البيت الأبيض يطلق حملة لتغيير قوانين الهجرة

اتهامات للإدارة باستخدام {أرقام مضللة} حول أعداد القادمين الجدد للولايات المتحدة

أميركيون يطالبون بتخفيف القيود المفروضة على الهجرة في لوس أنجليس بكاليفورنيا أول من أمس (أ.ف.ب)
أميركيون يطالبون بتخفيف القيود المفروضة على الهجرة في لوس أنجليس بكاليفورنيا أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

البيت الأبيض يطلق حملة لتغيير قوانين الهجرة

أميركيون يطالبون بتخفيف القيود المفروضة على الهجرة في لوس أنجليس بكاليفورنيا أول من أمس (أ.ف.ب)
أميركيون يطالبون بتخفيف القيود المفروضة على الهجرة في لوس أنجليس بكاليفورنيا أول من أمس (أ.ف.ب)

بعد إعلان البيت الأبيض مشروع قانون للحد من الهجرة إلى الولايات المتحدة؛ بهدف «ضمان أمن الشعب الأميركي»، بدأ البيت الأبيض حملة إعلامية في مختلف وسائل الإعلام لتغيير قوانين الهجرة.
لكن، شنّ قادة في الجناح اليميني في الحزب الجمهوري حملة ضد مشروع القانون، وقالوا: إنه لا يكفي لمنع دخول الإرهابيين الولايات المتحدة. يوم الجمعة، قالت لورا انغراهام، من قادة هذا الجناح: إن ترمب يريد «العفو عن كل مهاجر غير قانوني، ويريد فتح أبواب الولايات المتحدة للإرهابيين والمجرمين».
وانتقد مشروع القانون، أيضاً، لوبي «هيريتدج أكشن» اليميني، وقال: إنه «لا يكفي». ورحّب به ترحيباً حذراً السيناتوران الجمهوريان المحافظان: توم كوتون (ولاية أركنسا)، وديفيد بيردو (ولاية إنديانا).
وشنّ هجوماً على مشروع القانون مركز «كاتو» الجمهوري المعتدل. وقال بيان أصدره: «لا يوجد أي دليل بأن المهاجرين يضايقون المواطنين في الوظائف وفرص العمل». وأضاف البيان: «توضح الأرقام أن نسبة قليلة جداً من الذين يهاجرون إلى هنا يهاجرون بحثاً عن عمل. وفي كل الأحوال تشكل الهجرة السنوية نسبة 25 من مائة من نسبة واحد في المائة» من الأميركيين، وعددهم 325 مليون شخص. وأشار البيان إلى أن نسبة الهجرة أعلى في أستراليا، ونيوزيلندا، والنرويج، والسويد.
وبدأ البيت الأبيض أول من أمس توزيع بطاقات دعائية فيها: «كل سنة يدخل الولايات المتحدة مهاجرون يساوي عددهم عدد سكان واشنطن العاصمة. كل شهر يدخل الولايات المتحدة أقرباء مهاجرون يمكن أن يملأوا استاداً لكرة القدم».
يوم الأحد، قالت صحيفة «واشنطن بوست»: إن ترمب، عندما ينتقد «جين ايميغريشن» (الهجرة المتسلسلة) يربط بين الإرهاب، والجريمة، والهجرة القانونية، والهجرة غير القانونية، والسماح ببقاء مليون مهاجر غير قانوني شاب». تشير المجموعة الأخيرة إلى الذين دخلوا الولايات المتحدة مع آبائهم وأمهاتهم وكانوا صغاراً في السن.
وأضافت الصحيفة: إن قرابة مليون شخص يهاجرون إلى الولايات المتحدة كل عام عن طريق كفالة أقربائهم. وإن تعريف القريب، حسب القانون الأميركي، يشمل بطريقة مباشرة: الأزواج، والأولاد، والوالدين. ويشمل، بطريقة غير مباشرة، الإخوان والأخوات والأعمام والعمات، والأخوال والخالات، والأجداد والجدات، والأحفاد والحفيدات.
واتهمت الصحيفة البيت الأبيض بأنه «يستخدم أرقاماً مضللة». وأنه لا يشير، مثلاً، إلى أنه، كل عام، يموت في الولايات المتحدة مليونان ونصف مليون شخص.
ونظمت منظمات إسلامية ومنظمات لحقوق الإنسان مظاهرة أمام البيت الأبيض، أول من أمس، بمناسبة مرور عام على قرار ترمب بالحد من دخول المسلمين الولايات المتحدة. وتحدث في المظاهرة عدد من قادة هذه المنظمات، وقالوا: إن ترمب يخفي رغبته الحقيقية في منع دخول أي مسلم بحجة تعديل قوانين الهجرة، وبخاصة التي تتعلق بلمّ شمل العائلات؛ وذلك لأن نسبة كبيرة من الذين يستفيدون من هذا القانون يأتون من دول إسلامية.
في المظاهرة، قرأ عدد من المتطوعين تغريدات ترمب عن المسلمين، في موقع «تويتر»، منذ أن بدأ حملته الانتخابية لرئاسة الجمهورية في صيف عام 2015، واحدة من أوائلها عما وصفه بأنه ابتهاج فلسطينيين بهجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001، وواحدة من أواخرها، إشادته بمتطرف بريطاني غرد في موقع «تويتر» ضد المسلمين.
يوم الأحد، قالت وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية إن هذا الجدل حول دخول الأجانب، وبخاصة المسلمون، يمكن أن تحسمه المحكمة العليا (التي تفسر الدستور). وكانت المحكمة أعلنت أنها ستنظر في شهر أبريل (نيسان) المقبل في قرارات ترمب حول هذه الموضوع.
في سبتمبر الماضي، أيدت المحكمة العليا الأمر التنفيذي الذي كان أصدره ترمب بمنع دخول 24.000 لاجئ إلى الولايات المتحدة، رغم أن منظمات إنسانية أميركية تبنتهم، ورغم أن وزارة أمن الوطن قالت: إنهم لا يهددون الأمن الأميركي.
وقالت المحكمة إنها ستنظر، في وقت لاحق، في كل الأوامر التي أصدرها ترمب حول الهجرة، سواء دخول اللاجئين، أو منع دخول مواطني 8 دول إسلامية وغير إسلامية. في ذلك الوقت، قالت مصادر صحافية أمريكية إن من أسباب هذه المجادلات القانونية المعقدة عبارة «صلة حسن نية أميركية» التي استعملتها المحكمة العليا في حكمها الأول للذين يقدرون على دخول الولايات المتحدة. قالت المحكمة إن هذه العبارة معناها أي أجنبي يريد الدراسة في الولايات المتحدة، أو القيام بعمل تجاري، أو السياحة. وأيضاً، يدعوه مواطن أميركي من عائلته. لكن، حسب الصحيفة، نشبت مشكلات قانونية حول تعريف كلمة «العائلة». وقالت محاكم أقل درجة إنها تعني الأم والابن، والإخوان والأخوات، والأخوال والخالات، والأعمام والعمات. لكنها لا تعني الجد والجدة والحفيد والحفيدة.
في ذلك الوقت، أضافت محكمة استئناف في ولاية هاواي الجد والجدة والحفيد والحفيدة. لكن، استأنفت وزارة العدل، ووصل استئنافها إلى المحكمة العليا التي وقفت معها هذه المرة. ويتوقع أن تحسم المحكمة العليا هذا الموضوع، أيضا، في أبريل.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.