شارك الآلاف في المسيرة التي نظمت في مدينة جرادة (شرق البلاد) بعد ظهر أمس، واستمرت حتى قرابة غروب الشمس. وتجمع الآلاف من السكان في ساحة البلدية بوسط المدينة، التي غيّر المحتجون اسمها إلى «ساحة الشهداء»، ورددوا شعارات أبرزها «الشعب... يريد... بديل اقتصادي».
وعرفت المدينة التي تشهد احتجاجات متواصلة منذ أكثر من شهر، ارتفاعاً في حدة التوتر منذ يوم الخميس الماضي، على إثر وفاة شخص في انهيار منجم تقليدي لاستخراج الفحم. تجدر الإشارة إلى أن الاحتجاجات انطلقت نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعد حادث مماثل قتل فيه شقيقان. ومع وقوع الحادث الأخير، يصل عدد قتلى الاستغلال العشوائي لمناجم الفحم في المدينة إلى 44 شخصاً.
ويطالب المحتجون في مدينة جرادة بثلاثة مطالب رئيسية، أولها إيجاد بديل اقتصادي بسبب إغلاق شركة «مفاحم المغرب» المستغلة لمناجم الفحم التي أغلقت منذ سنة 2001. ويتعلق المطلب الثاني بإعفاء السكان من أداء فواتير الماء والكهرباء باعتبار أن المدينة تضم محطة حرارية لإنتاج الكهرباء. أما المطلب الثالث، فيتعلق بمحاسبة المسؤولين عن إغلاق شركة الفحم والتصرف في ممتلكاتها.
وعرفت مدينة جرادة، أمس، تعزيزات أمنية، خصوصاً حول مقر الشرطة على الشارع الرئيسي في المدينة، الذي عبرته المظاهرة في اتجاه ساحة البلدية دون حدوث أي احتكاك مع قوات الأمن. وشكلت الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني إلى المنطقة محور الكثير من الكلمات التي ألقيت خلال تظاهر المحتجين في ساحة البلدية. ودعا المتحدثون العثماني إلى عدم القدوم لجرادة إن لم يأتِ بحلول ملموسة لمطالب السكان، وبخاصة فيما يتعلق بالاستثمارات من أجل التشغيل، وأيضاً بالإعفاء من فواتير الكهرباء، مشيرين إلى أن جميع مدن العالم التي توجد فيها محطات لإنتاج الطاقة تستفيد من امتيازات استثنائية. كما طالب المحتجون بتوفير العلاج للمصابين بـ«مرض المناجم» (السيليكوز)، وتعويض السكان عن الأضرار الصحية والبيئية الناتجة من نشاط محطة توليد الكهرباء.
وسبق لوزير الطاقة والمعادن، عزيز الرباح، ووزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، أن زارا المدينة منذ اندلاع الاحتجاجات، والتقيا بممثلي المحتجين وبالهيئات الحقوقية والسياسية والمجتمع المدني في المدينة. وناقشا المطالب مع السكان. وتعهد وزير الطاقة والمعادن بتحقيق الكثير من المطالب التي تدخل في نطاق اختصاصاته ونقل باقي المطالب للحكومة، غير أنه تحفظ بخصوص مطلب التسعيرة الامتيازية للطاقة الكهربائية. أما أخنوش، فتعهد بدعم التنمية الفلاحية، وتجهيز نحو 700 هكتار من الضيعات الفلاحية بقنوات الري.
في غضون ذلك، أدخلت الحكومة اختصاصات جديدة إلى المستشفى المحلي في جرادة، منها تخصصي أمراض القلب والأمراض التنفسية.
المغرب: الآلاف يتظاهرون في جرادة للمطالبة ببديل اقتصادي
بعد زيارة الوزيرين الرباح وأخنوش... المدينة المنجمية تنتظر العثماني
المغرب: الآلاف يتظاهرون في جرادة للمطالبة ببديل اقتصادي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة