومة ميانمار أونغ سان سو تشي أمس في العاصمة نايبيداو. وزار جونسون لاحقا المنطقة التي تشهد أعمال العنف، مؤكدا أنه شدد على «أهمية فتح تحقيق شامل ومستقل حول أعمال العنف في ولاية راخين».
وجاء اللقاء بين جونسون وزعيمة ميانمار الحائزة على جائزة نوبل للسلام والتي تلطخت سمعتها دوليا جراء طريقة تعاطيها مع أزمة الروهينغا، في إطار جولة آسيوية مدتها أربعة أيام.
وناقشت سو تشي أمس مع جونسون «بانفتاح وود التطورات الأخيرة في ولاية راخين، بما في ذلك خطط استقبال العائدين الذين فروا» إلى بنغلاديش، وفقا لما أفادت وزارة خارجية ميانمار على موقع «فيسبوك» حيث نشرت صورا للقاء. وقبل المحادثات، ذكرت وزارة الخارجية البريطانية أن جونسون سيضغط من أجل «إنهاء المعاناة في راخين وعودة اللاجئين الطوعية والآمنة».
وكان جونسون زار أول من أمس مخيما للاجئين في منطقة كوكس بازار على جانب بنغلاديش من الحدود حيث لجأ نحو 700 ألف من الروهينغا هربا من الحملة الأمنية التي شنها جيش ميانمار بحقهم في ولاية راخين الشمالية في أغسطس (آب) الماضي. واتهمت الأمم المتحدة ميانمار بدفع الأقلية المسلمة إلى الفرار عبر الحدود في حملة تطهير عرقي، وهو ما تنفيه نايبيداو. ووقعت ميانمار وبنغلاديش اتفاقا لإعادة اللاجئين إلى شمال راخين. لكن عمليات إعادتهم لم تبدأ بعد. ويخشى الكثير من الروهينغا من العودة إلى البلد، حيث تعرضوا إلى العنف وعانوا التمييز لعقود على أيدي السلطات التي حرمتهم الجنسية. وبعضهم لم يعد لديه مكان يعود إليه جراء إحراق القرى خلال حملة الجيش الأمنية. وبعد زيارته الخاطفة لراخين واصل جونسون جولته الآسيوية في تايلاند التي تأتي في أجواء من انعدام ثقة ميانمار بالأسرة الدولية التي تتهمها بأنها مؤيدة للروهينغا.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.