تصريحات ابن كيران تزعج قيادات التحالف الحكومي في المغرب

تصريحات ابن كيران تزعج قيادات التحالف الحكومي في المغرب
TT

تصريحات ابن كيران تزعج قيادات التحالف الحكومي في المغرب

تصريحات ابن كيران تزعج قيادات التحالف الحكومي في المغرب

استبعد قيادي في حزب "العدالة والتنمية" المغربي، متزعم الائتلاف الحكومي، أن تؤثر تصريحات عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة السابق ضد قيادات أحزاب الأغلبية على تماسك حكومة سعدالدين العثماني، أو أن يكون لها تاثير سلبي داخل الحزب نفسه، بل توقع ان تعزز موقعه.
وقال بلال التليدي، عضو المجلس الوطني لـ "العدالة والتنمية"، لـ "الشرق الأوسط"، إن انتقادات ابن كيران ضد كل من عزيز اخنوش الأمين العام لحزب "التجمع الوطني للأحرار" وزير الفلاحة والصيد البحري، وهو أيضا رجل أعمال، وادريس لشكر الأمين العام لـ "الاتحاد الاشتراكي" جاءت في "سياق سياسي يتسم باستهداف حزب العدالة والتنمية سواء في قيادته الحكومية أو على مستوى الضغوط التي تمارسها الاغلبية من اجل فرض امر واقع يضر بسمعة الحزب وموقفه وهويته لا سيما في ما يتعلق بالقضايا الاجتماعية". واوضح التليدي ان انتقادات ابن كيران جاءت ايضاً "في سياق سياسي ظهرت فيه مجموعة من المؤشرات التي تذهب في اتجاه تبخيس القيادة الحكومية ممثلة في العثماني ومحاولة صناعة رئيس حكومة جديد بديلاً عن رئيس الحكومة الفعلي (في اشارة الى اخنوش) وهو ما كان يقتضي رداً سياسياً من الحزب".
وكان ابن كيران قد شن هجوماً غير مسبوق ضد اخنوش ولشكر، وقال في هذا الصدد: "على عزيز أخنوش أن يقول لنا من هي العرّافة التي قالت له من الآن إنه سيفوز بانتخابات 2021، ومن أعطاه الضمانة؟". وأضاف: "لا أعرف إن كان يريد أن يكرر التجربة الفاشلة والبائسة للحزب المعلوم (الأصالة والمعاصرة المعارض) أم لا،؟ اشتغل، ولا ترهبنا من الآن لأننا لا نخاف". وعدّ ابن كيران "زواج المال والسلطة خطراً على الدولة"، في المقابل قال عن لشكر، خلال المؤتمر العام لمنظمة شباب الحزب، انه يحتج بطريقة اقرب الى البلطجة داخل التحالف الحكومي، مقللا من اهمية حزبه "الذي لم يكمل فريقه النيابي إلا بصعوبة، ويفرض علينا إرادته".
في غضون ذلك، قال لشكر في تصريحات صحافية، إن "ابن كيران انتهى ولا يهمني تعليقه"، وأنه لن يرد على شخص ليس له أي دور. وزاد قائلاً: "ما يمكن أن يثيرني في الموضوع هو حضور الأمين العام الحالي، سعد الدين العثماني، وسماعه لهذا الكلام والتقريع في حلفائه بالأغلبية"، وهو ما قد يدفع الى مواجهة مع العثماني ومحاسبته على تلك التصريحات. إلا ان التليدي كان له رأي مخالف، وقال، ردا على سؤال حول ما اذا كانت انتقادات ابن كيران ستؤثر سلباً على التحالف الحكومي، إن ابن كيران "متحرر من أي موقع حكومي أو حزبي، وارتأى أن يعبّر عن موقفه بكل وضوح حتى يؤكد ان هوية الحزب لن تتغير وان مساره سيستمر رغم الضربات التي تلقاها". وتابع أنه "من الطبيعي ان تنزعج بعض القيادات الحكومية لأنه يمكن ان تقرأ في هذه التصريحات على انها محاولة لارباك التحالف الحكومي"، بيد انه بامكان هذه القيادات، بحسب التليدي، ان تستوعب انتقادات ابن كيران بشكل آخر وتتوقف عن ممارسة الضغوط على رئاسة الحكومة لدفعها لتقديم تنازلات كبيرة. وزاد موضحاً: "لا يستطيع الحلفاء أن يدفعوا في اتجاه محاسبة القيادة الحكومية على تصريحات ابن كيران"، مستحضراً في هذا الشان الانتقادات الشديدة التي يوجهها يونس مجاهد الناطق باسم حزب "الاتحاد الاشتراكي" لحزب "العدالة والتنمية" على رغم ان حزبه مشارك في الحكومة.
وبشان الموقف الداخلي للحزب من تصريحات ابن كيران التي عاد بها لتصدر المشهد السياسي، استبعد المسؤول الحزبي حدوث تنسيق بين ابن كيران والعثماني بهذا الشان. وقال إن "الحزب لم يعتد لغة توزيع الادوار بل دأب على تحمل مسؤوليته في التعبير عن مواقفه"، مستبعداً أيضاً أن تحدث مواقف متباينة بين قيادات الحزب نفسه بشأن تلك التصريحات لانها " في مجملها تصب في اتجاه تقوية الموقع التفاوضي للحزب سواء على المستوى السياسي أو تدبير علاقته مع حلفائه"، على حد قوله.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».