العنصرية والتمييز يثيران جدلاً في الأوساط الرياضية

اللاعب الغابوني بيير إيمريك أوباميانغ (أ.ف.ب)
اللاعب الغابوني بيير إيمريك أوباميانغ (أ.ف.ب)
TT

العنصرية والتمييز يثيران جدلاً في الأوساط الرياضية

اللاعب الغابوني بيير إيمريك أوباميانغ (أ.ف.ب)
اللاعب الغابوني بيير إيمريك أوباميانغ (أ.ف.ب)

رصدت الأوساط الرياضية بعض المظاهر العنصرية تجاه بعض اللاعبين. وأظهر المحللون قلقاً من تلك التصرفات التي تصدر من اللاعبين أو المشجعين، مع اقتراب مونديال كأس العالم 2018، الذي ستنظمه روسيا في يونيو (حزيران) القادم.
وكانت مجلة «كيكر» الرياضية الألمانية قد اعتذرت لنجم نادي بوروسيا دورتموند الألماني، بيير إيمريك أوباميانغ، بعد أن أعرب اللاعب الغابوني عن شعوره بالإهانة من بعض الكلمات التي أطلقها عليه مدير تحرير المجلة.
وقال كارلهاينز ويلد، مدير تحرير «كيكر» عبر الموقع الرسمي للمجلة على الإنترنت: «لم أقصد أبدا بأي طريقة إهانة أو امتهان أي لاعب أو شخص إنسان يا أوباميانغ».
وخلال برنامج «كيكر تي في توك» قال ويلد إن القواعد واللوائح في نادي بايرن ميونيخ صارمة، ولا يمكن أن يحدث في هذا الأخير ما يحدث بين جدران غريمه التقليدي بوروسيا دورتموند، الذي قرر إيقاف أوباميانغ بسبب تجاوزاته وعدم انصياعه للأوامر.
وأضاف ويلد قائلا: «لا أعتقد أن أوباميانغ يمكنه القيام بهذه الحماقات في بايرن».
واستخدم ويلد في حديثه كلمة «سيرك القرود» لوصف سلوك اللاعب الغابوني. ورد أوباميانغ على كلمات مدير تحرير مجلة «كيكر» من خلال حسابه الرسمي على «إنستغرام» قائلا: «أعتقد أن هذا الصحافي كان بإمكانه أن يستخدم كلمة أخرى».
وأوضح ويلد قائلا: «كنت أرغب في وصف تجاوزاته خارج الملعب عن طريق هذا التعبير الشائع في اللغة الألمانية العامية، وهو التعبير الذي يخلو من أي مفهوم سلبي».
واستبعد مهاجم بوروسيا دورتموند من مباراة فريقه أمس الأحد أمام فولفسبورغ في الدوري الألماني، لأسباب تتعلق بقرارات انضباطية، اتخذها المدير الفني للفريق، بيتر شتوجر.
ولم تكن تلك الحادثة هي الأولى في الأوساط الرياضية في الفترة الأخيرة، حيث هاجم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أمس (الأحد) تغريدة تنطوي على إيحاءات عنصرية، نشرها نادي سبارتاك موسكو، بطل الدوري الروسي الممتاز لكرة القدم على موقع «تويتر»، ما يثير القلق في هذا الجانب قبل نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا.
وقال «فيفا» في بيان له: «(فيفا) يستنكر الرسالة التي نشرت على حساب سبارتاك موسكو على موقع (تويتر)... وكما قلنا مرارا، فإن أي شكل من التمييز داخل الملعب أو خارجه غير مقبول، ولا مكان له في كرة القدم».
وفي تسجيل مصور قصير نشره بطل روسيا على حسابه أمس (السبت)، عرض النادي ثلاثة من اللاعبين السود، من بينهم البرازيلي لويس أدريانو، وهم يؤدون تدريبات في معسكر تدريبي في دبي. وجاء في عبارة مع الفيديو: «انظروا كيف تذوب الشوكولاتة تحت أشعة الشمس».
وتعهدت روسيا بالتصدي للعنصرية؛ بينما تستعد لاستضافة نهائيات كأس العالم الصيف المقبل؛ لأن تاريخ الملاعب الروسية قد شهد حوادث عنصرية كثيرة على مر تاريخه، مثلما حدث مع المهاجم النيجيري، بيتر أدموينيغي الذي هاجمته جماهير سيسكا موسكو، وانتقل بسبب هذا إلى فريق ويست بروميتش ألبيون الإنجليزي في نهاية 2011. ومثله أيضا البرازيليان روبيرتو كارلوس وهالك، إضافة إلى الكونغولي سامبا.
ويواجه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم اتهامات من بعض اللاعبين، بالتقاعس من أجل غلق باب العنصرية التي يواجهونها في الملاعب، مثلما قال مهاجم نادي ليفربول الإنجليزي، ريان بروستر، إنه تعرض للإساءات العنصرية في الملاعب الأوروبية منذ أن كان عمره 12 عاما، وذلك في حديث له مع صحيفة الـ«غارديان» البريطانية.
ولا تقف العنصرية والتمييز عند الاختلاف في لون البشرة فقط؛ بل في الأصول العرقية، وكذلك التوجهات الدينية، ففي عام 2008 تعرض المصري أحمد حسام (ميدو) لهتافات معادية من جمهور فريقه «نيوكاسل يونايتد» بالدوري الإنجليزي، التي وصفته بـ«الإرهابي»، في مباراة مع فريق «ميدلسبره»، وبعد أن سجل هدفه الأول توجه بعدها إلى الجماهير مشيراً إليهم بالصمت. وتدخل الاتحاد الإنجليزي للتحقيق في الواقعة.
ويذكر أن «نطحة» زين الدين زيدان المفاجئة للمهاجم الإيطالي ماركو ماتيرازي في نهائي مونديال 2006، تعد الأشهر في ذهن متابعي كرة القدم، حيث قام المهاجم الجزائري الأصل بضرب ماتيرازي برأسه في صدره، بعد أن قام ماتيرازي بتناول زيدان بالحديث بالسوء عن أخته، مما دفعه لنطحه، وطرد من المباراة وخسرت فرنسا المباراة النهائية.


مقالات ذات صلة

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (رويترز)

ماريسكا: تشيلسي لا ينافس على «البريميرليغ»

قال ماريسكا إنه ولاعبي تشيلسي لا يشعرون بأنهم دخلوا في إطار المنافسة على لقب «البريميرليغ» بعد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)

أموريم: يونايتد بكامل جاهزيته لمواجهة سيتي

ربما يستعين روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد بالمدافع المخضرم جوني إيفانز، عندما يسافر الفريق عبر المدينة لمواجهة مانشستر سيتي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير (إ.ب.أ)

بوستيكوغلو: توتنهام بحاجة للاعبين ملتزمين

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إنه لا يخشى انتقاد لاعبيه قبل مواجهة ساوثهامبتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أنطونيو كونتي مدرب نابولي (أ.ب)

كونتي: علينا مواصلة العمل

قال أنطونيو كونتي مدرب نابولي إنه يريد من الفريق رد الفعل نفسه الذي يقدمه عند الفوز.

«الشرق الأوسط» (نابولي)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».