انفرد مانشستر يونايتد بوصافة الدوري الإنجليزي الممتاز عبر الفوز على ضيفه ستوك سيتي 3 / صفر في المرحلة الثالثة والعشرين من المسابقة.
وأحرز النجم الدولي المصري محمد صلاح هدفا عالميا وصنع آخر، ليقود فريقه ليفربول لفوز مثير 4 / 3 على ضيفه مانشستر سيتي في المرحلة التي شهدت أيضا فوز بورنموث على ضيفه آرسنال 2 / 1. وكان تشيلسي أهدر فرصة الانفراد مؤقتا بوصافة المسابقة وتعادل مع ضيفه ليستر سيتي سلبيا في المرحلة نفسها. وفي باقي المباريات فاز توتنهام على ضيفه إيفرتون 4 / صفر ووستهام يونايتد على مضيفه هيديرسفيلد 4 / 1 / ووست بروميتش البيون على ضيفه برايتون 2 / صفر وكريستال بالاس على ضيفه بيرنلي 1 / صفر وتعادل ساوثهامبتون مع مضيفه واتفورد 2 / 2 وتعادل نيوكاسل يونايتد مع ضيفه سوانزي سيتي 1 / 1. «الغارديان» تلقي الضوء هنا على أهم 10 نقاط جديرة بالدراسة من مواجهات الدوري الإنجليزي الممتاز في المرحلة الثالثة والعشرين من المسابقة.
1- كارول هدف غير محتمل لتشيلسي
تعرض «تشيلسي» لثلاثة تعادلات متتالية للمرة الأولى، ويبدو من الصعب تخيل أن قسم شؤون الانتقالات لديه لا يعكف حالياً على طرح بدائل على الإدارة. من الواضح أن ثمة أمرا أوقف مساعي النادي لضم لاعب آرسنال ألكسيس سانشيز، الذي حاول النادي ضمه في الصيف. ربما بات «تشيلسي» مقتنعاً اليوم أن اللاعب عاقد العزم على الانضمام من جديد إلى جوسيب غوارديولا في «مانشستر سيتي»، أو قد يشعر «تشيلسي» بأنه ليس في إمكانه المنافسة مالياً في مواجهة «مانشستر يونايتد» في خضم مساعي الأخير لضم سانشيز. ربما قرر مسؤولو النادي أن تكلفة ضم سانشيز باهظة على نحو مفرط. إلا أنه حتى إذا كان هذا الخيار قد اختفى من على طاولة البدائل، وفي ظل احتمالات عدم قبول «كريستال بالاس» عروض بخصوص شراء كريستيان بينتيكي، تبقى هناك إمكانية أن يستكشف «تشيلسي» فكرة ضم آندي كارول. من جانبه، كان مدرب تشيلسي أنطونيو كونتي يأمل في ضم مهاجم خلال الصيف، ومن الواضح أنه يكن إعجاباً كبيراً تجاه كارول البالغ 29 عاماً، رغم سجله المرتبط بالإصابات. ومع أن مثل هذه الصفقة ربما كانت لتبدو غريبة في وقت مضى، فإن الأوضاع تبدلت تماماً الآن.
2- فينغر حول وضع سانشيز إلى فوضى
في أغسطس (آب)، تحدث فينغر عن المعضلة التي يواجهها فيما يخص التعامل مع مستقبل ألكسيس سانشيز. وقال: «إننا مضطرون للاختيار بين الكفاءة داخل الملعب والمصلحة المالية. وفي هذه الحالة، أعتقد أنني أولي الأولوية لحقيقة أنه سيكون مفيداً على الجانب الرياضي». إلا أن هذه المقامرة أخفقت على نحو فادح، ومن المؤكد أن فينغر يشعر بالندم اليوم على عدم بيع اللاعب والاستفادة من المال في إعادة بناء الفريق، الصيف الماضي. اليوم، يجد فينغر نفسه مسؤولاً عن فريق راكد غير متناغم جاء أداؤه الرديء أمام «بورنموث» على أرض الأخير ليشكل مجرد الحلقة الأحدث في سلسلة من المباريات التي قدم خلالها اللاعبون أداء باهتاً يخلو من أي معنى حقيقي. ويبدو هذا الأمر مثيراً للإحباط على نحو خاص بالنظر إلى التحسن الواضح في مستوى الفريق خلال المباريات التي أقيمت على أرضه.
