السعودية والإمارات: سلامة لاعبينا في الدوحة على رأس أولوياتنا

اتحادا الكرة في البلدين تحفظا على القرار الآسيوي بمنع الملاعب المحايدة

السعودية والإمارات شددتا على سلامة لاعبيهما في الملاعب القطرية (أ.ف.ب)
السعودية والإمارات شددتا على سلامة لاعبيهما في الملاعب القطرية (أ.ف.ب)
TT

السعودية والإمارات: سلامة لاعبينا في الدوحة على رأس أولوياتنا

السعودية والإمارات شددتا على سلامة لاعبيهما في الملاعب القطرية (أ.ف.ب)
السعودية والإمارات شددتا على سلامة لاعبيهما في الملاعب القطرية (أ.ف.ب)

أعلن الاتحادان الإماراتي والسعودي لكرة القدم أمس (الأحد)، عن موافقتهما بشكل رسمي على مشاركة أنديتهما في بطولة دوري أبطال آسيا 2018، بعد رفض الاتحاد الآسيوي للعبة إقامة مواجهات الفرق الإماراتية والسعودية مع الأندية القطرية على ملاعب محايدة.
ونشر كلا الاتحادين بياناً رسمياً، أكدا من خلاله الرضوخ لقرار الاتحاد القاري للعبة رغم عدم قناعتهما به.
وأكد الاتحاد السعودي لكرة القدم عبر حسابه الرسمي على شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر»: «بناءً على القرار الصادر من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والقاضي بلعب الأندية السعودية والقطرية في دوري أبطال آسيا بنسخته للعام الجاري بنظام الذهاب والإياب في البلدين وعدم اللعب على ملاعب محايدة، عطفاً على التصويت الذي أجرته اللجنة التنفيذية للاتحاد، فإن الاتحاد السعودي لكرة القدم سيعمل على تسهيل مشاركته أنديته في البطولة انطلاقاً من قناعته بمبدئه الراسخ بالعمل على المرجعيات الرياضية الدولية رغم تحفظه الشديد على الآلية التي صدر بموجبها القرار».
وأشار اتحاد الكرة السعودية إلى أنه يتحفظ على القرار الصادر من اتحاد الكرة الآسيوي لعدة أسباب «بدءاً من توصية لجنة المسابقات برئاسة القطري سعود المهندي، والتي تؤكد عدم الحيادية في اتخاذ القرار، مروراً بعد الأخذ بتوصيات من اللجنة المحايدة التي تشكلت برئاسة نائب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم برافول باتيل، وشركة الدراسات الأمنية (كنترول ريسك) الأوروبية المستقلة، واللتين أوصتا بأن الأمور تفرض حتمية اللعب بملاعب محايدة وذلك بعد قناعتهما بالمبررات والشواهد التي قدمها الاتحاد السعودي خلال الاجتماع الذي عُقد في الرياض».
وقال البيان: «يؤكد الاتحاد السعودي لكرة القدم أن رغبته في الالتزام باللعب في الملاعب المحايدة ينطلق من حرصه على سلامة لاعبيه وهو ما لم ينتفِ بصدور القرار، حيث سيعمل مع المرجعيات الحكومية ذات الصلة على توفير كل المتطلبات التي تضمن سلامة الأندية المشاركة، وسيقدم كل سبل الدعم لها، حيث سيعقد اجتماعات تنسيقية مع مسؤوليها بهذا الخصوص».
من جانبه أوضح اتحاد الكرة الإماراتي، عبر موقعه الرسمي: «تلقّى الاتحاد الإماراتي لكرة القدم خطاباً رسمياً من الاتحاد الآسيوي، يفيد بصدور قرار اللجنة التنفيذية بخصوص مشاركة فرقنا بدوري أبطال آسيا لموسم 2018».
وأضاف البيان: «انطلاقاً من سياسة الدولة واحترامها للالتزامات والاتفاقيات كافة، ومنها الالتزامات والاتفاقيات الرياضية... فإن الاتحاد الإماراتي لكرة القدم سيقدم التسهيلات وسبل الدعم كافة لفرقنا المشاركة في دوري أبطال آسيا 2018، وذلك رغم تحفظنا الشديد على الطريقة والآلية التي صدر بها القرار وعدم الأخذ بتوصيات اللجنة المحايدة».
وتابع البيان: «لا بد من الإشارة إلى أن طلب الإمارات اللعب بملاعب محايدة جاء في ظل صعوبة اللعب في الدولة المجاورة، إذ رغب الاتحاد الآسيوي في دراسة الوضع وشكّل لجنة محايدة برئاسة برافول باتيل نائب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وكلّف شركة دراسات أمنية (كنترول ريسك الأوروبية المستقلة) لهذا الغرض، ما لاقى تجاوباً وتعاوناً إماراتياً كبيراً».
