توجه أوروبي لتحسين العلاقات مع موسكو

توجه أوروبي لتحسين العلاقات مع موسكو
TT

توجه أوروبي لتحسين العلاقات مع موسكو

توجه أوروبي لتحسين العلاقات مع موسكو

بدأ رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال، أمس (الثلاثاء)، محادثات في موسكو مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف، ليلتقي بعدها مع الرئيس فلاديمير بوتين. وتندرج الزيارة في إطار توجه أوروبي بات أكثر وضوحاً نحو إعادة العلاقات مع موسكو، رغم العقوبات الاقتصادية المتبادلة، والخلافات القائمة على خلفية الملف الأوكراني، خصوصاً بعد قيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم عام 2014.
وعبر رئيس الوزراء البلجيكي في أكثر من مناسبة عن تأييده لفكرة تحسين العلاقات بين بروكسل وموسكو، رغم استمرار التوتر، ورغبته في اتباع استراتيجية مختلفة، قائلاً إنه «يجب الإبقاء على قنوات حوار حقيقية مع الطرف الروسي، والاستماع إلى الطرف الآخر، مهما كانت الخلافات».
المحادثات وصفت بالصعبة، كما أنها لن تكون الأولى التي تجمع رئيس حكومة أو دولة في الاتحاد الأوروبي مع الرئيس الروسي، فقد سبق أن زار رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق ماتيو رينزي موسكو في مارس (آذار) 2015، كما تبعه عدد من الزيارات المتبادلة بين بوتين وعدد قليل من زعماء دول الاتحاد الأوروبي، ومن بينهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وخلال محادثات ميشال في موسكو، سيتم تبادل وجهات النظر حول قضايا إقليمية، مثل الوضع في سوريا وأوكرانيا، ومستقبل أوروبا، ومحاربة الإرهاب، وكذلك الهجرة. وتحتل العلاقات الثنائية بأطيافها المختلفة مكاناً هاماً أيضاً في المحادثات.
كما سيلتقي المسؤول البلجيكي كثيراً من مواطنيه الذين يستثمرون في روسيا، كما يلقي كلمة أمام طلبة المعهد العالي للدراسات الاقتصادية، وحسب مصادر حكومية: «سيحدثهم عن أوروبا، ربما بشكل مختلف عما يسمعونه في بلدهم».
إلى ذلك، أكدت وزارة الخارجية البلجيكية أن رئيس الدبلوماسية ديديه ريندرز سيقوم بزيارة مماثلة لموسكو وسوتشي الشهر المقبل لإجراء لقاء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وإطلاق اللجنة الاقتصادية الثلاثية بين بلجيكا ولوكسمبورغ وروسيا.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أعلن الاتحاد الأوروبي عن تمديد عقوباته الاقتصادية ضد موسكو حتى نهاية يوليو (تموز) 2018، وتطال العقوبات مصارف ومؤسسات في مجال الدفاع والشركات النفطية الروسية، كما تحظر على الأوروبيين القيام باستثمارات مالية في روسيا.
كما أعرب الجانب الأوروبي عن أسفه لعدم التطبيق الكامل لاتفاقات مينسك بشأن الهدنة. وأعطى قادة الاتحاد الأوروبي الضوء الأخضر لتمديد هذه العقوبات في أثناء قمة في بروكسل، مذكرين بشرطهم إحراز تقدم في تطبيق اتفاقات مينسك لرفعها. وكانت هذه العقوبات قد فرضت صيف 2014 في ذروة الأزمة الأوكرانية، بعد بضعة أشهر من ضم موسكو للقرم، الذي أعقبه هجوم المتمردين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، وردت موسكو يومها بفرض حظر على المنتجات الزراعية الأوروبية. وتتهم كييف والغرب روسيا بدعم المتمردين الانفصاليين، خصوصاً عبر تزويدهم بالأسلحة، وهذا ما تنفيه موسكو باستمرار.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».