الرئيس الصومالي يطيح بعمدة مقديشو ويُعين وزير الإعلام بديلاً له

عمدة مقديشو المقال من منصبه عبدي ثابت («الشرق الأوسط»)
عمدة مقديشو المقال من منصبه عبدي ثابت («الشرق الأوسط»)
TT

الرئيس الصومالي يطيح بعمدة مقديشو ويُعين وزير الإعلام بديلاً له

عمدة مقديشو المقال من منصبه عبدي ثابت («الشرق الأوسط»)
عمدة مقديشو المقال من منصبه عبدي ثابت («الشرق الأوسط»)

عزل الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، عمدة العاصمة مقديشو ثابت عبدي من منصبه، وقرر في المقابل أمس، تعيين وزير الإعلام عبد الرحمن يريسو مكانه، قبل أن تجتاح قوات الأمن مكتب العمدة المقال. وأصدر الرئيس فرماجو مرسوماً بتعيين وزير الإعلام، رئيساً جديداً لبلدية العاصمة ليحل محل ثابت بعد 9 شهور فقط من تعيينه، لكن مكتب الرئيس لم يكشف سبب العزل.
واكتفى بيان أصدرته الحكومة ونشره موقعها الإلكتروني الرسمي على الإنترنت بالقول: «بعد التشاور مع رئيس الوزراء ووزير الداخلية، قام الرئيس بتعيين عبد الرحمن عمر عثمان رئيساً جديداً للبلدية»، مشيراً إلى أنه تم أيضاً تعيين 3 نواب للمحافظ من بينهم سيدة واحدة.
وقبل ساعات من هذا البيان، أعلن العمدة المقال أنه تم انتخابه من رؤساء مديريات محافظة بنادر وأعضاء مجالس البلدية محافظاً للمدينة وعمدة بلدية مقديشو لمدة عامين، كما نظم مؤيدوه مظاهرات في مقديشو، للتنديد باحتمالات عزله.
وبدا أن هذا التحرك بمثابة محاولة لتحدي الرئيس الصومالي واستباقاً لقرار العزل، علماً أن فرماجو كان قد غمز من قناة العمدة المقال ضمنياً، عندما شدد أول من أمس على رفضه التصرف في الأراضي المملوكة للدولة من غير الرجوع إليه شخصياً.
وعقب تصريحات الرئيس، نفى عمدة مقديشو المقال، أن يكون منح أراضي مملوكة لهيئات حكومية للمواطنين، وقال إنه لم يقدم إلى الرئيس فرماجو طلباً بهذا الصدد منذ انتخاب الأخير رئيساً للبلاد في الثامن من شهر فبراير (شباط) الماضي. وكان ثابت قد طالب بمنحه السيطرة على أجهزة الأمن الحكومية التي تتولى تأمين العاصمة مقديشو بمعزل عن السلطات الرسمية، ما أجج نزاعاً بينه وبين الرئيس من جهة، وبينه وبين رئيس الحكومة حسن علي خيري من جهة أخرى، فيما تحدثت وسائل إعلام محلية عن أن العمدة المقال ورئيس الوزراء ليسا على وفاق.
وقال سكان مقديشو إن قوات الأمن دخلت مكتب رئيس البلدية مساء أول من أمس وسيطرت عليه، كما أغلقت القوات معظم الطرق في المدينة أمس. وقال مسؤول أمني إن قوات تابعة لجهاز المخابرات والقوات الخاصة لتأمين العاصمة سيطرت بالفعل على مقر إدارة محافظة بنادر ومكتب العمدة المقال من منصبه.
ويأتي قرار العزل بعد اندلاع خلاف حاد بين الحكومة ورئيس الجمهورية من جانب، وعمدة المدينة السابق ثابت من جانب آخر، حول مقام العاصمة، وكان ثابت ينوي أن ينصب نفسه رئيساً لإدارة جديدة مستقلة في محافظة بنادر على غرار الولايات المنضوية بالدولة الفيدرالية.
والتزم وزير الإعلام الصمت حيال هذه التطورات التي تعكس خلافات عنيفة داخل السلطة الحاكمة في البلاد، خصوصاً مع تواتر معلومات غير رسمية عن تلويح وزير الداخلية المعين حديثاً بتقديم استقالته، بسبب ما يصفه مقربون منه بأنه اعتراض على تدخل الرئيس فرماجو ورئيس حكومته في عمله.
وقالت مصادر مقربة من وزير الداخلية الصومالي الجديد عبدي محمد صبري إنه مستعد للاستقالة إذا لم تتوقف القيادة العليا عن التعدي على واجباته، مشيرة إلى شعوره بخيبة أمل بسبب عدم تعاون الرئيس ورئيس الوزراء معه.
وفي العام الماضي أقال الرئيس وزير الدفاع وقائد الجيش وعين آخرين بدلاً منهما، كما أقال رئيس الحكومة الصومالية حسن علي خيري في مطلع هذا الشهر، وزراء الخارجية والداخلية والتجارة، وعين بدلاً منهم وافدين جدداً، كما أقيل قائد الأمن الوطني وقائد الشرطة بعد أن أسفر أعنف هجوم بشاحنة ملغومة تشهده البلاد عن مقتل 512 شخصاً في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وتولى صبري منصب وزير الداخلية خلفاً لسلفه المقال عبدي فرح سعيد جحا، في حكومة خيري المكونة من 26 وزيراً. كان فرماجو قد عين حكومة خيري، وهو مسؤول تنفيذي سابق في مجال النفط والغاز، في فبراير الماضي، حيث ما زالت الحكومة تواجه انتقادات لإخفاقها في الحد من هجمات متشددي حركة الشباب.
وتكافح الحكومة المدعومة بقوة من قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام (أميصوم) لهزيمة تمرد إسلامي تشنه حركة الشباب، التي تريد الإطاحة بالحكومة وإخضاع البلاد لحكم يتفق مع تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية. والصومال غارق في مشكلات أمنية منذ عام 1991 عندما أطاح زعماء ميليشيات بالديكتاتور محمد سياد بري.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.