غرق 90 مهاجراً قبالة ساحل ليبيا

بعد انقلاب قاربهم خلال محاولتهم الوصول لإيطاليا

مهاجرون غير شرعيين تم إنقاذهم يصلون إلى قاعدة بحرية في طرابلس - أرشيفية (أ.ف.ب)
مهاجرون غير شرعيين تم إنقاذهم يصلون إلى قاعدة بحرية في طرابلس - أرشيفية (أ.ف.ب)
TT

غرق 90 مهاجراً قبالة ساحل ليبيا

مهاجرون غير شرعيين تم إنقاذهم يصلون إلى قاعدة بحرية في طرابلس - أرشيفية (أ.ف.ب)
مهاجرون غير شرعيين تم إنقاذهم يصلون إلى قاعدة بحرية في طرابلس - أرشيفية (أ.ف.ب)

قالت المنظمة الدولية للهجرة إن هناك مخاوف من غرق نحو 90 مهاجراً بعد أن انقلب قاربهم قبالة ساحل ليبيا في وقت مبكر اليوم (الجمعة).
وذكرت المنظمة، أن ثلاثة مهاجرين نجوا من الحادث، بينما جرفت المياه عشر جثث إلى الشاطئ.
وقالت أوليفيا هيدون، المتحدثة باسم المنظمة في اتصال من تونس إن الناجين أبلغوا عمال الإنقاذ بأن معظم المهاجرين كانوا باكستانيين، وأن المجموعة كانت في طريقها إلى إيطاليا من شمال أفريقيا.
وتابعت خلال حديثها الهاتفي لصحافيين في جنيف «قدّروا عدد الغرقى في حادث الانقلاب بتسعين غريقاً... لكن ما زال علينا أن نتأكد من عدد من فقدوا أرواحهم في المأساة».
وفي وقت سابق، قال مسؤولون أمنيون في زوارة بغرب ليبيا إن ليبيين اثنين وباكستانياً جرى إنقاذهم من القارب. وأضافوا أن عشر جثث انتشلت معظمها لباكستانيين، دون الإدلاء بمزيد من المعلومات.
وتقع زوارة قرب حدود ليبيا مع تونس، وهي موقع مفضل للمهاجرين بالقوارب.
وليبيا بوابة رئيسية للمهاجرين الذين يحاولون العبور إلى أوروبا عبر البحر، رغم أن الأعداد انخفضت بشدة منذ يوليو (تموز)؛ إذ بدأت الفصائل المسلحة والسلطات الليبية منع المهاجرين من المغادرة بعد ضغوط من إيطاليا والاتحاد الأوروبي.
ويعتقد أن ما يربو على 600 ألف شخص قاموا بالرحلة من ليبيا إلى إيطاليا خلال السنوات الأربع الماضية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.