قوات النظام تشتبك مع «داعش» في ريف إدلب

TT

قوات النظام تشتبك مع «داعش» في ريف إدلب

برز تطور جديد على خط المعارك المحتدمة في ريف إدلب، أمس، إذ أفيد باشتباكات عنيفة تدور بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها وعناصر تنظيم داعش على محاور في شرق بلدة سنجار الاستراتيجية الواقعة في ريف إدلب الجنوب الشرقي. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أنّه وفي حال تمكن «داعش» من السيطرة على البلدة وعلى قريتين شرقها، فإن قوات النظام ستقع في حصار ضمن دائرة بين سنجار ومطار أبو الظهور العسكري.
وتقدم «داعش» من مناطق سيطرته بريف حماة الشمالي الشرقي بشكل مفاجئ في مناطق سيطرة «هيئة تحرير الشام»، ووصل إلى مناطق سيطرة النظام التي كانت تقدمت قبل أسبوعين إلى سنجار. وخرق التنظيم صفوف النظام في شرق البلدة الاستراتيجية محاولا التمدد جنوبها. وفي حال تمكن من تحقيق اختراق أكبر، والوصول إلى عمق إدلب في شمال بلدة التمانعة الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، فإنه بذلك يكون قد حاصر قوات النظام بين مطار أبو الظهور وبلدة سنجار.
ورصد المرصد السوري تقدم عناصر التنظيم بعد تمكنهم خلال الـ24 ساعة الفائتة من السيطرة على 15 قرية في ريفي إدلب وحماة، حتى وصلوا إلى داخل بلدة سنجار، لافتا إلى أن «داعش» وسّع سيطرته في المنطقة، بحيث بات يسيطر على 63 قرية في ريف حماة الشمالي الشرقي والقطاع الشرقي من ريف إدلب، كما بات على بعد نحو 15 كلم من مطار أبو الظهور العسكري، الذي يعد الهدف الرئيسي لعملية النظام العسكرية في إدلب.
وذكرت وكالة «أعماق»، التابعة لـ«داعش»، أن التنظيم «سيطر على عدة مواقع لقوات الأسد شرقي بلدة سنجار بريف إدلب الجنوبي الشرقي، وقتل ثلاثة عناصر منها». وأشارت إلى مواجهات عسكرية في محاولة التقدم في المنطقة.
وتزامنت الاشتباكات بين النظام و«داعش» مع مواصلة تقدم القوات الحكومية وحلفائها في منطقة ريف حلب. وقالت «شبكة شام»، إن «مساحة السيطرة لقوات الأسد والميليشيات الإيرانية في منطقة ريف حلب الجنوبي الشرقي تتوسع، وقد صلت مؤخرا لتلال استراتيجية في المنطقة أبرزها تلة الشهيد وأبو رويل وقرى البطرانة وعوينات كبيرة وصغيرة، في سعيها للسيطرة على كامل منطقة ريف حلب الجنوبي، والتوسع باتجاه منطقة أبو الظهور بريف إدلب الشرقي التي باتت على بعد بضعة كيلومترات منها».
وبينما أفاد المرصد عن خسارة «هيئة تحرير الشام» وفصائل المعارضة أكثر من 250 قرية في المنطقة واقتراب نحو 100 قرية أخرى من الوقوع في حصار، تحدثت وكالة «سانا» عن استعادة القوات النظامية السيطرة على 90 قرية وبلدة بريف إدلب الجنوبي الشرقي، لافتة إلى «تطهير أكثر من 1000 كيلومتر مربع في نواحي سنجار والتمانعة وأبو الظهور المتجاورة». وقالت الوكالة التابعة للنظام إن «المعارك الناجحة التي خاضتها وحدات الجيش ومجموعات الاقتحام قلصت المسافة بين القوات في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي إلى أقل من كيلومترين».
وفي ريف دمشق، أفاد المرصد بتجدد القصف المكثف يوم أمس على مناطق في غوطة دمشق الشرقية، لافتا إلى تنفيذ الطائرات الحربية 8 غارات و25 صاروخا «أرض - أرض» استهدفت مناطق في مدينة حرستا. كذلك أشار إلى أن القصف طال مناطق في مدينة دوما وبلدتي النشابية وأوتايا وعربين ومناطق في مدينة زملكا.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».