وشدد: «بعد زيارة وفدها، وافقت اللجنة المحايدة على طلبات وملاحظات الاتحاد الإماراتي لكرة القدم بصورة واضحة، وخرجت ببضع توصيات، منها أن الوضع يتطلب اللعب بملاعب محايدة، لكن اللجنة التنفيذية للاتحاد وفي خطوة مستغرَبة لم تأخذ بهذه التوصيات التي صدرت من اللجنة المحايدة التي شكّلها الاتحاد نفسه، وأصدرت قرارها باللعب بنظام الذهاب والإياب».
وختم البيان بالقول: «من منطلق الحرص على التعاون مع الاتحاد الآسيوي، نعلن عن مشاركة أنديتنا بدوري أبطال آسيا لموسم 2018 والتنسيق معها حول جميع التجهيزات الخاصة بذلك، وعقد اجتماع بهدف التواصل مع الاتحاد الآسيوي لتسخير الإمكانات كافة، وتوفير المشاركة الآمنة لسلامة البعثات الرسمية للفرق».
ورفض المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، طلب السعودية والإمارات بنقل مباريات أنديتهما بدوري أبطال آسيا أمام الأندية القطرية، إلى ملاعب محايدة.
وكشف مصدر بالاتحاد أن 16 عضواً صوّتوا ضد الطلب وأيّده 3 أعضاء، بينما امتنع عضو واحد عن التصويت، الذي أُغلق بعد تمرير الأصوات عبر حسابات البريد الإلكتروني الرسمية للأعضاء.
وكان المكتب التنفيذي بالاتحاد الآسيوي قد اجتمع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في العاصمة التايلاندية بانكوك بحضور السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، لمناقشة الطلب، ضمن جدول أعمال الاجتماع.
وقرر المكتب حينذاك الإبقاء على نظام البطولة وملاعبها دون تغيير، مع الموافقة على إرسال وفد برئاسة نائب رئيس الاتحاد الآسيوي برافول باتيل للالتقاء مع أطراف القضية، وإرسال تقرير بالأوضاع التي تأزمت بعد قطع الإمارات والسعودية العلاقات مع قطر مطلع يونيو (حزيران) الماضي، إلى جانب التعاقد مع شركة «كنترول ريسك» المعتمدة دولياً، لتقييم المخاطر الأمنية التي قدمها الجانب السعودي والإماراتي، لضمان الحياد واتخاذ القرار بشكل قانوني متكامل.
وتضمن تقرير باتيل، 3 توصيات تؤكد أن الواقع يفرض اللعب على ملاعب محايدة، وضرورة نقل أي اجتماع للجان الآسيوية إلى مقر الاتحاد في كوالالمبور.
وتوصلت شركة «كنترول ريسك» المختصة بإدارة الأزمات الدولية لوضع الحلول للقضية، إلى أن الملاعب المحايدة هي الحل الآمن في الوقت الراهن.
وحول مستقبل مباريات الأندية السعودية أمام نظيرتها الإيرانية، أكد المصدر: «ستبقى على حالها بملاعب محايدة لأن الأمور لم تتغير سياسياً وأمنياً للأفضل».
ومن المقرر أن تنطلق مباريات دور المجموعات في دوري الأبطال في 12 فبراير (شباط) المقبل.
وأوقعت القرعة، الدحيل القطري والوحدة الإماراتي في المجموعة الثانية، والسد القطري والوصل الإماراتي في المجموعة الثالثة، والهلال السعودي والريان القطري في المجموعة الرابعة.


مقالات ذات صلة

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (رويترز)

ماريسكا: تشيلسي لا ينافس على «البريميرليغ»

قال ماريسكا إنه ولاعبي تشيلسي لا يشعرون بأنهم دخلوا في إطار المنافسة على لقب «البريميرليغ» بعد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)

أموريم: يونايتد بكامل جاهزيته لمواجهة سيتي

ربما يستعين روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد بالمدافع المخضرم جوني إيفانز، عندما يسافر الفريق عبر المدينة لمواجهة مانشستر سيتي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير (إ.ب.أ)

بوستيكوغلو: توتنهام بحاجة للاعبين ملتزمين

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إنه لا يخشى انتقاد لاعبيه قبل مواجهة ساوثهامبتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أنطونيو كونتي مدرب نابولي (أ.ب)

كونتي: علينا مواصلة العمل

قال أنطونيو كونتي مدرب نابولي إنه يريد من الفريق رد الفعل نفسه الذي يقدمه عند الفوز.

«الشرق الأوسط» (نابولي)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».