«رئاسية مصر»: «بلاغات واتهامات بالخيانة» تطارد الداعين إلى «المقاطعة»

«الوطنية للانتخابات» تنتهي من فحص أوراق السيسي وموسى اليوم

«رئاسية مصر»: «بلاغات واتهامات بالخيانة» تطارد الداعين إلى «المقاطعة»
TT

«رئاسية مصر»: «بلاغات واتهامات بالخيانة» تطارد الداعين إلى «المقاطعة»

«رئاسية مصر»: «بلاغات واتهامات بالخيانة» تطارد الداعين إلى «المقاطعة»

في الوقت الذي تختم «الهيئة الوطنية للانتخابات» في مصر، اليوم (الاثنين)، مراجعة وفحص أوراق المرشحَين الوحيدين للرئاسة، وهما الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، ورئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى، تمهيداً لإصدار قائمة نهائية، اتهم الأخير قيادات «الحركة المدنية الديمقراطية» الداعية لمقاطعة الانتخابات بـ«الخيانة»، متعهداً بمحاكمتهم حال فوزه بالانتخابات، وذلك بعد أيام من تقدم محامٍ ببلاغ للنائب العام ضد أعضاء الحركة ونسب إليهم «محاولة الانقلاب على نظام الحكم القائم».
وقال موسى، الذي ترشح للانتخابات في آخر أيام التقدم، وأسس قبل ذلك حملة لتأييد منافسه السيسي لفترة رئاسية ثانية، في تصريحات تلفزيونية، مساء أول من أمس، إن أعضاء «المدنية الديمقراطية» كلهم «شنّعوا بصورة مصر في الخارج، بما يدخل تحت باب الخيانة العظمى»، معلناً نيته تقديمهم إلى «المحاكمة» حال فوزه.
ومن المقرر أن تعلن «الوطنية للانتخابات» القائمة النهائية لأسماء المرشحين للانتخابات ورموزهم يوم 24 فبراير (شباط) الجاري، على أن تُجرى عملية التصويت على مدار 3 أيام بالنسبة إلى المصريين في الداخل تبدأ في 26 مارس (آذار) المقبل، على أن يسبقها تصويت المصريين في الخارج لمدة 3 أيام أيضاً تبدأ في 16 من الشهر نفسه.
وقال عادل عصمت المتحدث الرسمي باسم حملة تأييد المرشح موسى مصطفى موسى، إن موقفهم منحاز إلى «رفض المقاطعة، والدعوة إلى الانخراط والمشاركة في العملية السياسية».
وكانت «المدنية الديمقراطية» قد دعت في أعقاب إغلاق باب الترشح للانتخابات الرئاسية، المصريين إلى مقاطعة الانتخابات التي اعتبرتها «منقوصة الضمانات».
ومن بين أبرز المشاركين في إعلان موقف المقاطعة، المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، والرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات هشام جنينة، والمرشح السابق خالد علي، فضلاً عن 7 أحزاب ونحو 150 من السياسيين المصريين.
وفي أول ظهور رسمي للرئيس عبد الفتاح السيسي بعد الدعوة إلى المقاطعة، تحدث بلهجة غير مسبوقة، مخاطباً بحدة مَن وصفهم بـ«الأشرار». وندد بمحاولات البعض تكرار «ما حدث قبل 7 سنوات»، في إشارة على الأرجح إلى «ثورة 25 يناير (كانون الثاني)».
ويحق لنحو 60 مليون مصري المشاركة في التصويت خلال الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في نهاية مارس المقبل، غير أن نسب المشاركة في الاستحقاقات السابقة لم تتجاوز 51% في أعلى نسبة مشاركة خلال انتخابات الإعادة عام 2012.
ولم يكن تعهُّد المرشح الرئاسي موسى، هو الأول من نوعه الذي ينال من الداعين إلى المقاطعة، إذ سبق أن تقدم المحامي محمد سالم، ببلاغ للنائب العام المصري يتهم فيه قيادات «المدنية الديمقراطية» بـ«إثارة الرأي العام، والتحريض ضد الدولة، والإساءة لمؤسساتها في الداخل والخارج، والفتنة بين الشعب، وشن حملة تشويه متعمدة للإضرار بالأمن والاقتصاد القومي المصري».
من جهته، رفض المتحدث باسم «المدنية الديمقراطية»، يحيى حسين عبد الهادي، التعليق على الدعوة لمحاكمة قيادات الحركة والبلاغات المقدمة ضدهم، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنها «تصدر من شخصيات غير معروفة لدينا، غير أننا وفي الوقت نفسه نعتمد في مواقفنا على التحدث إلى القائمين حقيقة على مقاليد الأمور في البلاد، ومن بيدهم إصدار القرارات والقوانين».
وشهدت الانتخابات سلسلة طويلة من إعلان النيات لخوض السباق الرئاسي والتراجع عنها، والتي بدأت برئيس وزراء مصر الأسبق أحمد شفيق، ثم النائب البرلماني السابق أنور السادات، وكذلك فعل المحامي خالد علي، ورئيس حزب «الوفد» السيد البدوي الذي رفض حزبه ترشحه وأعلن تأييد السيسي، فضلاً عن خروج رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق سامي عنان من الساحة بعد اتهامه رسمياً بـ«تزوير أوراق ترشحه، والتهرب من الاستدعاء العسكري، والتحريض على الجيش».
وأصدر أستاذ العلوم السياسية حازم حسني، الذي اختاره المرشح المستبعد سامي عنان نائباً محتملاً له حال فوزه بالرئاسة، بياناً قال فيه إنه ورغم إصدار قرار بحظر النشر في القضية التي يخضع عنان للتحقيق بموجبها، فإن هناك ما وصفه بـ«حملة للتشهير المجاني برجل كان رئيساً لأركان الجيش المصري لنحو 7 سنوات»، معتبراً أن «عنان لم يعلن الترشح، بل أشار إلى اعتزامه الإقدام على تلك الخطوة، مشروطاً بموافقة القوات المسلحة على وقف استدعائه».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».