أنباء عن قصف بـ«غاز الكلور» على الغوطة الشرقية

أنباء عن قصف بـ«غاز الكلور» على الغوطة الشرقية
TT

أنباء عن قصف بـ«غاز الكلور» على الغوطة الشرقية

أنباء عن قصف بـ«غاز الكلور» على الغوطة الشرقية

تواصلت المواجهات أمس على جبهات الغوطة الشرقية، بين قوات النظام وفصائل المعارضة التي تحاول منع هذه القوات من التقدم، وسط أنباء عن استخدام غاز الكلور في استهداف مناطق شرق العاصمة السورية.
وأفاد مصدر في الدفاع المدني السوري (المعارض) أن النظام قصف أمس السبت مناطق في الغوطة الشرقية، بعدة صواريخ تحمل غاز الكلور السام. وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية، إن القصف «أدى إلى وقوع عدد من حالات الاختناق بين المدنيين، بينهم ثلاثة أطفال في مدينة دوما»، في وقت أكد مصدر في غرفة عمليات «بأنهم ظلموا» للوكالة الألمانية أن قوات النظام «قصفت المنطقة الفاصلة بين مدينتي حرستا ودوما، بعد فشلها في تحقيق أي تقدم على الأرض وتكبدها خسائر كبيرة». وحذّر من «عودة النظام إلى استخدام الأسلحة الكيماوية كما فعل في مدينة دوما خلال شهر أغسطس (آب) من عام 2013».
وفي الإطار ذاته، نقلت «شبكة شام» المعارضة عن «المجلس المحلي لمدينة دوما» تأكيده أن المدينة تعرضت قبيل السادسة صباح أمس لـ«هجوم باستخدام الغازات السامة» ما تسببت في «حالات اختناق متعددة في صفوف المدنيين».
وبقيت مناطق الغوطة الشرقية طوال أمس هدفاً للقصف، حيث استهدفت قوات النظام مدينة عربين التي يسيطر عليها «فيلق الرحمن» بستة صواريخ أرض – أرض، كما قصفت مناطق في مدينة حرستا وأطرافها بأكثر من 40 قذيفة صاروخية، فيما تجددت الاشتباكات لليوم الثاني على التوالي في المزارع الممتدة بين مدينتي دوما وحرستا، بين «جيش الإسلام» وحركة «أحرار الشام» من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، كما نفذت الطائرات الحربية غارات استهدفت مدينة حرستا وأطرافها. كذلك قصفت قوات النظام بنحو 10 قذائف مناطق في مدينة دوما التي تعد معقل «جيش الإسلام»، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة سبعة آخرين بجروح.
إلى ذلك، أعلن فصيل «جيش الإسلام» أن عناصره تمكنوا من قتل وجرح نحو 25 عنصراً من تنظيم داعش، بعدما شن هؤلاء هجوماً على مواقعهم في حي الزين الفاصل بين مدينة الحجر الأسود وبلدة يلدا جنوب دمشق، بحسب ما أوردت «شبكة شام» المعارضة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.