في الحقيقة، من المعتقد أن فريق «آرسنال» الحالي الأسوأ في تاريخ النادي منذ موسم 1994 - 1995، موسم شهد على الأقل وصول الفريق إلى نهائي بطولة أوروبية. ويبدو من المحتمل على نحو متزايد أن فينغر سيواجه ضرورة استغلال الموارد المتاحة لديه من أجل تحقيق نجاح أكبر في بطولة الدوري الأوروبي إذا ما ظهرت الحاجة لخوض الفريق الحالي بطولة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
3- مويز حول أرنوتوفيتش لأفضل لاعبي وستهام
لم يبد «وست هام يونايتد» فريقا يناضل للهروب من الهبوط خلال مواجهته أمام «هدرسفيلد». الواضح أنه في غضون فترة قصيرة، نجح المدرب ديفيد مويز ليس فقط في استعادة سمعته الرفيعة كمدرب يعمل على مستوى الدوري الممتاز، وإنما نجح كذلك في إنقاذ سمعة ماركو أرنوتوفيتش، الذي شارك بمجهود كبير في الأهداف الأربعة جميعها. من جانبه، قال مويز عن اللاعب النمساوي متقلب المزاج: «أصبحنا قادرين على ضمان تفاعله مع الكرة بمعدل أكبر من خلال إشراكه في وسط الملعب. إنه لاعب ليس من السهل تدريبه، لكنه يحمل بداخله رغبة حقيقية في تحسين أدائه، والتزم بالفعل بجميع التوجيهات الصادرة إليه. كانت هناك تلميحات في وقت سابق إلى أنه لا يبذل مجهوداً كافياً داخل الملعب، لكن أعتقد أن هذا آخر ما يمكن لأي شخص قوله عنه اليوم. وأعتقد أنه يحاول أن يثبت لجماهير «وستهام يونايتد» أنه ليس بالصورة التي يظنها الناس. الحقيقة أنه لاعب ماهر ويستحق كل بنس دفعه النادي لضمه إليه».
4- سيتي يعاني بعد إصابة ديلف
لا يعتبر فابيان ديلف ظهير أيسر، من كان يدري ذلك؟ على امتداد الأسابيع القليلة الماضية، بدا وجود ديلف في دفاع «مانشستر سيتي» غريباً بعض الشيء. ويبدو اللاعب بمثابة أحد المؤشرات على روح الطموح التي يتميز بها جوسيب غوارديولا، وكذلك قدرة اللاعب نفسه على التعلم والتكيف. إلا أنه في الوقت ذاته يعكس ذلك الطبيعة غير المتوازنة لبرنامج «مانشستر سيتي» باهظ التكلفة لضم لاعبين في مركز الظهير الأيسر. وقد نجح ديلف في التألق في مركزه، لكن هنا استهدفه «ليفربول» على نحو لا هوادة فيه. في بعض اللحظات، بدت أرض الملعب أشبه بطاولة معوجة الساق مع استمرار الكرة في الميل باستمرار باتجاه ديلف. إلا أنه استمر داخل الملعب لنصف ساعة فقط تعرض بعدها لالتواء في الركبة خلال كرة مشتركة بينه وبين أليكس أوكسليد تشامبرلين. وبسبب إصابة بنجامين ميندي، يعتمد الفريق على دانيلو الآن، والذي جاء أداؤه غير مقنع. ومع أن جودة الأداء في مراكز أخرى من الفريق قادرة على التمويه على هذا القصور، تظل الحقيقة أن «مانشستر سيتي يعاني ضعفاً قد يشكل اختباراً قاسياً لعبقرية غوارديولا في الظروف الصعبة».
