يشرف رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح منذ الاثنين الماضي على تمارين عسكرية بالغة الأهمية، بحسب متتبعين، تجري بالحدود مع مالي، حيث تحركت وحدات الجيش بعتادها الثقيل إلى المنطقة، المعروفة بخطورتها أمنيا، بناء على تقارير تحدثت عن وجود عدد من قيادات «داعش»، ومن بينهم أبو بكر البغدادي في منطقة الساحل الأفريقي «حيث لجأ هربا من تضييق الخناق عليه في العراق وسوريا».
وقالت وزارة الدفاع إن «فكرة التمرين تتمثل في قيام كتيبة عسكرية بصد محاولة اختراق لحدودنا الوطنية، من قبل مجموعة معادية، (يقصد إرهابية)، وتم تنفيذ التمرين باحترافية عالية، تؤكد من جديد فاعلية التكوين، ونجاعة التدريب والتحضير القتالي على مستوى جميع وحدات هذا القطاع العملياتي. وقد حرص السيد الفريق قايد صالح، خلال أطوار التمرين، على ضرورة إيلاء التدريب العناية والاهتمام الكبيرين».
وإذا كان صالح قد كثف من زياراته في السنوات الأخيرة إلى مواقع الجيش بالحدود، فإن هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها في مناورات عسكرية تحاكي التصدي لجماعة متطرفة، تحاول التسلل عبر الحدود. وقد جاء ذلك بعد أن نشرت صحيفة «صن» البريطانية الأسبوع الماضي أن البغدادي «لاجئ حاليا في تخوم تشاد والنيجر وليبيا»، علما بأنه يجمع النيجر وليبيا حدود مع الجزائر يفوق طولها ألف كلم، ومنها تم تسريب مئات القطع من السلاح الحربي منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي عام 2011، كما دخل منها كثير من المتشددين، قتل بعض منهم في كمائن.
يشار إلى أن أكبر اختراق للحدود الجزائرية بالجنوب كان مطلع 2013؛ وذلك عندما دخل 30 متطرفا من الحدود المالية، واحتجزوا مئات الفنيين العاملين بمنشأة غازية، وانتهت العملية بتدخل القوات الخاصة الجزائرية، فقتل كل الإرهابيين، كما قتل فيها 29 فنيا أجنبيا.
وبخصوص العملية العسكرية بالجنوب، ذكرت وزارة الدفاع أنه «في إطار متابعة مدى تنفيذ برنامج سنة التحضير القتالي 2017 - 2018، أشرف السيد الفريق بمعية اللواء مفتاح صواب، قائد الناحية العسكرية السادسة (أقصى الجنوب)، على تنفيذ تمرين بياني بالرمايات الحقيقية، قامت به مفرزة من (الكتيبة 64 مشاة) مستقلة، مدعومة بمروحيات إسناد ناري، وهذا بميدان الرمي والمناورات التابع للقطاع العملياتي بعين قزام».
وأضافت الوزارة أن صالح، وهو أيضا نائب وزير الدفاع «زار الوحدات بحاسي تيريرين بالقطاع العملياتي إن قزام، على غرار القاعدة الجوية للانتشار التي دشنها السيد الفريق في السادس من مارس (آذار) الماضي، التي تساهم بشكل كبير في تسهيل تنقل الأفراد وتموين الوحدات، كما زار الكتيبة 70 مشاة مستقلة، حيث تابع عرضا شاملا حول مهامها ليلتقي بعد ذلك بأفراد هذه الوحدات».
وقال صالح في كلمة للجنود المشاركين في التمرين إنه «يولي شخصيا أهمية لمثل هذه اللقاءات الاتصالية المستمرة مع أفراد الجيش الوطني الشعبي حيثما كانت مواقعهم، باعتبارها عملا ميدانيا بالغ الأهمية، بل وبالغ الضرورة العملية والمهنية لأنه يمثل حرصا شديدا ما انفكت تبديه القيادة العليا للجيش، بخصوص مرافقة جميع الجهود المبذولة، ومتابعة تنفيذ جميع البرامج المتتالية والمتكاملة المتعددة المجالات والأهداف والأبعاد». وأضاف صالح موضحا: «لقد انقضت سنة 2017، كما انقضت قبلها سنوات كثيرة أخرى، حرصنا فيها على أن تكون جميعها زاخرة بالعمل المتواصل والمثمر، ومليئة بالجهود المثابرة ومفعمة برغبة شديدة وملحة في تحقيق الأهداف المطلوبة، بفضل ما يحظى به جيشنا بجميع مكوناته من سند قوي ودعم متواصل من السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، وهو مسار عملي ناجح اتسم بالنهج الواقعي والعقلاني، وبالجدية في بلوغ الدرجات العليا من التميز العملياتي والقتالي لجميع مكونات قـواتنا المسـلحة، وهذا المسار الذي تم فيه الاعتماد على المعاينة الميدانية والمعيار التقييمي الموضوعي لما تحقق من إنجازات ماضية في مجالات المهنة العسكرية كافة».
واختتم صالح حديثه بحث جميع الأفراد العسكريين بأن يجعلوا من السنة الميلادية الجديدة 2018 محطة أخرى من محطات التطوير والتحديث، وفرصة متجددة لوضع لبنات قوية أخرى لإعلاء صرح الجيش الوطني الشعبي.
الجيش الجزائري يجري تمارين عسكرية بعد أنباء عن تسلل متطرفين
الجيش الجزائري يجري تمارين عسكرية بعد أنباء عن تسلل متطرفين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة