دبلوماسيون: روسيا تخشى رداً عسكرياً أميركياً في سوريا على خلفية الكيماوي

مندوبة واشنطن تتعهد باتخاذ «كل السبل المتوفرة» لمحاسبة المسؤولين

TT

دبلوماسيون: روسيا تخشى رداً عسكرياً أميركياً في سوريا على خلفية الكيماوي

تعهدت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، اللجوء إلى «كل السبل المتوافرة»، من أجل محاسبة المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيماوية في سياق الحرب السورية. بينما رفض نظيرها الروسي فاسيلي نيبينزيا «أي تسرع في الأحكام» على التقارير الأخيرة عن استخدام القوات النظامية بقيادة بشار الأسد غاز الكلور ضد المدنيين في الغوطة الشرقية، مطالبا بإنشاء لجنة تحقيق جديدة حيال استخدام الأسلحة المحرمة دوليا عوض آلية التحقيق المشتركة التي عطلتها بواسطة الفيتو في نهاية السنة الماضية.
وبطلب مستعجل من روسيا، عقد مجلس الأمن أمس (الثلاثاء) جلسة علنية من خارج جدول الأعمال شهدت صدامات كلامية بين المندوبين الغربيين من جهة والمندوب الروسي من الجهة الأخرى، على خلفية التقارير عن استخدام قوات الأسد غاز الكلور بين مدينتي حرستا ودوما.
وعلمت «الشرق الأوسط» من دبلوماسيين في مجلس الأمن بأن «روسيا طلبت عقد هذا الاجتماع لمجلس الأمن، بسبب خشية لديها من احتمال رد الولايات المتحدة عسكريا على التقارير المتزايدة عن استمرار استخدام الغازات الكيماوية والمواد السامة في سوريا».
وخلال الجلسة، قال نيبينزيا إن بلاده «تولي أهمية قصوى» من أجل «منع إنتاج واستخدام الأسلحة الكيماوية في الشرق الأوسط، وليس فقط في سوريا»، معتبرا أن آلية التحقيق المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية لتحديد المسؤولين عن استخدام هذه الأسلحة في سياق الحرب السورية. وإذ حمل بشدة على اجتماع باريس والشراكة الدولية لمنع الإفلات من العقاب على استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، طالب بإنشاء «لجنة تحقيق دولية احترافية لتحديد المسؤولين عن استخدام السلاح الكيماوي».
وردت المندوبة الأميركية عليه، فنددت بما سمته «تجرؤ روسيا على إعطاء محاضرات في ضرورة المحاسبة على استخدام السلاح الكيماوي بعدما عطلوا آلية التحقيق المشتركة»، معتبرة أن «روسيا متواطئة في الهجمات البربرية التي يشنها نظام الأسد ضد المدنيين». وأشارت إلى التقارير الأخيرة عن استخدام غاز الكلور في الغوطة الشرقية، في محاولة تستبق محاولاتها السيطرة على المنطقة. ورفضت أي مبادرة روسية، مبدية انفتاحا على عودة روسيا عن خطأ تعطيل آلية التحقيق المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية.
وأكد المندوب الفرنسي أن بلاده ترفض المبادرة الروسية التي تهدف إلى التغطية والتعمية عن الاجتماع الدولي الذي حصل في باريس.
وسألت «الشرق الأوسط» هايلي عما إذا كانت واشنطن ستستخدم القوة العسكرية ردا على استمرار استخدام الغازات السامة في سوريا، فاكتفت بأنه «يجب أن ننتظر ونرى».
وردا على سؤال، قال نيبينزيا لـ«الشرق الأوسط»: «لن نقبل بالتسرع في الأحكام على من يستخدم الأسلحة الكيماوية. نرفض التسرع كما يفعل زملاؤنا» الغربيون.
وكانت المندوبة الأميركية الدائمة أفادت أيضا في بيان بأن «التقارير عن أن النظام السوري استخدم غاز الكلور ضد المدنيين في الغوطة الشرقية إنما هو برهان آخر على استهتاره الفاضح بالقانون الدولي ولامبالاته الوحشية بحياة شعبه». وذكرت بأنه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي «استخدمت روسيا امتياز النقض (الفيتو) ضد تجديد آلية التحقيق المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وهي مجموعة تفنيد نزيهة ومستقلة أنشأها مجلس الأمن بالإجماع للتحقيق في شأن الضالعين بهجمات الأسلحة الكيماوية وتحديد المسؤولين عنها» في سياق الحرب السورية، مضيفة أنه «عندما قتلت روسيا آلية التحقيق المشتركة، وجهت رسالة خطرة إلى العالم... رسالة تفيد ليس فقط بأن استخدام الأسلحة الكيماوية مقبول، بل أيضا بأن أولئك الذين يستخدمون الأسلحة الكيماوية يجب ألا يجري التعرف إليهم أو محاسبتهم». وقالت إنه «إذا كانت هذه التقارير صحيحة، فينبغي لهذا الهجوم أن يلقي بثقله على ضميرهم»، مؤكدة أن الولايات المتحدة «لن تكف أبدا عن القتال من أجل الأطفال والنساء والرجال الأبرياء الذين صاروا ضحايا لحكومتهم وأولئك الذين يدعمونها». وشددت على أن بلادها «ستسعى إلى كل السبل المتوافرة من أجل المحاسبة، بما في ذلك عبر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، ولجنة التحقيق الدولية حول سوريا، والآلية المستقلة والنزيهة الدولية من أجل سوريا، والشراكة الدولية ضد الإفلات من العقاب على استخدام الأسلحة الكيماوية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.