من شأن انضمام ألكسيس سانشيز إلى «مانشستر يونايتد» إتاحة الفرصة للنادي للاستفادة من نجم ساطع في ذروة تألقه، علاوة على ما يحمله هذا الانتقال من فرصة بناء شراكة مثيرة بين النجم والمدرب جوزيه مورينيو اللذين يتشاركان في نهم لا يعرف الشبع تجاه المجد والبطولات.
من ناحية أخرى، ليس من الصعب التكهن باللحظة التي بدأ عندها ألكسيس سانشيز في الاستعداد لوداعه الطويل. وحتى يومنا هذا، لا تزال مباراة دور الـ16 من بطولة دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي أمام «بايرن ميونيخ» واحدة من اللحظات العصيبة في حياة عاشقي «آرسنال» والتي شهدوا خلالها انهياراً كاملاً لفريقهم المحبوب وشكلت نهاية فترة التألق خلال السنوات الأخيرة لقيادة المدرب آرسين فينغر للفريق.
في غضون 11 دقيقة من انطلاق المباراة التي أقيمت في بافاريا، أصبح «آرسنال» مهزوماً بنتيجة 1 - 0. والواضح أن دفاع «آرسنال» صدم من أداء آريين روبين المتألق وقدرته على اختراق صفوفه وتصويب الكرة باتجاه الشباك مباشرة. ومع انطلاق صافرة نهاية المباراة، كانت النتيجة قد أصبحت 5 - 1 لصالح «بايرن ميونيخ». وكان من الممكن أن تنتهي المباراة بارتفاع حصيلة الأهداف في مرمى آرسنال إلى سبعة أو ثمانية أو حتى 12. ومع انهيار زملائه، أصاب الجنون سانشيز.
ورغم أن «الجنون» قد لا يكون اللفظ المناسب فنياً هنا، فإننا نجد صعوبة في إيجاد لفظ آخر لوصف الاستعراض الاستثنائي لحمية الغضب الكروي التي أبداها سانشيز، مع زئيره وتكشيره عن أنيابه وتحركه بمفرده تماماً داخل الملعب. ولا نملك من جانبنا سوى التعاطف مع سانشيز في خضم المشكلات التي يواجهها حالياً فيما يخص تعاقده مع النادي والتعامل مع وكيل أعماله وقلقه على مكانته في وسط النجوم الصفوة بعالم كرة القدم.
في الوقت الراهن، يبدو أن ذلك الوضع من المحتمل أن يدفع بسانشيز نحو الانتقال إلى «مانشستر يونايتد» الذي ربما يبدي استعداده لدفع ما يقرب من 270.000 جنيه إسترليني أسبوعياً مقابل خدماته، ما يعتبر مكافأة ضخمة تليق بلاعب من صفوف الصفوة، في وقت يتقدم سانشيز في العمر ولم يحقق في تاريخه حتى اليوم سوى بطولة دوري واحدة مع برشلونة.
ويبدو هذا الوضع أشبه بسيناريو مكرر على صعيد كرة القدم الحديثة، مع وجود نجم كبير ينتمي لنادي كبير يمر بصعوبات وحالة انحسار، الأمر الذي يهدد سجل إنجازات النجم. في المقابل، هناك مدرب برتغالي دائماً ما تتركز أنظاره على المدى القصير ويحمل بداخله ولع بحصد البطولات. الواضح أن اتحاد الاثنين معاً سيعود بالرضا على الاثنين: النجم والمدرب.
ومع ذلك، تبقى هذه نصف القصة فقط. في الواقع، ربما تنتهي مسألة انتقال سانشيز إلى «مانشستر يونايتد» بمثابة خطوة ممتازة لجميع الأطراف المعنية. على امتداد ثلاثة أعوام ونصف العام، ستصل قيمة ذلك العقد إلى 50 مليون جنيه إسترلينية وحزمة مالية إجمالية بقيمة تقارب 100 مليون جنيه إسترليني، أو ما يكافئ أجرا أسبوعيا خياليا بجانب مقابل انتقال يبلغ 75 مليون جنيه إسترليني. ويقترب هذا المبلغ كثيراً مما قد يدفعه «مانشستر يونايتد» في سوق مفتوحة.
في الوقت ذاته، من الواضح أن سانشيز سيسهم في تحسين أداء فريقه الجديد. حالياً، يحظى «مانشستر يونايتد» بفريق يتألف من مستويين، مع وجود دعم يتمثل في عدد كبير من اللاعبين الشباب الماهرين وعدد من اللاعبين المتقدمين في العمر. وعليه، فإن ثمة مساحة خالية داخل الفريق لنجم جاهز في ذروة مسيرته الكروية ومخضرم بالفعل في منافسات الدوري الممتاز وقادر على الاندماج سريعاً في صفوف الفريق والعمل على رفع مستواه وتعزيز فرصه في الفوز. ومن المحتمل أن ينتهي الحال بسانشيز، 29 عاماً، إلى اللعب خلف قلب الهجوم في «مانشستر يونايتد»، أو يتقدم هو نفسه نحو الأمام. في كل الأحوال، يبدو من المحتمل أن ينجح سانشيز في قيادة هجوم «مانشستر يونايتد» خلال الموسمين القادمين.
