قال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس بأن بلاده مستعدة لاتخاذ موقف ضد العنف والإرهاب في المنطقة، في إشارة إلى متمردي تنظيم الدولة الإسلامية للعراق والشام (داعش) الذين يشنون هجمات في العراق.
وقال روحاني في كلمة نقلها التلفزيون الحكومي بأن «الجمهورية الإسلامية لن تقف مكتوفة الأيدي ولن تتسامح إزاء العنف.. لن نتسامح مع الإرهاب. وكما قلنا في الأمم المتحدة بأننا على استعداد لمحاربة العنف والتطرف والإرهاب في المنطقة والعالم الأوسع». وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) أن روحاني أعرب عن أسفه «لما يسود المنطقة من عنف وقتل وإرهاب وتشريد»، مؤكدا أن بلاده «ستكافح وتحارب بدورها العنف والتطرف والإرهاب في المنطقة والعالم». وأشار روحاني إلى أن المجلس الأعلى الإيراني للأمن القومي، سيعقد اجتماعا فوريا لاستعراض التطورات في العراق، والهجمات التي يشنها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وتساءل روحاني «لماذا تقوم جماعة متطرفة وإرهابية بمعاملة الناس بهذه الطريقة؟»، وأضاف: «لقد ارتكبت أفعالا وحشية في العراق وسوريا.. للأسف، هؤلاء الناس يدعون أنهم مسلمون». وأجبر هجوم داعش على محافظة نينوى في العراق نحو نصف مليون شخص من عاصمتها الموصل وحولها على الفرار، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة ومقرها جنيف. ولم يذكر روحاني تفاصيل عن التحركات التي قد تقوم بها إيران لدعم العراق. وحمل الرئيس الإيراني بعنف على الذين يقدمون الدعم إلى المتمردين عادا أنهم «يزرعون بذور العنف بنظريات سيئة». وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكد في اتصال هاتفي مع نظيره العراقي هوشيار زيباري دعم طهران «للحكومة والشعب العراقيين في مواجهة الإرهاب»، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية. وقال ظريف بأن «جمهورية إيران الإسلامية تدين قتل المواطنين العراقيين وتدعم الحكومة والشعب العراقيين للتصدي للإرهاب». وأكد الوزير الإيراني ضرورة «دعم فعلي دولي للحكومة العراقية للتصدي للإرهاب».
وحافظ المتمردون على زخم هجومهم في العراق وتقدموا نحو مناطق تبعد أقل من 100 كلم عن شمال العاصمة، في وقت أبدت بغداد انفتاحها على فكرة ضربات جوية أميركية لصد هذا الزحف المباغت. وفي خضم التطورات الأمنية المتسارعة، فرضت قوات البيشمركة الكردية أمس وللمرة الأولى سيطرتها بشكل كامل على مدينة كركوك المتنازع عليها بين العرب والأكراد بهدف حمايتها من أي هجوم محتمل، في تحرك لم يتضح ما إذا كان جرى بالتنسيق مع بغداد. وفيما يتوقع أن ينعقد مجلس الأمن الدولي اليوم لبحث الوضع في العراق، فشل البرلمان العراقي في تأمين النصاب اللازم لعقد جلسة يجري خلالها التصويت على إعلان حالة الطوارئ في البلاد. ويعتزم الجيش العراقي تخصيص قوات لحماية المزارات الشيعية في العراق.