هيئة التفاوض السورية: القرار حول سوتشي بعد فيينا

TT

هيئة التفاوض السورية: القرار حول سوتشي بعد فيينا

ينتظر أن يعلن وفد هيئة التفاوض المنبثقة عن المعارضة السورية موقفه النهائي من المشاركة في مؤتمر سوتشي، عقب الجولة القادمة من المفاوضات برعاية أممية، التي تنطلق اليوم في فيينا. هذا ما أكده يحيى العريضي، الناطق باسم الهيئة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، في أعقاب محادثات أجراها الوفد في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وقال: أتينا إلى روسيا نحمل أجندتنا المتصلة برؤيتنا للحل السياسي، وقضايا أخرى ملحة حول الوضع داخل سوريا والمعاناة الإنسانية وملفات غيرها، وكنا نتوقع أن الروس لديهم في أجندتهم للمحادثات معنا، ملف واحد هو مؤتمر سوتشي. وأوضح العريضي أن الوفد طرح خلال محادثات استمرت أربع ساعات كل القضايا المتعلقة بالأزمة السورية وعملية التسوية. وقال: إن الجانب الروسي كان يستمع باهتمام للأفكار التي طرحها وفد المعارضة، لكنه لم يبدِ أي رد فعل أو مواقف حيال ذلك. وكشف عن اتفاق الجانبين على مواصلة التنسيق، وأن الخارجية الروسية أظهرت حرصاً على استمرار الاتصالات مع وفد الهيئة، موضحاً: «سيرسلون إلى فيينا نائب وزير الخارجية، وقالوا لنا إنه مفوض ويملك كامل الصلاحيات. وسيستمع لملاحظاتنا وأفكارنا خلال المفاوضات. ومن ثم سنتخذ القرار النهائي بشأن المشاركة في مؤتمر سوتشي لكن بعد انتهاء فيينا».
ورأى العريضي أن المحادثات في وزارة الخارجية الروسية، وإن لم تخلص إلى نتائج محددة، لكنها تشكل أهمية خاصة»، لافتاً إلى أن رئيس الوفد نصر الحريري سعى لتذكير الوزير لافروف بأن روسيا شاركت في صياغة بيان «جنيف - 1»، وأن هناك نقاطاً أساسية تقوم عليها القرارات الدولية الخاصة بالأزمة السورية، وتحديداً القرار 2254، الذي يشكل ركيزة للتسوية، وأن البيان وكل القرارات تنص على عملية الانتقال السياسي وتشكيل جسماً انتقالياً سياسياً، يكون مسؤولاً عن إيجاد بيئة آمنة للعملية الدستورية والانتخابات. وشدد العريضي على أن هذا الجسم الانتقالي هو من يجب أن يؤسس للحوار الوطني السوري - السوري.
كما طرح وفد المعارضة الملفات الإنسانية وملف المعتقلين، حسب قول العريضي، الذي أكد أن مسألة المعتقلين كانت رئيسية وتم بحثها مطولاً، وقال: إن الوفد طالب الجانب الروسي بتحمل مسؤوليته في هذا الشأن. كما توقف الوفد عند مسألة «الشروط المسبقة»، وأشاروا خلال المحادثات إلى أن روسيا التي تعلن رفضها الشروط المسبقة تقوم هي بوضع تلك الشروط عندما تحدد لوفد المعارضة ما يطرحه وما لا يطرحه «علما بأن الوفد ذاهب إلى عملية مفاوضات لتحقيق أهدافه». وأضاف أن المحادثات لم تخرج بشيء ملموس كنتائج، وعبر عن قناعته بأن «مؤدى النقاش أن التدابير الجارية الخاصة بتنفيذ بيان جنيف من الطبيعي أن تؤدي إلى التغيير»، وأكد «هذا هو الجانب الذي تمترسنا عنده». لافتاً إلى أن الروس استمعوا لكل ما طرحه الوفد، ووعدوا أخذ هذا كله بالحسبان، وهذا أمر طبيعي لأن «وفد الهيئة متمسك بالحل بموجب القرارات الدولية، ولا مفر لموسكو من تلك القرارات».
وإلى جانب اللقاءات مع المسؤولين الروس، التقى وفد المعارضة السورية خلال زيارته موسكو مع السفراء العرب في موسكو. وقال العريضي: إن اللقاء جرى بمبادرة سفير المملكة العربية السعودية في موسكو الدكتور رائد بن خالد قرملي. ولفت الحريري أمام سفراء 15 دولة عربية إلى أن موسكو تقول إنها متمسكة بتنفيذ القرار 2254 برعاية دولية، لافتاً إلى أنه إذا كان الأمر كذلك فهذا يعني أن مسار جنيف يجب أن يكون المكان المناسب للتنفيذ، محذراً من حرف العملية السياسية عن مسارها باتجاه عملية انتقائية، وأن تؤخذ محاور أو «سلال» منفردة، وقال: إن هذا أمر لا يستقيم، ولن يؤدي إلى الحل.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.