هناك بُعد آخر للأمر بطبيعة الحال يتمثل في اللقاء المرتقب بين جوزيه ومورينيو: مدرب يحمل بداخله شغفا يصل حد الهوس تجاه حصد البطولات، ولاعب يبدو حريصاً على الفكاك من ثلاثة مواسم عانى خلالها من تردي مستواه داخل «آرسنال». وبذلك، يبدو الاثنان فريقاً رائعاً. ومع ذلك، ينبغي التنويه من جديد إلى أن الأمر على أرض الواقع ليس بهذه السهولة، ذلك أن النظر إلى سانشيز باعتباره «سوبر ستار» يشعر بالاستياء إزاء أوضاع فريقه آرسنال يحمل بعض الظلم له، ذلك أنه في كثير من الجوانب يبدو رد فعل سانشيز تجاه مسألة كونه لاعبا في «آرسنال» منطقية تماماً. وربما، وأؤكد من جديد ربما، يشعر بالإحباط لأن «آرسنال» يبدو بالفعل باعثا على الإحباط. وربما شعر اللاعب بالصدمة إزاء النادي ببساطة لأن أحوال النادي أصبحت صادمة بالفعل.
جدير بالذكر أن مسعود أوزيل شارك هو الآخر أمام بايرن ميونيخ العام الماضي، لكن لم تنتابه حالة من الغضب الوحشي الأعمى، وإنما بدلاً عن ذلك أنجز 20 تمريرة على امتداد 90 دقيقة كاملة، ثم خرج في النهاية وكأنه شبح. الواضح أن ألكسيس مقاتل بطبيعته، وهو لاعب متفوق لا يألو جهداً داخل الملعب ولا يعبأ بالتزام السلوك الودود اللطيف ولا يتردد إزاء التعبير عن سخطه ويبدي رغبة جامحة في الفوز ـ صفات تثير في أذهاننا على الفور مورينيو. هنا، يكمن الجزء الأكثر إثارة في انتقال سانشيز إلى «مانشستر يونايتد»: التقاء شخصيتين رياضيتين على درجة لافتة من التناغم. وخلال فترات التدريب الناجحة التي خاضها مورينيو، لطالما كان هناك لاعبون بدا أنهم يعكسون ويعززون هذا النهم الشديد لدى المدرب تجاه الفوز والمجد.
اليوم، يبدو مورينيو بحاجة ماسة إلى لاعب آخر من هذه النوعية، وهو في طريقه نحو الموسم السادس حاملاً درع بطولة دوري واحدة، وبعد ثماني سنوات من فوزه بآخر بطولة دوري أبطال أوروبا. وبالمثل، فإن سانشيز رغم شهرته ومكانته الرفيعة، لم يحقق أي إنجاز حقيقي على مستوى كرة الأندية. ولا تزال أمامه فرصة سانحة لتحقيق ذلك. وهنا، تظهر إمكانات كبرى وراء هذا اللقاء المرتقب بين سانشيز ومورينيو.
وكان مانشستر سيتي انسحب من الصراع على الفوز بخدمات سانشيز ليصبح مانشستر يونايتد بقيادة جوزيه مورينيو المرشح الأكبر للتعاقد مع مهاجم منتخب تشيلي البالغ عمره 29 عاما. وذكرت مصادر إعلامية في مانشستر أن سيتي تراجع عن اهتمامه بضم سانشيز بعد دراسة الجوانب المالية. وبينما كان جوسيب غوارديولا مدرب سيتي، الذي سبق له تدريب سانشيز في برشلونة، حريصا على ضم اللاعب فإن النادي يعتبر شروطه المالية ورسوم الانتقال كبيرة جدا خاصة أن عقده سينتهي في نهاية الموسم.
إضافة إلى ذلك كشفت قناة «سكاي سبورتس» ووكالة الأنباء البريطانية «بي آي» أن مانشستر سيتي متصدر الدوري الإنجليزي لم يعد يرغب في التعاقد مع سانشيز في فترة الانتقالات الشتوية في يناير (كانون الثاني) الحالي. وبحسب «سكاي سبورتس» التي ذكرت مصادر داخل نادي مانشستر سيتي فإن «المبلغ الذي يطالب به آرسنال للتخلي عن نجمه التشيلي الذي ينتهي عقده معه في يونيو (حزيران) المقبل، يعتبر مهما جدا بالنسبة لمسؤولي سيتي».
ووفقا للوسيلتين الإعلاميتين، فإن مانشستر يونايتد وتشيلسي سيكونان على استعداد لدفع أكثر من متصدر الدوري الممتاز لجذب المهاجم، سواء من حيث مبلغ الصفقة أو الراتب. وأضافتا أن المطاردين المباشرين لسيتي في الدوري مستعدان لدفع أكثر من 60 مليون جنيه إسترليني (67 مليون يورو) التي عرضت على آرسنال ووافق عليها هذا الصيف. وقتها لم ينجز «المدفعجية» الصفقة لأنهم لم يتوصلوا إلى اتفاق للتعاقد مع خليفة سانشيز، بعدما رفض نجم موناكو الفرنسي الدولي توماس ليمار ترك فريقه.
