كونتي يرفض الرحيل عن تشيلسي رغم استياء لاعبيه

كاهيل يحمّل اللاعبين مسؤولية هزائم الفريق... وتقارير عن تمسك النادي بمدربه

أزبيليكويتا مدافع تشيلسي واثق بقدرة فريقه (رويترز) - جانمات مدافع واتفورد يحرز هدفاً ضمن الرباعية التي هزت أرجاء تشيلسي (رويترز)
أزبيليكويتا مدافع تشيلسي واثق بقدرة فريقه (رويترز) - جانمات مدافع واتفورد يحرز هدفاً ضمن الرباعية التي هزت أرجاء تشيلسي (رويترز)
TT

كونتي يرفض الرحيل عن تشيلسي رغم استياء لاعبيه

أزبيليكويتا مدافع تشيلسي واثق بقدرة فريقه (رويترز) - جانمات مدافع واتفورد يحرز هدفاً ضمن الرباعية التي هزت أرجاء تشيلسي (رويترز)
أزبيليكويتا مدافع تشيلسي واثق بقدرة فريقه (رويترز) - جانمات مدافع واتفورد يحرز هدفاً ضمن الرباعية التي هزت أرجاء تشيلسي (رويترز)

كشفت تقارير إعلامية في بريطانيا أن الإيطالي أنطونيو كونتي، المدير الفني لنادي تشيلسي الإنجليزي لكرة القدم، يتمسك بالبقاء في منصبه رغم عدم شعور العديد من لاعبي فريقه بعدم الراحة حيال هذا الأمر. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن هناك حالة واسعة النطاق من التوتر وعدم الرضا داخل غرفة خلع ملابس تشيلسي، بيد أن كونتي يصر على أنه لن يقبل أي ضغط عليه من أجل الرحيل.
وكان كونتي قد اعترف مؤخرا بأنه لن يكون مدربا لتشيلسي في الموسم المقبل، ولكنه يرفض في الوقت نفسه الرحيل، مفضلا أن يكون تقرير مصيره بيد مالك النادي، رجل الأعمال الروسي رومان إبراموفيتش. وبالإضافة إلى الصراع الذي يخوضه للحفاظ على بقائه في منصبه، يواجه كونتي معركة أخرى تتمثل في استرضاء بعض نجوم الفريق الذين سئموا من طريقة عمله. ويجد بعض اللاعبين تدريبات كونتي مكررة ورتيبة، فيما أبدى البعض الآخر امتعاضهم من المزاج السيئ للمدرب الإيطالي.
ودخل كونتي في حوار صاخب وعنيف مع لاعبيه في غرفة خلع الملابس عقب سقوطهم بثلاثية أمام بورنموث الأسبوع الماضي، طبقا لما روته الصحيفة البريطانية. وأعربت مجموعة من لاعبي تشيلسي عن استيائهم من الجدول الزمني المزدحم للتدريبات، مشيرين بأصابع اللوم والاتهام إلى مدربهم. وبالفعل عانت صفوف نادي تشيلسي في الفترة الأخيرة من العديد من الإصابات العضلية هذا الموسم، مما يدل على أن اللاعبين يتعرضون لحمل زائد في التدريبات.
وجاء رد كونتي على هذه الانتقادات سريعا الثلاثاء بمنح الفريق عطلة لثلاثة أيام، وهي فرصة له شخصيا لالتقاط الأنفاس. ويلعب تشيلسي مباراته المقبلة يوم الاثنين المقبل، عندما يستضيف على ملعبه منافسه ويست بروميتش. ويدرك مجلس إدارة نادي تشيلسي أن رحيل كونتي لا مفر منه، ولكنه يفضل الانتظار حتى نهاية الموسم للإعلان عن الانفصال رسميا، خصوصا أن الفريق يصارع من أجل إنهاء الدوري الإنجليزي في المربع الذهبي، كما لا يزال أمامه منافسات أخرى في بطولتي دوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم.
تأتي هذه التطورات في الوقت الذي كشفت فيه وسائل إعلامية محلية أن المدرب الإيطالي سيواصل عمله مع تشيلسي، أقله على المدى المنظور، وذلك بعدما قرر مالك النادي الملياردير الروسي رومان إبراموفيتش منحه فرصة.
وبدا مستقبل المدرب الإيطالي في مهب الريح بعدما مني تشيلسي بهزيمتين على التوالي في الدوري الممتاز أمام بورنموث على أرضه (صفر - 3)، وواتفورد (1 - 4)، لا سيما أن إبراموفيتش معروف بأنه غير متسامح مع المدربين، بصرف النظر عن الألقاب التي سبق لهم تحقيقها مع النادي. لكن التقارير الصادرة عن وسائل الإعلام البريطانية مساء أول من أمس (الثلاثاء) أشارت إلى أن كونتي سيكون بصحبة الفريق عندما يتواجه الاثنين مع وست بروميتش ألبيون في المرحلة السابعة والعشرين من الدوري الذي يحتل فيه النادي اللندني المركز الرابع الأخير المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا بفارق نقطة فقط أمام جاره توتنهام ومثلها خلف ليفربول الثالث.
وكشفت وسائل الإعلام البريطانية أن مستقبل كونتي لم يكن مدار بحث في الاجتماع الذي عقد الثلاثاء بين عدد من أعضاء مجلس إدارة النادي اللندني الذي خرج من نصف نهائي مسابقة كأس الرابطة المحلية على يد جاره آرسنال، بينما لا يزال مشاركا في مسابقة الكأس، حيث يلتقي مع هال سيتي في 16 من الشهر الجاري في دور الستة عشر.
وتنتظر كونتي ورجاله مهمة صعبة في دور الستة عشر بدوري الأبطال في مواجهة برشلونة متصدر ترتيب الدوري الإسباني، الذي سيحل ضيفا في ستامفورد بريدج في 20 من الشهر الجاري، قبل أن يستضيف مباراة الإياب على ملعبه كامب نو في 14 الشهر المقبل. ويعتقد بأن مدرب برشلونة السابق لويس إنريكي أبرز مرشح لتسلم الإشراف على تشيلسي في حال قرر الأخير التخلي عن كونتي العازم على مواصلة مشواره مع الفريق وعدم التقدم باستقالته من المنصب الذي تسلمه في صيف 2016، وذلك بحسب وسائل الإعلام المحلية.
ولم يتوان كونتي في الأسابيع القليلة الماضية عن انتقاد إدارة النادي وفلسفتها في سوق الانتقالات، كما أنه أعرب عن امتعاضه منها، لأنها لم تصدر أي بيان دعم له عندما وجهت إليه الانتقادات بسبب النتائج المتأرجحة للفريق منذ بداية العام الجديد (حقق فوزا واحدا في الدوري خلال 2018)، وفي ظل الحديث عن إمكانية إقالته من منصبه رغم نجاحه في قيادة الفريق إلى لقب الدوري في موسمه الأول معه، كان قلب الدفاع غاري كاهيل من المدافعين القلائل عن المدرب الإيطالي، معترفا بأن يجب تحميل المسؤولية للاعبين عن الأداء الذي قدمه الفريق في مباراة الاثنين ضد واتفورد.
وفي حديث لصحيفة «لندن إيفنينغ ستاندارد»، قال كاهيل: «مهما كان القرار الذي سيصدر (عن الإدارة بشأن كونتي)، يتوجب على اللاعبين تحمل المسؤولية. المدرب قام بعمل مذهل»، مضيفا: «الشعور الذي يراودني حاليا هو الأسوأ منذ فترة طويلة. على صعيد الأداء، لم أتعرف على الفريق أو نفسي. كان سيئا للغاية. تشعر بانزعاج كبير عندما تخرج من أداء مماثل». وتابع: «يجب أن نبقى أقوياء. اختبرت هذا الأمر في السابق مع هذا النادي - يجب المحافظة على رباطة جأشنا». وقال كاهيل: «نحن نحتاج إلى البقاء أقوياء. سبق أن تعرضت لهذا الموقف مع النادي. يحتاج الأمر إلى التحلي بالهدوء. يتألم المرء بعد الخروج عقب مثل هذا الأداء».
وقال سيزار أزبيليكويتا، مدافع تشيلسي، إنه ينبغي التركيز على إنهاء المسابقة في المربع الذهبي كما يعتقد أنه لا يزال بوسع الفريق الفوز بلقب للكأس. وقال الإسباني أزبيليكويتا: «أنا متأكد أن هذا الفريق سيقاتل مجددا. لدينا ثلاثة أهداف سنحاول تحقيقها ويتبقى أمامنا ثلاثة أو أربعة أشهر». وأضاف: «أنا كلاعب أريد العودة إلى المران بأسرع شكل ممكن، وأعمل بجدية للاستعداد ليوم الاثنين والحصول على النقاط الثلاث واستعادة الثقة».
من جهة أخرى، قال تيبو كورتوا، حارس مرمى تشيلسي، إنه مستعد لتجديد عقده مع حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز رغم تعلق قلبه بالعاصمة الإسبانية مدريد لأسباب شخصية. ومنذ ظهوره مع تشيلسي في 2014 ارتبط الدولي البلجيكي بالانتقال إلى ريال مدريد، ورغم ذلك قال إن المفاوضات مع تشيلسي بشأن عقده الجديد أوشكت على الانتهاء وكل شيء يسير بشكل جيد وينتظر توقيع العقد.
وأبلغ كورتوا مجلة «سبورت فوت» البلجيكية: «اتفقنا على الاجتماع مجددا في فبراير (شباط)، لأن النادي كان مشغولا بأمور أكثر أهمية الشهر الماضي. لا أتعجل الأمر لأن عقدي الحالي مستمر حتى 2019. لا توجد أي مشكلات وسأجدد عقدي». وأضاف في إشارة إلى زميله البلجيكي: «أنا سعيد هنا وأرى أننا نسير في الطريق الصحيح ونسعى للفوز بالعديد من الألقاب. الإشارات إيجابية. هناك رغبة أيضا لتجديد عقد إيدن هازارد». وقضى كورتوا البالغ عمره 25 عاما ثلاثة أعوام على سبيل الإعارة من تشيلسي في صفوف أتلتيكو مدريد بين عامي 2011 و2014، ويقيم طفلاه في مدريد ويحرص على زيارة العاصمة الإسبانية بشكل دوري لرؤيتهما. وأضاف: «من المعروف أن ظروفي العائلية مرتبطة بمدينة مدريد. يعيش أطفالي هناك مع أمهما. هذا الوضع ليس دائما سهلا. قلبي في مدريد وهذا منطقي ومفهوم. في يوم ما سأعود إلى مدريد. أنا أعشق إسبانيا والمدينة التي قضيت فيها ثلاث سنوات رائعة».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».