5- هودجسون لم يقنع بعد بإنجازاته
من المؤكد أن أداء باكاري ساكو الذي أسهم في فوز كريستال بالاس سيعزز محاولات المهاجم الفوز بعقد جديد، ذلك أن تعاقده الحالي ينتهي في يونيو (حزيران) . ومع هذا، يبقى من الصعب تخمين رأي المدرب روي هودجسون في اللاعب وعدد من الأسماء الهامشية الأخرى. كان المدرب قد أشاد بأداء اللاعب المالي وكذلك أداء واين هينيسي في المرمى. وبعد دقيقة واحدة، شدد على أهمية ضم مهاجم وحارس مرمى. وحتى هذه اللحظة، يبدو أن جزءا مهما من وظيفة هودجسون داخل «كريستال بالاس» يكمن في العمل على استثارة أداء يليق بمستوى الدوري الممتاز من مجموعة من اللاعبين لم يكن ثمة اعتقاد سابق بأنهم قادرون على الاضطلاع بمثل هذه المهمة. وقد شهد السبت على وجه التحديد الكثير من مثل هذا الأداء الرفيع - من مارتن كيلي في مركز قلب الدفاع وجايرو ريدوالد في وسط الملعب. ويبدو مدرب المنتخب الإنجليزي السابق قادراً على الاضطلاع بمهمة الحصول على أفضل أداء ممكن من لاعبيه.
6- أيبي في انتظاره الكثير مع بورنموث
بدت الفترة طويلة للغاية - تحديداً 18 شهراً و52 مباراة - لكن جوردون أيبي نجح أخيراً في تسجيل هدفه الأول مع «بورنموث» عندما سجل هدف الفوز لناديه في مرمى «آرسنال». كان اللاعب قد انتقل إلى «بورنموث» قادماً من «ليفربول» مقابل 15 مليون جنيه إسترليني، وعايش اللاعب فترة عصيبة خلال موسمه الأول مع النادي، وشارك في29 مباراة قبل أن يتمكن من تسجيل هدفه الأول لصالح النادي في بطولة الدوري الممتاز، عندما قام من على مقاعد البدلاء ليحول دفة المباراة ضد «برايتون» في وقت سابق من الموسم. يذكر أن أيبي الذي أكمل عامه الـ22 الشهر الماضي حمل دوماً بداخله إمكانات كبيرة، لكن ظل التساؤل الكبير بخصوصه ما إذا كان يملك القدرة على تقديم أداء رفيع باستمرار في إطار مواجهات الدوري الممتاز.
من جانبه، قال إيدي هوي، مدرب «بورنموث»، عن اللاعب: «أعتقد بصدق الآن أن بإمكانه ترك تأثير كبير على هذا المستوى. وتبدو الأرقام المرتبطة به جيدة للغاية من حيث الأهداف التي عاون في إحرازها هذا الموسم، لكنه اليوم أضاف هدفاً إلى رصيده وأنا سعيد للغاية بصورة شخصية من أجله. وآمل أن يكون هذا الهدف الأول من بين أهداف كثيرة مقبلة».
7- مستقبل شيلفي في مهب الريح
استدعى رافاييل بينيتيز بول دوميت إلى خط التماس وأطلع ظهيره الأيسر على عدد من التعليمات كي يمررها إلى جونجو شيلفي. وكانت كرة حرة لصالح «نيوكاسل يونايتد» على وشك الانطلاق ورغب بينيتيز في لعبها على مساحة واسعة عبر منطقة الـ18 ياردة. وبالنظر إلى هزة الرأس التي أتى بها شيلفي وتحديقه بعض الوقت باتجاه المدرب، يبدو أن صانع الألعاب لم يكن موافقاً على هذا المقترح. في وقت لاحق، خرج شيلفي، الذي كان يناضل لفرض نفسه، ليحل محله ميكيل ميرينو. وبدا على اللاعب الضيق الواضح في رده على يد بينيتيز الممدودة له لحظة خروجه من الملعب. وتبع ذلك مزيد من هز الرأس بضيق من جانب اللاعب. من الواضح أن مدرب «نيوكاسل يونايتد»، الذي يعاني نقصاً واضحاً في الدعم خلال موسم الانتقالات من جانب مايك آشلي، يواجه مشكلات أكبر، الأمر الذي دفعه لتقليل أهمية هذا الموقف لكن يظل من غير المحتمل أن ينساه تماماً. ولن ينسى هذا الموقف كذلك مدرب المنتخب الإنجليزي غاريث ساوثغيت الذي كان يتابع المباراة. ومع أن نقص الصفقات الجديدة حال دون إقدام بينيتيز على معاقبة شيلفي هذا الشهر، فإن الأيام المقبلة تبدو محملة بمزيد من الأحداث المثيرة.