وأكد مورينيو أن يونايتد أبدى اهتمامه بالفعل بضم سانشيز لكنه قال: إنه «ليس واثقا أو غير واثق» بشأن ضم الجناح التشيلي. وأضاف عقب الفوز 3 - صفر على ستوك سيتي في أولد ترافورد الاثنين: «أنا فقط أشعر بالراحة بأنه لاعب في آرسنال وربما يستمر هناك لكن ينتابني شعور أيضا أنه قد يرحل وإذا حدث ذلك أعتقد أن لدينا فرصة». وتابع: «أعتقد أنه من المرجح بالنسبة للاعب كبير مثله أن يملك عروضا من أندية كبيرة أخرى. من يعرف ما سيحدث؟ أعتقد أن من يعرف ما سيحدث هما (آرسين) فينغر و(إيفان) غازيديس (الرئيس التنفيذي لآرسنال)».
وذكرت تقارير إعلامية أن تشيلسي ربما يحاول إقناع سانشيز بالبقاء في لندن بدلا من الانتقال إلى يونايتد بينما توقع آخرون أن يدخل هنريخ مخيتاريان لاعب وسط يونايتد ضمن الصفقة وينضم لآرسنال. وخرج مخيتاريان لاعب منتخب أرمينيا من تشكيلة يونايتد أمام ستوك لكن مورينيو قال إن مستقبل هذا اللاعب غير واضح. وقال مورينيو: «لا أعتقد أنه أمر سهل بالنسبة للاعب أن يخوض أي مباراة عندما تدور شكوك حول مستقبله. هذا ضغط إضافي لا يحتاجه اللاعب لذلك أعتقد أن ذلك الأفضل له ولنا طالما الشكوك لا تزال قائمة».
وغاب سانشيز أيضا عن تشكيلة آرسنال خلال الخسارة 2 - 1 على ملعب بورنموث الأحد حيث قال فينغر إن القرار بشأن مستقبل الدولي التشيلي بات «وشيكا». وأضاف المدرب الفرنسي «نعم القرار بشأنه أصبح قريبا جدا. لا تقرأ كثيرا بشأن هذا الأمر لأنه حتى أنا لا أدرى كيف ستسير الأمور. الأمر غامض حاليا ولم يتم حسمه بالكامل بطريقة ما أو بأخرى لذلك لم أضمه للتشكيلة».
وقال فينغر: «يضع قدما داخل النادي وأخرى خارجه» وذلك عقب غياب المهاجم التشيلي، الذي يتردد على نطاق واسه اقترابه من الرحيل، عن تشكيلة فريقه في الخسارة 2 - 1 أمام بورنموث. وقد يسمح آرسنال برحيل سانشيز وزميله الألماني مسعود أوزيل، الفائز بكأس العالم مع منتخب بلاده، خلال يناير الحالي لتجنب رحيلهما مجانا الصيف المقبل. وقال فينغر عن سانشيز لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عقب الخسارة المخيبة للآمال «يضع قدما بالنادي وأخرى خارجه. لا يمكنك أن تعرف الموقف خلال فترة الانتقالات. لذلك قررت التركيز على المباراة واستبعاده من التشكيلة».
وقال المدرب الفرنسي قبل المباراة، التي خسرها آرسنال رغم تقدمه بهدف، إن القرار بشأن مستقبل سانشيز بات «قريبا جدا». وأضاف: «نعم القرار بشأنه أصبح قريبا جدا. لا تقرأ كثيرا بشأن هذا الأمر لأنه حتى أنا لا أدرى كيف ستسير الأمور. الأمر غامض حاليا ولم يتم حسمه بالكامل بطريقة ما أو بأخرى لذلك لم أضمه للتشكيلة».
ويحتل آرسنال المركز السادس في الدوري متأخرا بخمس نقاط عن توتنهام هوتسبير صاحب المركز الخامس عقب الخسارة أمام بورنموث
وسيواجه مهمة صعبة في حال أراد تجنب الغياب عن دوري أبطال أوروبا للعام الثاني على التوالي. وأضاف فينغر «تقدمنا 1 - صفر وفجأة خسرنا بهدفين ولم نعرف كيف حدث ذلك. الأمر محبط جدا. عموما يجب أن ننظر للأمر بطريقة موضوعية للغاية. ارتكبنا أخطاء ما كان يجب ارتكابها. كان يجب الانتصار في هذه المباراة». وتوج سانشيز بلقبين لكأس الاتحاد الإنجليزي خلال أربعة مواسم قضاها في ملعب الإمارات.
انتقال سانشيز إلى يونايتد شراكة مثيرة بين نجم ومدرب يعشقان حصد البطولات
رحيل النجم التشيلي من لندن إلى مانشستر خطوة تحمل إيجابيات لجميع الأطراف
انتقال سانشيز إلى يونايتد شراكة مثيرة بين نجم ومدرب يعشقان حصد البطولات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة