السيسي يتلقى دعماً من حزب شفيق ... ولا مصالحات مع «الإخوان»

TT

السيسي يتلقى دعماً من حزب شفيق ... ولا مصالحات مع «الإخوان»

أعلن حزب «الحركة الوطنية» بمصر، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق، أحمد شفيق، أمس دعمه الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقررة في مارس (آذار) المقبل، بينما نفت مصادر رسمية وإخوانية لـ«الشرق الأوسط» أمس أي حديث عن مصالحة خلال الفترة المقبلة، مع الإخوان، التي تصنفها السلطات جماعة «إرهابية».
ويتوقع على نطاق واسع حسم السيسي الانتخابات في مواجهة موسى مصطفى موسى، رئيس حزب «الغد»، الذي سبق أن أعلن تأييده للسيسي؛ قبل أن يترشح في اللحظات الأخيرة. وسبق أن أعلن أحمد شفيق في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي اعتزامه الترشح للانتخابات، قبل أن يتراجع عن قراراه، وسط أنباء عن تعرضه لـ«ضغوط»، بحسب معارضين.
وأعلن حزب «الحركة الوطنية» عقب اجتماع بمقره أمس، في غياب شفيق، دعمه للسيسي. وقال الحزب: «عقب قرار الفريق أحمد شفيق، رئيس الحزب، بعدم الترشح، واستطلاع قواعدنا الحزبية بالمحافظات في المرشح الذي يرونه مناسباً لقيادة البلاد، جاءت نتائج الاستطلاعات جميعها وبنسبة زادت على 85 في المائة مدعمة لاختيار الرئيس عبد الفتاح السيسي وتأييد انتخابه لفترة رئاسية ثانية». ودعا الحزب المصريين إلى «ضرورة المشاركة في الانتخابات الرئاسية، وعدم الالتفات لدعوات المقاطعة» التي صدرت عن بعض التيارات والأحزاب السياسية. ودعت أحزاب وقوى سياسية لمقاطعة الانتخابات، مؤكدين أن المناخ العام في مصر لا يسمح بإجرائها، في ظل الحشد الإعلامي والحكومي لصالح السيسي، و«تخوين كل من يعارضه»، فضلا عن تراجع الحريات.
من جهة أخرى، نفت مصادر رسمية لـ«الشرق الأوسط»، وجود أي اتصالات أو مفاوضات مع قادة جماعة الإخوان المسلمين، لإجراء مصالحة معهم خلال الفترة المقبلة في مقابل تخليهم عن العمل بالسياسية، وأكدت المصادر أن «كل ما يثار حول هذا الشأن هو محض أكاذيب للترويج لعودة الجماعة، التي لفظها الشعب في 30 يونيو (حزيران) 2013 مرة أخرى».
وكان موقع «بلومبيرغ» الأميركي الشهير، قد نشر قبل يومين، تقريرا تحدث فيه عن مصالحة متوقعة بين الحكم في مصر وجماعة الإخوان يتم بموجبها إطلاق سراح قيادات الإخوان من السجون، مقابل ابتعاد الجماعة عن ممارسة السياسة. واستند التقرير إلى عدة مؤشرات، منها التغيرات التي حدثت في المؤسسة العسكرية مؤخرا بإعفاء كل من رئيس الأركان محمود حجازي من منصبه، ومدير المخابرات العامة خالد فوزي، ثم توقيف رئيس الأركان الأسبق سامي عنان.
وقبل أسبوعين أجاب الرئيس السيسي عن سؤال يتعلق بإمكانية الإفراج عن عناصر الإخوان في ولايته الثانية حال فوزه، قائلا: «نضطر إلى الحزم في التعامل مع من يهدد مصر بالإرهاب... الدولة لن تتعرض لأي شخص يريد أن يعيش بسلام وأمان ولا يريد الخراب للدولة، ولكن تلك الجماعات هي من بدأت بالخراب والدمار وتسعى لهدم الدولة، ونحن لم ولن نتركهم وذلك للحفاظ على الدولة». وأشار إلى أنه «على أتم استعداد أن يفرج عن هؤلاء الأشخاص ولكن بعد مطلب من المصريين، وبعد هذا المطلب لن أكون مسؤولا عن أي شيء بالدولة سواء كان أمنا وأمانا أو استقرارا».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.