8- ديني مهم لواتفورد... ولكن
تظل قضية تروي ديني معلقة أمام «واتفورد». كان نجم الفريق، الذي لا يبدو أنه يهاب قط التعبير بصراحة عن رأيه أو الدخول في مواجهات، قد عاد من ثاني إيقاف يتعرض له خلال الموسم، في وقت يواجه فريقه معضلة محيرة. كان الفريق مهزوماً بهدفين وفي حالة جمود كامل عندما انضم إليه ديني في الشوط الثاني بديلاً عن آخر ونجح في منح «واتفورد» قلباً نابضاً. ونجح اللاعب في خلق الفرصة لتسجيل هدف التعادل عبر ضربة رأس. ومع أن ديني غاب عن عدد كبير من مباريات الموسم بسبب الإيقاف، فإنه نجح في تحويل مسار المباراة بمجرد نزوله أرض الملعب أمام «آرسنال» و«مانشستر يونايتد» والآن «ساوثهامبتون». وإذا كان «واتفورد» يفكر جدياً في بيع لاعب لديه القدرة على ترك مثل هذا التأثير الهائل داخل أرض الملعب، فإن عليه العمل على ضمان أنه يملك بديلاً جيداً.
9- إيفانز واهتمام الأندية الكبرى به
قليل من لاعبي قلب الدفاع على مستوى إنجلترا نجحوا في إثبات أنفسهم داخل الملعب والتأقلم مع أعتى المهاجمين في أهم المباريات، لكن جوني إيفانز بالتأكيد واحد من هؤلاء القلة. واللافت أن اللاعب لا يزال في ذروة تألقه الجسماني ولا يزال يلعب في صفوف «ويست بروميتش ألبيون» الذي قبل السبت لم يكن قد حقق فوزاً واحداً طيلة 20 مباراة. أما ما سينجح الفريق في تحقيقه نهاية الأمر فيعتمد بدرجة كبيرة على ما إذا كان إيفانز سيستمر في صفوفه. جدير بالذكر أن «آرسنال» و«مانشستر سيتي» أبديا اهتمامهما بالفعل بضم اللاعب وذلك لسبب وجيه: أنه مدافع ممتاز وذكي ورابط الجأش وماهر في التعامل مع الكرة ويتميز بالحدة في تداخلاته مع اللاعبين الآخرين بهدف الاستحواذ على الكرة.
10- ألاردايس يدرك حقيقة مشكلته في إيفرتون
تميز ألاردايس بقدر كاف من الصراحة في أعقاب سقوط «إيفرتون» أمام «توتنهام هوتسبر»، ليعترف بأن فترة شهر العسل الخاصة به داخل النادي قد انتهت. تشير الأرقام إلى أن «إيفرتون» سجل هدفاً واحداً على مدار المباريات الخمس الأخيرة له بالدوري الممتاز، وحصل على نقطتين. وعليه، فإنه إذا لم يستعد الفريق جذوة نشاطه وتألقه الذي سبق وأن أبداه خلال معركته للهروب من الهبوط، فإنه من المحتمل أن يعاود خوض مثل هذه المعركة من جديد. والمؤكد أن هذا الوضع يزيد من الضغوط على عاتق المدرب والفريق فيما يتعلق بالمواجهة المرتقبة السبت أمام «ويست بروميتش ألبيون». وقد اعترف ألاردايس من جانبه أنه يشعر بـ«الصدمة» إزاء الأداء الذي قدمه الفريق على استاد ويمبلي. وقال: «المباراة المقبلة بالغة الأهمية بخصوص تحديدها لما إذا كنا سننزلق باتجاه منطقة الهبوط أو سنقرر أنه لا يجب أن نكون هناك».