فيل نيفيل ولغز اختياره مدربا لمنتخب إنجلترا للسيدات

لم يسبق له التدريب ولم يتقدم للوظيفة لكن اتحاد الكرة وضعه في المقدمة

هل تعيين فيل نيفيل مدربا لمنتخب إنجلترا  للسيدات جاء عبر مزحة؟
هل تعيين فيل نيفيل مدربا لمنتخب إنجلترا للسيدات جاء عبر مزحة؟
TT

فيل نيفيل ولغز اختياره مدربا لمنتخب إنجلترا للسيدات

هل تعيين فيل نيفيل مدربا لمنتخب إنجلترا  للسيدات جاء عبر مزحة؟
هل تعيين فيل نيفيل مدربا لمنتخب إنجلترا للسيدات جاء عبر مزحة؟

لا يملك المرء سوى الشعور بالدهشة والسخرية لدى علمه بأن فيل نيفيل المرشح الأبرز لتدريب المنتخب الإنجليزي النسائي.
لقد وضعت لويز تايلور تقريرا ممتعا حول الأمر وذكرت فيه: «من المعروف أن اسم المرشح البالغ 40 عاماً طرح للمرة الأولى على اتحاد الكرة في إطار مزحة من جانب مذيع شهير خلال حفل أقيم الشهر الماضي».
كان هذا أفضل مقال يكتب عن فكرة كيفية التقدم لشغل وظيفة منذ تفجر الخبر الطريف حول طلب أصدقاء وزير الخزانة السابق جورج أوزبورن منه تقديم النصح لهم بخصوص ترشيحاتهم لرئاسة تحرير صحيفة «ذا إيفننغ ستاندرد». وفي نهاية الأمر، انتهى الحال بتولي شخص أخفق في التأهل للمشاركة في برنامج تدريب الخريجين في صحيفة «التايمز» منصب رئيس التحرير!
في الواقع، تحري الدقة يستلزم الاعتراف بأنها ثالث قصة نتعرف عليها في مجال اختيار المرشحين للمناصب منذ قصة صديق جورج مايكل غوف الذي قرر توجيه ضربة قاتلة إلى صديقهما الثالث بوريس جونسون أثناء المنافسة على قيادة حزب المحافظين البريطاني في أعقاب استفتاء الـ«بريكست». والطريف أن غوف برر موقفه على النحو التالي: «أنظر إلى الأمر مثل مجموعة من الأشخاص يقفون خارج مبنى يتداعى، ويتساءلون فيما بينهم من يملك القدرة على إنقاذ طفل محاصر بالداخل. وقد قلت في نفسي: حسناً، لا أظن أنني أملك القدرة أو السرعة للاضطلاع بهذه المهمة، لكن عندما أمعنت النظر فيمن حولي، قلت لنفسي: يا إلهي، إنني على الأقل على ذات القدر من القوة والسرعة مثل الآخرين. يجب أن أحاول إنقاذ الطفل». أما نتيجة هذا الطرح العجيب فكان إلقاء الشرطة بعد فترة قصيرة القبض على رجل من غرب لندن يبلغ 49 عاماً للاشتباه في نسفه إحدى البنايات. وادعى الرجل لاحقاً أنه كان يحاول إنقاذ طفل في الداخل.
على أي حال، بالعودة إلى تعيين نيفيل الذي أنجز تماماً تقريباً، أعتقد أن اتحاد الكرة أقدم على هذا الاختيار العجيب باعتباره إحدى صور التمييز الإيجابي - بمعنى أن اتحاد الكرة رفض تعيين نيفيل في هذا المنصب لمجرد أنه لم يسبق له قط تولي تدريب فريق كرة قدم، أو أنه لم يتقدم بطلب لشغل الوظيفة من الأساس!
ومع هذا، لا تزال التساؤلات تعتمل في نفوس الكثيرين حول أسباب اختيار اتحاد الكرة لنيفيل. جدير بالذكر أنه في ديسمبر (كانون الأول)، اعترفت البارونة سو كامبل، رئيسة اتحاد الكرة النسائية بوجود مشكلة تتمثل في نقص أعداد المتقدمات من النساء لشغل منصب مدرب المنتخب الإنجليزي. وأعربت عن اعتقادها بأن الأمر: لا يتعلق بالإهمال، وإنما المشكلة أننا لم نبذل جهداً أكبر في محاولة تناول القضايا الكبرى. والآن، نجد أنفسنا في مواجهة هذا الوضع.
وللأسف، لا يبدو أن المسؤولين بذلوا آنذاك ما يكفي من جهود كي لا يضطروا اليوم إلى تعيين رجل لم يسبق له التدريب مطلقاً من قبل. واللافت أن هذا الاختيار يأتي في وقت لم يتعاف الاتحاد تماماً من تداعيات أزمة إني ألوكو ومارك سمبسون، مدرب المنتخب الإنجليزي النسائي السابق، في أكتوبر (تشرين الأول).
المؤكد أن أي شخص يهتم لأمر كرة القدم الإنجليزية سيتمنى لنيفيل كل النجاح، لكن دعونا نأمل في أن يكرس اتحاد الكرة وقتاً كافياً ومجهوداً جاداً لتحليل مسألة رفض جميع المرشحين الآخرين الأفضل من حيث المؤهلات لمنصب مدرب المنتخب الإنجليزي النسائي. من المعتقد أن الخوف من التعرض لتفحص شديد السبب الرئيسي وراء ذلك، لكنه بالتأكيد سبب لا يبدو كعقبة مستحيلة. في الواقع، تميل المؤشرات إلى أن السبب الجوهري يكمن في إخفاق اتحاد الكرة في اجتذاب عناصر ذات كفاءة، خاصة أن الوظيفة رائعة، ذلك أن المنتخب الإنجليزي يحتل المرتبة الأولى على مستوى القارة الأوروبية والثالثة عالمياً. وبعد وصوله إلى الدور النهائي ببطولتي كأس العالم الأخيرتين ودور قبل النهائي في بطولة «يورو»، تبدو ثمة فرصة كبيرة أمامه اليوم للفوز بكأس العالم العام القادم.
علاوة على ذلك، قيل إن راتب سامبسون يتراوح بين 100 و150 ألف جنيه إسترليني سنوياً، ما يعتبر راتباً ليس بالسيئ على صعيد كرة القدم النسائية - وإن كان رقماً لا يذكر مقارنة بأجور المدربين في إطار كرة القدم للرجال. وأنا على ثقة من أن نيفيل ينظر إلى هذه الفرصة باعتبارها ذهبية بمعنى الكلمة.
ومع هذا، يبقى الجانب الأكثر إثارة للجدل فيما يخص عملية تعيين مدرب المنتخب الإنجليزي النسائي أنها جرت إدارتها من قبل مدير الشؤون الفنية باتحاد الكرة دان أشورث، الذي يبدو شخصية منيعة. ويقال إن أشورث هو من تولى الاتصال شخصياً بنيفيل. والتساؤل الذي يفرض نفسه: هل ما نعايشه حقيقي؟ هل هذا نفس أشورث الذي كان منذ ثلاثة شهور فقط يتعرض لانتقادات حادة باعتبار أنه من الضروري التخلص منه، مع تأكيد هيذر راباتس أنه من المتعذر إحداث أي تغيير حقيقي طالما ظل أشورث في موقع المسؤولية. في الحقيقة، تنطوي وجهة النظر التي تعتبر أنه من المتعذر استمرار أشورث في منصبه على سوء فهم جوهري لطبيعة الحياة العامة البريطانية. في الواقع، تعج الحياة العامة البريطانية بمسؤولين من عينة أشورث في شتى المجالات، والذين صدعوا إلى مناصبهم من الفراغ ويبدون على درجة بالغة من النفوذ الذي يجعل من المتعذر إسقاطهم.
وينطبق هذا التوصيف بدقة على أشورث الذي يبدو قادراً على النجاة والبقاء حتى بعد وقوع تفجير نووي! وبعدما يسأم العمل في اتحاد الكرة، من الممكن تخيل سيناريو يتولى خلاله مسؤولية حل بعض القضايا الكبرى المتعلقة بالدولة البريطانية - مثل أزمة السكن. وعند إمعان النظر إلى التقاليد البريطانية نجد أنها تذخر بمثل هذه الأمور - على سبيل المثال، هناك جون بريت، الذي كان في وقت من الأوقات يفكر في حلول أبعد عن الخيال لمشكلات الجريمة المنظمة وأزمة النقل، علاوة على كيفية إحداث ثورة بمجال الرعاية الصحية!
في مقال نشره عبر موقع اتحاد الكرة خلال موسم عطلة أعياد الميلاد، أقر أشورث بمضض بأن «ثمة دروسا ينبغي الاستفادة منها» - وهي صيغة سلبية كلاسيكية لتجنب جعل المرء فاعلاً للفعل الوارد بالعبارة. إلا أنه إذا لم يكن أشورث تحديداً هو الذي يتعين عليه الاستفادة من الدروس المستفادة، فمن عساه يكون؟!



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».