الصومال: معارك عنيفة بين {الشباب} والجيش

الحركة تجتاح مدينة على الحدود المشتركة مع كينيا

TT

الصومال: معارك عنيفة بين {الشباب} والجيش

اندلع قتال عنيف بين قوات من الجيش الصومالي وعناصر تابعة لحركة الشباب المتطرفة أمس على مشارف إحدى قرى منطقة شابيل الوسطى، على بعد نحو 50 كم شمال العاصمة مقديشو، بينما أصيب خمسة جنود صوماليين على الأقل في انفجار لغم أرضي، زرع على جانب طريق في المدينة.
وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن معارك شرسة جرت مساء أمس بين جنود الجيش الوطني الصومالي ومقاتلي الشباب بالقرب من قرية غولولي، مشيرة إلى أن قافلة تابعة للجيش كانت في طريقها إلى جوهر عندما نصب المسلحون كميناً.
وتحدثت تقارير صحافية كينية عن فرار سكان من قرية إيشاكاني على حدود كينيا مع الصومال بعد أن هاجم مسلحون من حركة الشباب القرية، التي باتت بأكملها مهجورة، إثر انتقال سكانها للإقامة في مخيمات مؤقتة في منطقة كيونغا المجاورة.
وأوضحت أن المسلحين الذين أسقطوا العلم الكيني في معسكر سابق تابع لجيش الدفاع الكيني وأقاموا معسكرهم، أبلغوا القرويين هناك بوقف التعاون مع الحكومة أو مواجهة عواقب. وجاءت هذه الغارة بعد ساعات من نصب حركة الشباب كمينا لقافلة أمنية، ما أسفر عن مصرع سيدة مدنية وإصابة خمسة من ضباط الشرطة في منطقة نيونجورو على طول الطريق السريعة لامو - جارسن.
وتم حرق سيارتين للشرطة خلال الهجوم، بينما قال جوزيف كانيري مدير الأمن المحلى في وقت سابق إنه تم اتخاذ إجراءات كافية للعثور على المهاجمين والقضاء عليهم. وشجع مسؤول محلي السكان على تبادل المعلومات مع وكالات الأمن المحلية، معتبرا أنه يتعين القيام بالمزيد من أجل كينيا لكسب الحرب ضد حركة الشباب. وتشهد هذه المنطقة منذ نحو أربعة أعوام اعتداءات يشنها المتمردون الشباب، حيث تعرضت ومنذ تدخلها العسكري في جنوب الصومال في 2011 للتصدي للمتمردين، للكثير من الاعتداءات الدامية. إلى ذلك، نقلت «إذاعة شبيلي» الصومالية عن شهود عيان أن خمسة جنود صوماليين على الأقل أصيبوا في انفجار لغم أرضي، زرع على جانب طريق في مقديشو. ووقع الحادث في بلدة «هانتا دير» بمنطقة دينيلي بعد أن انفجر لغم أرضي، تم التحكم فيه عن بعد في مركبة عسكرية، تقل ضابطا بالجيش وحراسه الأمنيين. وفي أعقاب الهجوم، طوق الجنود الصوماليون الموقع وأجروا عملية مطاردة، لكن لم يتم اعتقال أحد حتى الآن. وانفجر اللغم الأرضي في السيارة، مما أدى لإصابة خمسة جنود، نقلوا إلى مستشفى قريب على الفور للخضوع لعلاج طبي، طبقا لشهود عيان. وجاءت هذه التطورات في وقت تعهد فيه الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو بأن تعمل حكومته لإنهاء حالة الانقسام التي تشهدها مدينة جالكعيو من أجل تحقيق السلام فيها وفي بقية أنحاء البلاد. وقال فرماجو الذي زار المدينة أمس، إنها تجب أن تكون مهدا للمصالحة الوطنية ومركزا السلام في الصومال.
وطُردت حركة الشباب من مقديشو عام 2011 وخسرت سيطرتها على أغلب المدن الصومالية الرئيسية، لكنها احتفظت بوجود قوي في جنوب ووسط البلاد وما زالت قادرة على شن هجمات كبيرة، وألقي اللوم عليها في تفجير مزدوج في مقديشو في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي قتل فيه أكثر من 500 شخص. ويسعى المتشددون للإطاحة بالحكومة الصومالية وإخراج قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي وفرض تفسيرهم المتشدد للشريعة الإسلامية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.