الداخلية المغربية تحذر من استمرار استفزازات «بوليساريو» في المنطقة العازلة بالصحراء

TT

الداخلية المغربية تحذر من استمرار استفزازات «بوليساريو» في المنطقة العازلة بالصحراء

جدد عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية المغربي، تحذير سلطات بلاده من استمرار استفزازات جبهة البوليساريو ومناوراتها في المنطقة العازلة على الحدود المغربية - الموريتانية، خاصة في منطقة الكركرات.
وعبر لفتيت خلال استقباله أمس بالرباط كولين ستيوارت، الممثل الخاص الجديد للأمين العام للأمم المتحدة رئيس بعثة «مينورسو» لحفظ السلام بالصحراء، عن قلق المغرب إزاء استمرار هذه الاستفزازات، التي من شأن تداعياتها المساس بالسلم والأمن في المنطقة، وعرقلة مسلسل المفاوضات بخصوص موضوع النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، بشكل جدي، حسب مصدر رسمي. كما أكد لفتيت لستيوارت دعم السلطات المغربية في أداء مهامه ومساندتها لـ«مينورسو» في تنفيذ مهمتها.
وبدأ تصعيد جبهة البوليساريو، الداعية لانفصال المحافظات الصحراوية عن المغرب، والمسنودة من الجزائر، في المنطقة عقب توصلها بأسلحة من الجزائر في شهر مارس (آذار) الماضي، ضمنها ناقلات مصفحة ومدافع وآليات عسكرية أخرى. وخلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي قامت جبهة البوليساريو بمناورات عسكرية بالمنطقة العازلة «أغوانيت» قرب الجدار الدفاعي للمغرب، ثم نقلت عملياتها في يناير (كانون الثاني) إلى منطقة الكركرات، حيث توجد الطريق البرية الوحيدة التي تربط المغرب بموريتانيا وأوروبا بغرب أفريقيا.
وحاول مسلحو جبهة البوليساريو بداية العام الحالي اعتراض سبيل المشاركين في لحاق «رالي تحدي الصحراء» في الثالث من يناير الجاري بمنطقة الكركرات، غير أن تدخل بعثة «مينورسو» جعلهم يتراجعون. وبعد أيام من ذلك عادت جبهة البوليساريو مجددا للتهديد باعتراض لحاق «رالي موناكو - دكار» خلال عبوره المرتقب لنفس المنطقة يوم 8 يناير، الأمر الذي استدعى تدخل الأمين العام للأمم المتحدة شخصيا من خلال تصريح قوي يوم 6 يناير، دعا فيه جبهة البوليساريو إلى الكف عن إعاقة حرية التنقل المدني والتجاري في المنطقة المجاورة للكركرات، مشددا على ضرورة «عدم اتخاذ أي إجراء قد يشكل تغييرا في الوضع الراهن في المنطقة العازلة».
وخلال لقائه بوزير الداخلية المغربي جدد ستيوارت التزامه بمواصلة الجهود الرامية إلى احترام الاتفاقات العسكرية، والعودة إلى الوضع السابق بمنطقة الكركرات، وفقا لنداء الأمين العام للأمم المتحدة في 6 يناير 2018.
وحضر هذا اللقاء كل من العامل (المحافظ) المكلف التنسيق مع بعثة «مينورسو» حميد بارز، والمستشار السياسي للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ألكسندر إيفانكو.
تجدر الإشارة إلى أن الكندي كولن ستيوارت عين رئيسا لبعثة «مينورسو» في بداية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، خلفا لكيم بولدوك الذي انتهت مهمتها على رأس البعثة الأممية لحفظ السلام في الصحراء يوم 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.